ناصر القدوة 1/ 2
عرفات لم يترك وصية وقبلاته رشوة

أنس أزرق

avata
أنس أزرق
22 سبتمبر 2014
5BAE09CE-517B-45C4-8BEA-3C84EE7FE488
+ الخط -
-ارتبط اسم ناصر القدوة باسم خاله الزعيم الراحل ياسر عرفات، حيث تعرف الفتى المولود في غزة 1953 على حركة فتح خلال زيارات أبو عمار لليبيا، مكان إقامة أسرته بعد انتقال والده للتدريس في بنغازي، منذ أيام الملك إدريس السنوسي.
انتسب القدوة لحركة فتح 1969 وعمل بصفوف الحركة الطلابية الفلسطينية في جامعة القاهرة التي تخرج فيها طبيبا للأسنان 1979
وصل لرئاسة اتحاد طلبة فلسطين 1982 وقبلها حاز عضوية المجلس الوطني الفلسطيني 1975 والمجلس المركزي الفلسطيني 1981حتى 1986
عين مساعدا لممثل منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة زهدي الطرزي 1986 وليأخذ مكانه 1991 حتى 2003
كان له دور بارز بصدور قرار المحكمة الدولية في لاهاي، بعدم شرعية الجدار الإسرائيلي العازل 2004 والذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
 كان إلى جانب خاله الزعيم أبو عمار خلال حصار المقاطعة، وفي المشفى الفرنسي حيث توفي في 11-11-2004.
 شغل موقع وزير الخارجية  2005-2006
ترأس مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات منذ إنشائها 2007 وحتى الآن.
انتخب في مؤتمر فتح السادس 2009 عضوا في اللجنة المركزية لفتح .
اختير في آذار/مارس 2012 مساعدا للمبعوث الأممي لسورية كوفي أنان ولخلفه الأخضر الإبراهيمي، وقرر الاستقالة من المهمة شباط/فبراير 2014
كلفته الجامعة العربية مؤخرا مبعوثا لها في ليبيا.
هنا الجزء الأول من حواره مع العربي الجديد

مع عرفات قبل رحيله:

