ناندا محمد لـ"العربي الجديد": الثورة السورية عمّقت تجربة المسرح

12 نوفمبر 2017
ناندا محمد على خشبة المسرح (مصطفى عبد العاطي)
+ الخط -
منذ أن اندلعت الثورة في سورية، انقسم الفنانون السوريون بسبب المواقف السياسية؛ واضطر فريق من الفنانين الذين أعلنوا موقفهم الداعم للثورة إلى مغادرة البلاد التي لا تزال تحت حكم الأسد، فتشتت الفنانون المعارضون وعاش كل منهم في مكان. وتعتبر الممثلة السورية ناندا محمد، إحدى الفنانات السوريات اللواتي اضطررن إلى الهجرة، وهي تعيش منذ سنة 2012 في مصر. 

بدأت ناندا محمد مسيرتها في المسرح السوري سنة 2001، بعد أن تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية؛ ولها العديد من التجارب في الدراما أيضاً، ومنها مشاركتها في مسلسل "عصي الدمع" الذي ترشحت فيه لجائزة أفضل ممثلة عربية، ولكنها تعتبر أكثر نشاطاً في النطاق المسرحي، فشاركت في العديد من الأعمال المسرحية الهامة في سورية والوطن العربي وأوروبا، مثل: "أحلام شقية" و"في عدالة الأسماك" و"العشاء الأخير" و"بينما كنت أنتظر".

"العربي الجديد" التقت بالممثلة السورية ناندا محمد، للحديث عن الشتات السوري وأثر الثورة على المسرح. تبدأ حديثها بالإضاءة على تأثير الثورة على المسرح فتقول: "الثورة السورية فتحت آفاقاً جديدة في المسرح، وأعطت مساحة جديدة للتفكير والتجريب، بالمقارنة بالسنوات العشر التي عملت فيها بالمسرح السوري قبل الثورة؛ إذ أعطت الثورة الهواة فرصة للظهور والعمل، ولاسيما أولئك الذين ينتمون للمناطق النائية والأرياف، فبسبب الانغلاق الذي كان يفرضه النظام علينا، كان من الصعب التعرف على الطريقة التي يستخدم بها السوريون المهمشون المسرح للتعبير عن أنفسهم". وتضيف: "ذلك لا يعني بالضرورة بأن كل النماذج المسرحية التي ظهرت بعد الثورة هي ناضجة فنياً أو مثيرة للاهتمام، ولكن هناك نماذج كالتي ظهرت في كفرنبل، وكانت نابعة من الحدث وصادقة، وكان للثورة الأثر الأكبر في وجودها.
وأما الجانب الثاني، فهو مرتبط بأثر الثورة على المسرح القائم والعاملين فيه من محترفين وخريجين، حيث ساهمت الثورة في تعميق بعض التجارب التي كانت قائمة على الصعيدين الفني والإنساني، ومنها تجربتي مع عمر أبو سعدا ومحمد العطار، والممتدة من 2009 وحتى الآن، فالثورة أجبرتنا على التفكير في أسئلة لن نكن نفكر فيها في مرحلة ما قبل الثورة، وهذا أمر له إيجابياته وسلبياته".

أما عن تجربتها المسرحية خارج سورية بعد انطلاق الثورة، فتقول: "سنة 2012، أصبح كل واحد من فريق العمل المسرحي، الذي أعمل فيه، في بلد مختلف، ولكننا حاولنا أن نستمر في العمل سوياً، ولم يكن ذلك بالأمر السهل على المستوى العاطفي والمادي واللوجستي، ولولا بعض الدعم لكان من المستحيل أن نكمل حتى الآن. ولا نزال مستمرين رغم أن الأمر يتسبب في ضغوطات كبيرة علينا كأشخاص، فنضطر أحياناً إلى السفر أشهرا طويلة والابتعاد عن المنزل والأسرة لنخوض تجربة".

اليوم تقيم محمد في مصر، حيث تشارك في أعمال مسرحية مختلفة، وهو أمر لا يبدو سهلاً، حيث تقول: "بالتأكيد جنسية الممثل تتحكم في مسيرته وعمله، فجزء من تكوين الممثل هو هويته الثقافية والمعرفية؛ وفي الكثير من الأحيان يهتم البعض بنا كممثلين بسبب جنسيتنا، وهذا أمر ليس من الضروري أن يكون لطيفاً بالنسبة لنا. وسبق لي أن اشتركت في نوعين من الأعمال غير السورية، النوع الأول هو أعمال لمخرجين من فرنسا أو الدانمارك وغيرها، قدموا إلى الوطن العربي وبحثوا عن ممثلين، في مرحلة ما قبل الثورة. وأما النوع الثاني، فهو التجارب المسرحية التي خضتها مع مخرجين مصريين في بلد إقامتي، مصر. فعندما وصلت إلى هنا، لم أكن أعرف كيف ممكن أن أبدأ، فأنا لا أعرف أحدا هنا؛ ولكن المخرجين الذين عملت معهم بعدها، وهما ليلى سليمان وأحمد العطار، كانوا يعرفونني كممثلة قبل أن أقيم في مصر؛ وقمت بالتمثيل باللهجة المصرية في مسرحية ليلى، بينما مثلت باللهجة المصرية في مسرحيتي أحمد، وكنت الممثلة السورية الوحيدة في فريق العمل، وأعتقد أنه بإمكاني القول إن أحمد اختارني بسبب قدراتي كممثلة، وليس بسبب جنسيتي، وهذا أمر جعلني أشعر بالرضا".


المساهمون