ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، تأكيد نتنياهو خلال جلسة الأحد، على وجوب منع هذا السيناريو قدر الإمكان، مُستدركاً "لكن يجب الاستعداد له".
ونقلت الصحيفة العبرية عن موظفين رسميين، قولهم إنّ "الحكومة الإسرائيلية، أجرت في الأيام العشرة الأخيرة، جلسات عدّة خصصتها لدراسة احتمالات انهيار السلطة الفلسطينية وذلك بفعل الجمود السياسي من جهة، واستمرار التوتر الأمني والأزمة الاقتصادية في الضفة الغربية".
وأشار موظف إسرائيلي إلى أن هذه الجلسات بدأت بشكل متزايد بعد فشل الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي، جون كيري للمنطقة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رفعت تقريراً خطياً وشفهياً بهذا الخصوص للمستوى السياسي.
وطبقاً للموظف، فقد نص التقرير على أن السلطة الفلسطينية ستصل إلى مرحلة تتوقف فيها عن العمل وتفقد قدرتها على أداء مهامها، وأن تنهار كلياً على "رأس" إسرائيل بكل ما يترتب على ذلك.
وأوصت الأجهزة الأمنية بتبني خط رسمي لمنع انهيار السلطة، وأن يتم بموازاة ذلك أيضاً القيام بخطوات فعلية للحيلولة دون ذلك الانهيار. وأشارت الصحيفة، إلى أن نتنياهو تبنى توصيات الأجهزة الأمنية وهذا ما تجلى في تصريحاته الشهر الماضي، خلال المؤتمر العالمي لقضايا المناخ في فرنسا، إذ أعلن أنه "لا يتمنى انهيار السلطة لأن البديل قد يكون أسوأ بكثير".
في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، أن ما تناقلته وسائل الإعلام العبرية في الآونة الأخيرة حول تصريحات لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية بأنها "نوايا مبيتة".
وحذرت من النوايا الإسرائيلية الخبيثة والمبيتة التي تقف خلف هذه المشاورات، ورأت فيها شكلاً من أشكال استغفال المجتمع الدولي، واستمراراً لحملات الكذب والتحريض والتضليل التي يمارسها نتنياهو بشكل ممنهج ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه وإنجازاته.
ولفتت إلى أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو تقوم بتدمير وإضعاف وتقويض وسحب صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية، ويستبيح جيشها المناطق الخاضعة للسلطة بشكل يومي، ويواصل حصار وخنق قطاع غزة، ويصعد من جرائمه وانتهاكاته القمعية ويمارس جميع أشكال العقوبات الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وكل ما من شأنه إضعاف تيار السلام والمفاوضات في الجانب الفلسطيني، في حين "يذرف دموع التماسيح ويدعي حرصه على بقاء السلطة الفلسطينية واستمراريتها"، وفق بيان الخارجية الفلسطينية.
كما حملت الوزارة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن التدهور الحاصل في الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وأكدت الخارجية الفلسطينية أن مسرحية نتنياهو الهزلية لن تنطليَ على أحد في العالم، وأن ما يدعيه نتنياهو من خطوات تجميلية للاحتلال وتسهيلات مزعومة ليست هي الحل، إذ إن المطلوب من الحكومة الإسرائيلية "الاعتراف الصريح والواضح بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، وفي مقدمتها الاعتراف بدولة فلسطين، وأن تمتلك الشجاعة الكافية لإنهاء احتلالها واستيطانها لأرض دولة فلسطين".
وبحسب "هآرتس"، فقد أجرى نتنياهو جلسات ومشاورات عدّة مع وزير الأمن، موشيه يعالون، ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة الجنرال يوآف مردخاي، ورئيس "الشاباك"، يورام كوهين. غير أنه مع ذلك امتنع عن تنفيذ كافة التوصيات الأمنية وذلك بفعل ضغوط عدد من وزراء حكومته مثل زئيف إلكين، ويسرائيل كاتس، وآخرين.
إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن مبعوثين أوروبيين ومبعوثي الرباعية الدولية حذّروا خلال زيارات لهم، في الأسبوعين الماضيين إلى تل أبيب، من تداعيات انهيار السلطة الفلسطينية، مطالبين الحكومة الإسرائيلية بالعمل على تعزيز مكانتها. كما سبق لكيري أنّ حذر هو الآخر في خطابه أمام منتدى "سبان"، مطلع الشهر الماضي من خطر انهيار السلطة الفلسطينية.
وأشار كيري، إلى أن مجموعة كبيرة من القيادات الأمنية والسياسية في إسرائيل تعتبر أنه يجب اتخاذ خطوات لتعزيز مكانة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، باعتبار ذلك أمرا ضروريا لأمن إسرائيل.
اقرأ أيضاً: إسرائيل وانهيار السلطة الفلسطينية: قلق العسكر ولا مبالاة السياسيين