 بصفتكم رئيس مجلس أمناء مؤسسة عرفات ما هي خطتكم لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس عرفات؟
نعتقد أن الفلسطينيين والعرب والأصدقاء يودون استذكار هذه المناسبة بشكل أوسع من السابق، سيكون هناك الكثير من الفعاليات، بعضها جماهيري، وهناك عروض فنية وثقافية ملتزمة، وسنعلن عن "جائزة عرفات للإنجاز"، وهي جائزة سنوية تمنحها المؤسسة لشخص أو جهة قامت بإنجاز يخدم الشعب الفلسطيني، وفي آخر دوراتها مُنحت للشاعر الكبير سميح القاسم. وسيكون هناك افتتاح أولي لمتحف عرفات بجوار ضريحه، والمتصل بالمكتب القديم حيث حوصر لمدة سنتين ونصف. الفعاليات ستقام بمدن فلسطينية مختلفة كرام الله وغزّة وفي مدن عربية مثل القاهرة وعمان وبيروت.
- هل هناك جديد بخصوص ملف اغتيال أبو عمار؟
لا يوجد جديد. عرفات اغتيل من قبل إسرائيل، وهو ما رددناه دائماً ومبكراً، هناك شواهد ودلائل كثيرة، الحصار نفسه أحد الأدلّة، مناقشات قام بها زعماء إسرائيليون كشارون مع زعماء دوليين مثل بوش، تحدثوا فيها عن التخلص من عرفات بشكل مادي. في وقت معيّن قدمت الجزيرة معلومات جديدة فيما يتعلّق بالسمّ المستخدم، قدّرنا ذلك كإضافة تقدّم الجزء الأخير، ولكن ما جرى بعد ذلك لم يكن ضرورياً وسبب أضراراً، مسألة فتح القبر، أخذ عينات، إرسالها لأكثر من جهة، هذه الجهات تخضع للقرار السياسي الدولي نفسه الذي كان موجوداً لحظة الوفاة. لحسن الحظ، إحدى هذه الجهات، سويسرية خاصة، كان لديها ما يكفي من الشجاعة، أكّدت من جديد أن السمّ هو (البولونيوم 210) بشكل قطعي، وهذا كله يعني أنّك تؤكد المؤكّد.
- لديك ملاحظات إذاً على الجهة التي دعت إلى فتح الملف مرّة ثانية؟
لدينا موقف من فتح القبر وأخذ عينات.
- اعتراض على السيدة سهى عرفات؟
لا. على الفكرة أساساً، كانت السيدة سهى تدفع بهذا الاتجاه، كما قناة الجزيرة وجهات رسمية فلسطينية، وهذا بحسن نيّة. من وجهة نظري المسألة أكثر وضوحاً، القرار السياسي الدولي كما هو، ما الذي استجد حتى تقوم جهات دولية بإعطائك دليلا قطعيا، ثم ما الذي يمكن أن يضيفه إلى قناعة الشعب الفلسطيني، أنت لا تذهب إلى محكمة جنايات!
‫-‬ألا يوجد مسلك قانوني دولي؟‬‬
المسلك القانوني الدولي صعب للغاية، مرة أخرى المسألة السياسية. حتى جرائم غزّة التي ارتكبتها إسرائيل هي جرائم حرب، أصلاً الاستعمار الاستيطاني جريمة حرب مركّبة، كل هذا موجود، ولكن هناك إمكانيات محدودة لما يمكن أن يقوم به الجانب الفلسطيني بسبب حماية المجتمع الدولي الأوتوماتيكية لإسرائيل.
‫-‬ ذكرت أن الجهات السياسية ليست محايدة، هل تلمّح إلى تواطؤ فرنسي؟‬‬ ‫
كلا. فرنسا في 2004 - وهذا يعود لوجود شيراك رئيساً - قدّمت تقريراً طبّياً واضحاً، لا يقدّم دليلاً نهائياً، ولكنه يعطيك مؤشرات واضحة على أن الوفاة غير طبيعية. يقول التقرير، لا يمكن تفسير الحالة وفق علم الأمراض، ويحدد ثلاثة أسباب للوفاة يستثني اثنين، والثالث هو التسمم، هذه المرّة تراجع الموقف الفرنسي عن تقرير 2004.
‫-‬ هل يمكن أن تلخّص اللحظات الأخيرة مع الراحل عرفات؟‬‬
ما قيل حول وجود بعض المسؤولين غير صحيح، من كان موجوداً مع الرئيس عرفات داخل المستشفى، هم الدكتور رمزي مدير مكتبه، وسفيرتنا بفرنسا ليلى شاهين، والسيدة سهى، وأنا، بالإضافة إلى مجموعة الحرس والمرافقين. الزيارات التي تمت كانت إلى مناطق في المستشفى بعيدة عن مكان وجوده. في البداية، تحسّنت حالته الصحية، وأمكن التواصل، وشاهدنا مرة أخرى روح عرفات من خلال الإصرار على متابعة المسائل كرواتب الموظفين، أجرى مكالمات مع وزير المالية سلام فيّاض، ليسأله عن مخصصات الفلسطينيين في لبنان، تلقى أيضاً اتصالات من بعض المسؤولين العرب. بعد ذلك حدثت انتكاسة سريعة غير مفسّرة طبّياً، وتم نقله إلى غرفة العناية الفائقة حتى الوفاة.
‫-‬ هل ترك الراحل ياسر عرفات وصية؟‬‬
ليس هناك وصية بالمعنى المعروف، كان هناك بعض الكلمات والتوجيهات بمسائل حميمية نوعا ما. ‫
-‬ هل من خلاف بينك وبين السيدة سهى؟‬‬
إطلاقاً. المسألة متعلقة بزاوية الرؤية، بعد الوفاة كنت أركز على مكان الدفن، كان الجانب الإسرائيلي يدفع لأن يُدفَن في غزّة، بجوار والده. بالنسبة لي كان ضرورياً أن يتم الدفن إن لم يكن في القدس، فعلى الأقل في رام الله، نريد أن يدفن عرفات في الضفة بما يضمن التلاحم بين شقي الوطن. وكانت قصة طويلة، رفضت الالتزام بأي ترتيبات، بما فيها جنازة القاهرة، ما لم تُعطَ لنا تطمينات علنية وواضحة بأن الدفن برام الله لن يعرقل.
‫-‬ لم تكن تريد جنازة القاهرة؟‬‬
‫‬ لا، كنت أريدها، ولم نوافق إلّا بعد الحصول على ضمانات واضحة. ‬‬ بالنسبة للسيدة سهى، ربما كانت زاوية رؤيتها مختلفة، مسألة الفهم السياسي لبعض الأشياء. مثلاً مسألة فتح القبر مرّة أخرى، كانت متحمّسة وتعتقد أن هذا سيقود إلى الحقيقة المطلقة.

