وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية وفقاً لمصادر مطلعة، أنه من المقرر أن يبدأ موظفو بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، صباح الأحد، بوضع ترتيبات جديدة، عبر وضع حواجز حديدية من الجانبين لخلق نوع من الممر عند مداخل المسجد الأقصى، فيما تقوم الشرطة الإسرائيلية بفحص بدائل جديدة للبوابات الإلكترونية.
وجاءت هذه التطورات في ظل التصميم الفلسطيني على رفض البوابات الإلكترونية، وانفجار الغضب الفلسطيني في وجه الاحتلال، منذ يوم الجمعة، وتصعيد أعمال المقاومة واندلاع مواجهات عنيفة سقط فيها خلال يومين أربعة شهداء برصاص جيش الاحتلال، فيما نفذ فلسطيني عملية في مستوطنة حلميش غربي رام الله أسفرت عن مصرع ثلاثة مستوطنين.
وتصاعدت التطورات لتغطي المواجهات كافة منطقة القدس المحتلة، وفي الضفة الغربية، ولم تعد مقصورة عن مواجهات بين المرابطين عند بوابات الأقصى مع الشرطة وإنما تطورت إلى بوادر انتفاضة فلسطينية شعبية، زادت من المخاوف لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي لم تخف تقديراتها، اليوم السبت، من خطر تصعيد أكبر في الأيام القادمة، بعد أن كانت سربت على مدار الأسبوع الماضي، أنها تعارض نصب البوابات الإلكترونية عند بوابات الأقصى لأنها غير مجدية أمنياً، ومن شأنها أن تزيد من حالة الاحتقان في الشارع الفلسطيني كله وليس فقط في القدس المحتلة.
وضاعفت تطورات الأحداث من أزمة حكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو، خاصة بعد أن كان المجلس الوزاري المقلص لحكومة الاحتلال أقر، فجر الجمعة، إبقاء البوبات في مكانها، والإعلان في وسائل الإعلام أن الحكومة تترك مسألة بقاء هذه البوابات رهن تقديرات الشرطة.
في المقابل تفجرت الأوضاع في الأراضي المحتلة، في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وفي فلسطين الداخل، حيث بدأت سلسلة مظاهرات احتجاجية، فيما تحاول حكومة نتنياهو الخروج من أزمتها، خوفاً من فقدان السيطرة وانفجار كلي للأوضاع وفقدان السيطرة، خاصة إذا اتجهت السلطة الفلسطينية فعلياً نحو وقف التنسيق الأمني مع أجهزة الاحتلال في الضفة الغربية، وأفسحت المجال أمام جموع الفلسطينين لاختراق الحواجز العسكرية والاقتراب من نقاط التماس مع الجيش الإسرائيلي.
وكان جيش الاحتلال وجه، أمس الأول الجمعة، خمس فرق نظامية للضفة الغربية لمنع زحف فلسطيني شعبي نحو القدس، وأعلن، مساء أمس، أنه تقرر الدفع بثلاث فرق إضافية.
في غضون ذلك ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية، وبحسب ما أوردت صحيفة هآرتس الليلة، فإن الولايات المتحدة تجري اتصالات مكثفة مع كل من حكومة الاحتلال والأردن والسلطة الفلسطينية سعياً للوصول إلى مخرج من الأزمة التي تهدد بإشعال انتفاضة شعبية عارمة.
ومن المنتظر أن يجتمع الكابينيت السياسي والأمني للاحتلال، صباح اليوم الأحد، للبت في الخطوات القادمة، فيما يتوقع أن تتواصل الاتصالات العربية في الأيام القريبة.
ولفتت صحيفة هآرتس على نحو خاص إلى تصريحات الرئيس التركي، رجب الطيب أردوغان، واستنكاره للممارسات الإسرائيلية ومطالبته بإزالة البوابات الإلكترونية.
وأشارت مواقع عبرية مختلفة، إلى أنه من المتوقع في حال استمرت أعمال التصعيد من الجانب الفلسطيني أن يضطر الاحتلال إلى الانكسار ورفع البوابات الإلكترونية خلال الأسبوع الحالي وربما في أبعد حد الأسبوع القادم، وأن ما يجري حالياً هو محاولات من حكومة الاحتلال لإيجاد صيغة ومعادلة تخفف من حجم الفشل، وتمنع تدهور الأوضاع الميدانية إلى حالة لا يمكن السيطرة عليها، خاصة في الضفة الغربية المحتلة.