ناشطون يكذبون النظام السوري بشأن خروج مدنيين من حلب

24 أكتوبر 2016
صمود حلب رغم القصف اليومي بعشرات الغارات(عامر الحلبي/فرانس برس)
+ الخط -


كذب ناشطون مزاعم النظام السوري، الذي يصرّ على الترويج لأخبار عن خروج مدنيين من حلب الشرقية المحاصرة، والتي ترزح تحت قصف يومي بعشرات الغارات الجوية، مما تسبب بتدميرها وسقوط مئات القتلى والجرحى، معتبرين أن هذه الادعاءات تندرج في إطار "الحرب الإعلامية".  

ونشرت وكالة الأنباء التابعة للنظام، "سانا"، مساء اليوم الإثنين، نقلا عن مراسلها في حلب، أن "48 مواطنا، بينهم أطفال ونساء، خرجوا مساء اليوم من الأحياء الشرقية"، زاعما أن المعارضة السورية "تتخذ من المواطنين دروعا بشرية"، وأن من خرجوا "تمكنوا من الوصول إلى نقاط انتشار عناصر الجيش والقوات المسلحة في الأحياء الغربية".

وادعت الوكالة أن "الجهات المعنية في المحافظة قامت بتقديم جميع المساعدات اللازمة للمواطنين الفارين، ونقلهم إلى مركز إقامة مؤقتة مؤمنة بجميع الاحتياجات الأساسية".

ويتهم النظام ما يسميها "التنظيمات الإرهابية" بمنع آلاف الأهالي من مغادرة الأحياء الشرقية خلال فترة سريان التهدئة الإنسانية، التي أعلنتها روسيا أيام الخميس والجمعة والسبت الماضية، بغية "الاستمرار في اتخاذهم دروعا بشرية والمتاجرة بالوضع الإنساني في مدينة حلب من قبل الدول الداعمة والممولة لها"، على حد زعمه.

من جانبه، نفى الناشط الإعلامي في حلب الشرقية، عمر عرب، في حديث مع "العربي الجديد"، أن تكون الأخبار التي يسوقها النظام فيها أدنى درجات الصدق، مؤكدا أنه "لم يخرج أي شخص من حلب الشرقية المحاصرة".

وقال عرب إن "كل ما ينشره النظام وإعلامه يعتبر ترويجا إعلاميا كاذبا"، مبينا أنه "خلال الـ48 ساعة الماضية شهدت الأحياء المحاصرة اشتباكات عنيفة وقصفا عنيفا، وخاصة القسم الجنوبي منها".

وأضاف: "يترافق هذا القصف العنيف والحصار مع تدهور سريع في الأوضاع الإنسانية، جراء شح المواد الغذائية، وانخفاض الرعاية الطبية في ظل قصف النقاط والمشافي بشكل ممنهج".

من جانبها، قالت منظمة "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، اليوم، عبر صفحتها الرسمية على "تويتر": "منذ يوم الخميس، ونحن متأهبون في حلب، بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، لإجلاء الجرحى والمرضى الذين هم بأمس الحاجة للرعاية الطبية"، مضيفة: "للأسف لم يتم الإجلاء، لعدم وجود الضمانات الأمنية الكافية على الأرض، وهو ما يعني أننا لم نكن نستطيع أن نضمن سلامة المرضى".

وشددت المنظمة: "نشعر بخيبة أمل إزاء الأمر، خاصة من أجل هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون للعلاج المنقذ للحياة. فهم لا يستطيعون الانتظار لمدة أطول؛ يوجد الآن مئات الأشخاص في حاجة ماسة للعلاج الطبي في حلب، لكن عددا قليلا فقط من مشافي حلب ما زال يعمل".

وأبرزت أن "هذا غير مقبول. المدنيون لديهم حق الوصول إلى الاحتياجات الأساسية، مثل الرعاية الصحية. السياسة يجب ألا يكون لها دخل بهذه الحقوق، وفريقنا على الأرض في حلب مستعد للمساعدة"، مناشدة "من أجل هؤلاء الناس، دعونا نستجيب لاحتياجاتهم قبل فوات الأوان".

يشار إلى أن روسيا والنظام فشلا في إقناع أي أحد من الـ275 ألف شخص في حلب الشرقية بالخروج من حلب، حيث أعلنا هدنة من طرف واحد، ودَعَوَا المدنيين والمسلحين إلى الخروج من حلب، وقد حشد النظام "الباصات الخضر"، التي درج السوريون على رؤيتها في عمليات التهجير، إضافة إلى وسائل إعلامه التي انتظرت طويلا، مع بداية الهدنة الأسبوع الماضي، دون أية جدوى.




 

المساهمون