يستقل الفلسطيني نبيل بكير (44 عاماً) من حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة دراجته الهوائية، الساعة الثالثة فجراً، باتجاه مطبعة الصحف الورقية وسط المدينة، لاستلام حصته من النُسخ التي سيوزعها على زبائنه الذين اعتادوا عليه منذ أكثر من ثلاثة عقود.
هذه العملية يكررها الأربعيني بكير يومياً، وينتهي منها، قرابة الساعة السابعة صباحاً، وهو موعد وصول صحف الضفة الغربية والقدس، وهي "الأيام"، "الحياة"، و"القدس"، التي يبدأ معها مرحلة ثانية من العمل اليومي، الذي يستمر حتى العاشرة صباحاً.
بسرعته التي اعتاد عليها، وخفته التي تسابق الوقت، يتنقل بكير بين المؤسسات والشركات والمحال التجارية والبيوت المُسجلة لديه، والتي بات يحفظها عن ظهر قلب، إذ بدأ العمل في مهنته التي لم يمتهن غيرها في الثامنة من عمره، مع ابن عمه "عماد".
"كان ابن عمي يوزع صحيفة القدس وصحيفة الفجر، اللتين كانتا تصلان إلى قطاع غزة، الساعة الثالثة أو الرابعة فجراً، بدأت العمل معه عام 1984م، وكنا نذهب لاستلام حوالى 100 نسخة، ونبدأ بتوزيعها، حتى الساعة السادسة صباحاً، يقول بكير، مضيفاً "كان سعر الصحيفة في ذلك الوقت 30 أغورة، ونبيعها بـ35 أغورة" (الشيكل 100 أغورة، والدولار 3.8 شيكلات).
ويروي بكير تفاصيل حكايته لـ "العربي الجديد": "كنت أسابق الزمن حتى أتمكن من توزيع الكمية قبل حلول موعد دوامي المدرسي، وبعد انتهاء الدوام، أعود مجدداً لاستلام ثمن الصحف من المشتركين"، لافتاً إلى أنه وبعد تغيير دوام المدرسة الصباحي إلى مسائي، كان يستمر في العمل حتى الساعة الثامنة صباحاً.
(عبدالحكيم أبو رياش)
ويوضح بكير أن العمل استمر بنفس الطريقة إلى أن بدأت انتفاضة الأقصى عام 1987، حيث زادت أعداد النسخ الموزعة حتى 300 نسخة، نظراً لاهتمام الجمهور بمجريات الأحداث وتتابُعها، ويضيف: "كنا نوزع الصحف للمشتركين، ونبيعها على المواقف لعُمال الداخل – داخل الخط الأخضر".
ويتابع حديثه: "وصل سعر الصحف في الانتفاضة 70 أغورة، وتدرج إلى أن وصل شيكلاً، ومن ثم شيكلاً ونصف شيكل، ويتم الآن بيعها بـ2 شيكل"، موضحاً أن صحيفة القدس كانت تمنع من الدخول إلى غزة في أحيان كثيرة خلال الانتفاضة من طرف الرقيب العسكري الإسرائيلي، لكن يتم تعويض أعدادها عبر زيادة أعداد صحيفة النهار آنذاك.
ويوضح أن العمل كان مستقراً حين مجيء السلطة الفلسطينية عام 1995، وتزايد بيع الأعداد
وأعداد الاشتراكات، إلى أن بدأت الانتفاضة الثانية عام 2000، حيث تراجعت نسبة البيع والتوزيع نتيجة إغلاق معبر إيرز الواصل بين غزة والأراضي المحتلة، وتأخر وصول الصحيفة حتى الساعة الثامنة صباحاً.
ويضيف: "الانقسام الفلسطيني عام 2007 زاد الطين بِلة، إذ تم منع دخول صحف الضفة الغربية والقدس كلياً إلى قطاع غزة من حكومة حماس، ما أدى إلى توجه الموزعين لزيادة نسب توزيع الصحف المحلية الصادرة في قطاع غزة"، لافتاً إلى أنه بدأ بتوزيع 100 نسخة، إلى أن وصل العدد تدريجياً حتى 500 نسخة.
ويوضح بكير أن العمل في بيع وتوزيع الصحف يتأثر بالسياسة والمعابر وكل المستجدات والمجريات، إذ إنه وبعد اتفاق مصالحة الشاطئ عام 2014، تم السماح مجدداً بدخول صحف الضفة الغربية، فأصبح وبمساعدة ابنه عبداللطيف الذي بدأ بالعمل معه ومساعدته عام 2007، بتوزيع 300 نسخة من صحف غزة، حتى الساعة السابعة صباحاً، وحوالى 200 من صحف الضفة التي تصل إلى غزة الساعة السابعة صباحاً "أي بعد الانتهاء من توزيع صحف غزة".
