كشف موقع "يديعوت أحرونوت"، اليوم الإثنين، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وافق لأول مرة على دراسة خطة وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بإقامة جزيرة اصطناعية وميناء عام قبالة شواطئ غزة، وأن يكون هذا الميناء تحت مراقبة أمنية شديدة.
وقال الموقع إن قرار نتنياهو جاء في ظل تصاعد التحذيرات من المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل من مخاطر الكارثة الإنسانية في القطاع، وما قد تجره من قيام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتوجيه الغضب الفلسطيني في القطاع ضد حكومة الاحتلال.
وأشار الموقع إلى التقديرات الأمنية الإسرائيلية التي تفيد بأن حركة "حماس" ليست معنية بمواجهة عسكرية مع إسرائيل، لكن تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع والنقص الشديد في المياه الصالحة للشرب، والغذاء والدواء، مع ارتفاع نسبة البطالة، قد يدفعها إلى توجيه الغضب الفلسطيني ضد إسرائيل.
ووفقا للصحيفة، فإن التقديرات الأمنية حذرت من أن استمرار الوضع الحالي سيضطر الحكومة الإسرائيلية إلى تزويد قطاع غزة بالغذاء والدواء لمنع الانهيار الكامل ولتفادي تصعيد عسكري.
وكان رئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال غادي أيزنكوط، استعرض أمس أمام وزراء الحكومة الإسرائيلية سوء الأوضاع السائدة في القطاع، واصفاً القطاع بأنه "على شفا الانهيار".
وبحسب ما نشر موقع "هآرتس"، ليلة أمس، فقد أبلغ الجنرال أيزنكوط أعضاء حكومة الاحتلال بأن "حدوث تدهور إضافي في الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في القطاع من شأنه أن يعزز إمكانية اندلاع المواجهة في عام 2018"، مضيفاً أن "على حكومة إسرائيل القيام بخطوات كبيرة لمنع انهيار قطاع غزة".
واستعرض رئيس أركان جيش الاحتلال أمام الوزراء السيناريوهات المحتملة في ظل استمرار تدهور أوضاع القطاع، عبر تكراره ما قاله مؤخراً عدد من قادة الجيش والمؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية في هذا السياق، خاصة أن الأخيرة أوضحت للمستوى السياسي في إسرائيل مؤخراً، أن تقليص تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من قبل إدارة الرئيس الأميركي، دونال ترامب، من شأنه مفاقمة تدهور الأوضاع في القطاع.
ولفتت مصادر عسكرية، بحسب "هآرتس"، إلى أن عدد الشاحنات التي كانت تنقل المواد الغذائية والدواء للقطاع قد انخفض مؤخراً من 800 شاحنة يومياً إلى نحو 300 فقط، وذلك بعد تراجع القوة الشرائية عند المواطنين الفلسطينيين.
ووفقا للجيش، فإنه كلما تراجعت الأوضاع الإنسانية في غزة زادت احتمالات وأعداد المتظاهرين الفلسطينيين الذين يتوجهون إلى مناطق السياج الحدودي مع إسرائيل، ووقوع مواجهات مع جنود الاحتلال، وهو ما يحدث حالياً، إذ تشهد هذه المظاهرات ارتفاعاً أسبوعياً في عدد المشاركين فيها، وهو ما ينذر بوقوع عملية أو اصطدام يكون الشرارة التي تطلق المواجهة القادمة.
في غضون ذلك، شن وزير المواصلات الإسرائيلي، صاحب فكرة إقامة ميناء عائم وجزيرة اصطناعية قبالة القطاع، هجوماً شديد اللهجة على وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، متهما إياه بأنه الوحيد الذي يعارض مشروع إقامة جزيرة اصطناعية وميناء عائم على الرغم من موافقة كافة الجهات الأمنية والعسكرية في إسرائيل.
وكان كاتس أقر، أمس، في مقابلة مع موقع "يديعوت أحرونوت"، بأن إسرائيل تتحمل في الواقع المسؤولية عما يحدث في القطاع، لأنها من تفرض الإغلاق عليه، وزعم أن فكرته هدفها منح إسرائيل جائزة التخلص من عبء القطاع والمسؤولية عنه، وتحويل هذه المسؤولية للمجتمع الدولي، عبر عزل "حماس" كليا.
وقال إن: "الوضع في القطاع خطير، وهناك نحو 2 مليون شخص يعيشون في غزة، والانقسام بين "فتح" و"حماس" يزيد من شدة الأزمة، لكن ومع أن بمقدورنا القول إن هذا ليس شأننا، فإن إسرائيل في واقع الحال مسؤولة عما يحدث في غزة، لأنها من يفرض الإغلاق على القطاع. لذلك أقترح منذ فترة أن نقوم بخطوة الانفصال استراتيجيا عن القطاع، مثل بناء ميناء ومنشآت دولية لتحلية المياه وإنتاج الكهرباء، ليس كجائزة لـ"حماس"، وإنما جائزة لإسرائيل، حتى نعزل "حماس" ونحرر إسرائيل من المسؤولية".