مع الخال

- ماذا تتذكر من ياسر عرفات الخال؟
مرحلة تعرفي على الخال، كانت هي ذاتها بداية تعرفي على القائد السياسي، كنت أسمع عندما كنت صغيراً عن "فتح"، كنت أظن أن الحديث عن خالي فتحي الذي كان على علاقة وثيقة بشقيقه ياسر، وتوفيا بفارق أسبوعين من دون معرفة فتحي بوفاة ياسر. كان الوالد يعمل في بنغازي، وكان خالي يزورنا عندما يأتي إلى ليبيا خلال الستينيات زيارات غير رسمية، لجنة لدعم النضال الفلسطيني وعمل فدائي، وأنا مثار بشكل كبير أن هناك فدائيين ومقاومة، فقلت له ذات مرّة كم عددكم؟ قال "بعدد شعر رأسك". بكل أسف، لم يكن هناك الكثير من الاستمتاع بالعلاقة الشخصية، كما هو الحال مع شقيقتي الصغيرة، بالنسبة لي استمرت القصة إلى حد كبير ذات طابع سياسي، كنت أقرب إلى اليسار والتفكير النقدي.
- وهل كنت تواجهه بذلك؟
مرات كثيرة، في المؤتمر السابع للاتحاد العام لطلبة فلسطين عام 74 في الجزائر، تحالفنا مجموعة من "فتح" مع بعض التنظيمات الفلسطينية، وأسقطنا من نعتبرهم مرشحي القيادة، وأسقطنا أيضاً البرنامج السياسي المرتكز على النقاط العشر، وطرحنا برنامجا سياسيا آخر يقوم على رفض الحل المرحلي والتحرير الكامل، طبعاً "زعل" منّا أبو عمار وقاطعنا، وبعدها تصالحنا.
- ألم يعاتبك؟
لا أبداً، ولكنه كان يقول لماذا تفعل هكذا، و"بهدلات"، لم نكن نخاف من ياسر عرفات، كنّا نهابه، لا يوجد عقاب، لا يوجد حرمان من مرتبات. وأنا أعترف بعد وفاته أنني أدركت كم كنت مخطئاً في الكثير من المواقف.
- كنت مندفعاً؟ ربما، هذه الحالة الطبيعية للشباب.
- ما هي علاقته بالفصائل الفلسطينية كالجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية؟
على المستوى الاستراتيجي علاقة راسخة ولها قواعد محترمة، على المستوى التكتيكي هناك الكثير من المشاكل والمشاحنات، كانت هنالك قاعدة تحكم ذلك وهي أن الأمور الأساسية يجب أن تخضع لنقاشات طويلة ومضنية مع هذه الفصائل، كل القرارات الأساسية جاءت بالتوافق، بعكس الانطباع العام بأنها فردية. مثلا برنامج النقاط العشر خضع لنقاشات طويلة، وبالرغم من تشكل جبهة الرفض فقد حظي بتوافق، إلى إعلان الاستقلال والبرنامج السياسي وما تلاه.
‫-‬ هل كان يتحدث عن خصوصيات علاقته بالزعماء العرب؟‬‬
هو حريص ألّا تخرج للعلن الأمور الحساسة، ولكن أحيانا تحدث فلتات لسان.
- مثل ...؟
لا. يصعب الدخول في مسائل كهذه. ‫
-‬ ولكن كان من المعروف أنه مناور بارع ويحب القبلات؟
‬‬ القواعد واضحة، أولها القرار الوطني الفلسطيني المستقل، مقابل ذلك كان مستعدا لتقديم الكثير من التنازلات الشخصية، والمبالغة في إظهار الاحترام والتقدير لبعض الزعماء العرب، وهو ثمن صغير جداً مقابل الحفاظ على استقلالية القرار الفلسطيني وضمان الدعم العربي، ولكن إن حصل الاصطدام كما حصل في حالة سورية فلا وزن للمسائل الشخصية.
‫-‬ لم يكن هناك ود بين ياسر عرفات وحافظ الأسد؟‬‬
للسبب الذي تحدثت عنه، مسألة استقلالية القرار، ورغبة سورية في احتواء هذا القرار، ولم يقصروا، من الصاعقة إلى القيادة العامة...إلخ، معارك طرابلس ودخول بيروت قبلها.

ذات صلة

الصورة
حسين الشيخ (عمار عوض/رويترز)

سياسة

دعا حسين الشيخ، أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، لتقييم شامل يشمل جميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس، بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة
الصورة
أزمة القبور باب لاستغلال أوجاع الفلسطينيين في لبنان

تحقيقات

امتلأت 13 مقبرة مخصصة للاجئين الفلسطينيين في لبنان والذين يعيش 80 % منهم تحت خط الفقر، ما أسفر عن أزمة البحث عن قبر لا يتوفر إلا بالدولار، بينما يتاجر سماسرة الموت بالأماكن الشحيحة المتوفرة وينتهكون حرمة المدافن
الصورة
عرفات ورابين وبيريز

سياسة

في الحلقة الثانية من الحوار مع السفير الفلسطيني عمر صبري كتمتو، يكشف عن دور متهاون لأعضاء في الوفد الفلسطيني، ويكشف عن مخطط لاغتيال عرفات، وكذلك حصول أبو عمار على جائزة نوبل للسلام، والمواجهات مع الموساد
الصورة
ياسر عرفات مع رئيسة الوزراء النرويجية غرو هارلم بروتنلاند

سياسة

كشف السفير الفلسطيني عمر صبري كتمتو في الحلقة الأولى عن ملابسات تعينيه وظروف العمل الفلسطيني في الدول الاسكندنافية والتحضير لانطلاق المفاوضات السرية.