ويشير إلى أن نسب الربح تراجعت كثيراً نتيجة غلاء أسعار الصحف مقارنة بالماضي، حيث إن دخله يومياً يصل إلى 60 شيكلاً، يتم منها خصم وقود دراجة ابنه عبداللطيف النارية، وأعمال صيانة دراجته الهوائية، التي لا يستغني عنها إلا عند اشتداد المطر، فيستقل سيارة أجرة".
اقــرأ أيضاً
بسرعته التي اعتاد عليها، وخفته التي تسابق الوقت، يتنقل بكير بين المؤسسات والشركات والمحال التجارية والبيوت المُسجلة لديه، والتي بات يحفظها عن ظهر قلب، إذ بدأ العمل في مهنته التي لم يمتهن غيرها في الثامنة من عمره، مع ابن عمه "عماد".
"كان ابن عمي يوزع صحيفة القدس وصحيفة الفجر، اللتين كانتا تصلان إلى قطاع غزة، الساعة الثالثة أو الرابعة فجراً، بدأت العمل معه عام 1984م، وكنا نذهب لاستلام حوالى 100 نسخة، ونبدأ بتوزيعها، حتى الساعة السادسة صباحاً، يقول بكير، مضيفاً "كان سعر الصحيفة في ذلك الوقت 30 أغورة، ونبيعها بـ35 أغورة" (الشيكل 100 أغورة، والدولار 3.8 شيكلات).
ويروي بكير تفاصيل حكايته لـ "العربي الجديد": "كنت أسابق الزمن حتى أتمكن من توزيع الكمية قبل حلول موعد دوامي المدرسي، وبعد انتهاء الدوام، أعود مجدداً لاستلام ثمن الصحف من المشتركين"، لافتاً إلى أنه وبعد تغيير دوام المدرسة الصباحي إلى مسائي، كان يستمر في العمل حتى الساعة الثامنة صباحاً.
ويوضح بكير أن العمل استمر بنفس الطريقة إلى أن بدأت انتفاضة الأقصى عام 1987، حيث زادت أعداد النسخ الموزعة حتى 300 نسخة، نظراً لاهتمام الجمهور بمجريات الأحداث وتتابُعها، ويضيف: "كنا نوزع الصحف للمشتركين، ونبيعها على المواقف لعُمال الداخل – داخل الخط الأخضر".
ويتابع حديثه: "وصل سعر الصحف في الانتفاضة 70 أغورة، وتدرج إلى أن وصل شيكلاً، ومن ثم شيكلاً ونصف شيكل، ويتم الآن بيعها بـ2 شيكل"، موضحاً أن صحيفة القدس كانت تمنع من الدخول إلى غزة في أحيان كثيرة خلال الانتفاضة من طرف الرقيب العسكري الإسرائيلي، لكن يتم تعويض أعدادها عبر زيادة أعداد صحيفة النهار آنذاك.
ويوضح أن العمل كان مستقراً حين مجيء السلطة الفلسطينية عام 1995، وتزايد بيع الأعداد
ويضيف: "الانقسام الفلسطيني عام 2007 زاد الطين بِلة، إذ تم منع دخول صحف الضفة الغربية والقدس كلياً إلى قطاع غزة من حكومة حماس، ما أدى إلى توجه الموزعين لزيادة نسب توزيع الصحف المحلية الصادرة في قطاع غزة"، لافتاً إلى أنه بدأ بتوزيع 100 نسخة، إلى أن وصل العدد تدريجياً حتى 500 نسخة.
ويوضح بكير أن العمل في بيع وتوزيع الصحف يتأثر بالسياسة والمعابر وكل المستجدات والمجريات، إذ إنه وبعد اتفاق مصالحة الشاطئ عام 2014، تم السماح مجدداً بدخول صحف الضفة الغربية، فأصبح وبمساعدة ابنه عبداللطيف الذي بدأ بالعمل معه ومساعدته عام 2007، بتوزيع 300 نسخة من صحف غزة، حتى الساعة السابعة صباحاً، وحوالى 200 من صحف الضفة التي تصل إلى غزة الساعة السابعة صباحاً "أي بعد الانتهاء من توزيع صحف غزة".
ويشير إلى أن نسب الربح تراجعت كثيراً نتيجة غلاء أسعار الصحف مقارنة بالماضي، حيث إن دخله يومياً يصل إلى 60 شيكلاً، يتم منها خصم وقود دراجة ابنه عبداللطيف النارية، وأعمال صيانة دراجته الهوائية، التي لا يستغني عنها إلا عند اشتداد المطر، فيستقل سيارة أجرة".