وقال نتنياهو في كلمة، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّ الضربات الجوية الإسرائيلية على سورية اليوم الإثنين، استهدفت أساساً مواقع عسكرية أقامتها إيران.
وقال نتنياهو: "نعمل ضد إيران والقوات السورية التي تتواطأ على العدوان الإيراني... سنضرب كل من يحاول الإضرار بنا. من يهدد بمحونا عليه تحمل المسؤولية كاملة".
وجاء تصريح نتنياهو بعد أول رد رسمي إيراني على الغارات الإسرائيلية، وتصريح قائد القوات الجوية في الجيش الإيراني العميد طيار عزيز نصير زاده، بأنّ "أجيالنا الحاضرة والقادمة على أهبة الاستعداد وهي تنتظر بفارغ الصبر المعركة مع الكيان الصهيوني ومحوه من الوجود"، كما قال.
وأضاف المسؤول الإيراني في تصريحات لنادي المراسلين الشباب الإيراني، اليوم الإثنين، أنّ "أجيالنا المقبلة تعكف حالياً على تعلم المهارات اللازمة لليوم الموعود ومحو إسرائيل".
وفي وقت سابق، فجر اليوم، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، استهداف مواقع لـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني داخل الأراضي السورية، ما أسفر عن مقتل 4 جنود للنظام السوري، وفق ما قالت وكالة "إنترفاكس" الروسية، في حين تحدّث "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن سقوط 11 قتيلاً، بينهم سوريان، من دون أن يوضح جنسية القتلى.
وكان نتنياهو قد أقرّ، في تصريح له أثناء وجوده في تشاد، أمس الأحد، بأنّ "لإسرائيل سياسة ثابتة بضرب التموضع العسكري الإيراني في سورية، وكل من يحاول إلحاق الأذى بنا، وهي سياسة لا تتغير عندما أكون في إسرائيل أو عندما أقوم بزيارة تاريخية إلى تشاد، إنها سياسة ثابتة".
إلى ذلك، حذر وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز، من استهداف النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، قائلاً إنه "في حال واصل النظام السوري تمكين إيران من التموضع في سورية، فإنّ من شأن إسرائيل استهداف نظام الأسد".
وأوضح الوزير الإسرائيلي في الوقت نفسه أنّ التنسيق والتعاون الإسرائيلي مع روسيا "جيدان للغاية".
من جهته، قال وزير المواصلات والشؤون الاستراتيجية يسرائيل كاتس، إنّ الهجمات الإسرائيلية في سورية "هي رسالة واضحة لـ قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني".
من جهة أخرى، لمّح محلل عسكري في موقع "والاه"، إلى أنّ مسارعة مركز القوات الروسية في سورية إلى إصدار بيان أكد فيه اعتراض الصواريخ الإسرائيلية، ليل أمس، يقود للاستنتاج بأنّ الجيش الإسرائيلي كان قد أطلع الجيش الروسي على الغارات الإسرائيلية عبر آلية التنسيق المتبعة بين الطرفين عبر القاعدة الروسية في حميميم.
وقال المعلّق العسكري في "والاه" أمير بوحبوط، إن النص الذي اعتمده الروس في نفي وقوع ضحايا يتيح لروسيا في حديثها عن عدم سقوط ضحايا، مجالا للمناورة ويمنع "إهانتها" بعد أن كان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أشار أخيراً، إلى السعي لتعزيز الاتصالات بين الشبكات الدفاعية في سورية.
وبحسب بوحبوط، فإنه لا يمكن إسقاط احتمال أن يكون الوفد الروسي الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي، صادق على سياسة تتيح لإسرائيل مهاجمة وضرب أهداف في سورية، وذلك في سياق محاولة إسرائيل منع التموضع الإيراني، واستهداف شحنات سلاح معدة لـ"حزب الله"، على ألا يسمح للسوريين بمهاجمة مقاتلات إسرائيلية لكن يمكنهم اعتراض الصواريخ الإسرائيلية.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة "إسرائيل اليوم"، بإغلاق موقع جبل الشيخ أمام الزوار الإسرائيليين، في ضوء إطلاق صاروخ "أرض أرض" باتجاه إسرائيل، اعترضته منظومة القبة الحديدية، وشكل ذريعة لإسرائيل لشن هجماتها، ليل أمس، على أهداف إيرانية وأخرى لـ"حزب الله" في سورية، قرب مطار دمشق الدولي.
ونشر الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، صوراً للمواقع التي قال إنه تم استهدافها الليلة، بما في ذلك مخزن إيراني للسلاح.
ولفت موقع الصحيفة الإسرائيلية إلى ما تناقلته وسائل إعلام عن عودة طائرة مدنية إيرانية أدراجها، بعد أن كان معداً لها الهبوط في مطار دمشق. وتدعي إسرائيل، أخيراً، أن إيران تستغل مسارات الطيران المدني والطائرات المدنية لنقل عتاد وسلاح متطور لـ"حزب الله".
وتدعي إسرائيل أنّ غاراتها تستهدف مواقع إيرانية مختلفة في سورية، لا سيما مواقع "فيلق القدس"، في سياق سياستها لمنع التموضع الإيراني في سورية.