وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن ناشطين معارضين قاموا بكتابة عبارات ضد النظام في العديد من القرى بريف درعا الشرقي الذي خضع لسيطرة النظام مؤخرا إثر اتفاق تسوية مع فصيل "شباب السنة" المنضوي سابقاً في صفوف "الجيش السوري الحر".
وأوضح الناشط أن العبارات كتبت بطلاء بخاخ في صورة أعادت إلى الأذهان العبارات التي كتبها أطفال في مدينة درعا عام 2011، والتي كانت شرارة لانطلاق الثورة السورية ضد نظام الأسد.
وكتب الناشطون المجهولون عبارات: "عاشت الثورة حرة أبية، حرية وبس، يسقط بشار، يسقط حزب البعثية".
وفي بلدة الكرك الشرقي كتبت عبارة "أحرار الكرك الشرقي" مع العبارات الموجهة ضد النظام، ويأتي ذلك عقب يومين من قيام مجهولين بإطلاق النار على حاجز تابع لقوات النظام في البلدة، لكن دون إيقاع إصابات.
تواصل عمليات الاعتقال
في سياق متصل، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن الأسبوع الماضي شهد اعتقال عشرات الشبان في درعا وريفها بهدف التجنيد الإجباري في وقت نشر فيه النظام قائمة بأسماء أربعة آلاف مطلوب على الفروع والحواجز الأمنية المنتشرة في المحافظة.
وقال الناشط محمد الحوراني إن الاعتقالات طاولت عددا من عناصر "الجيش السوري الحر" سابقا، وذلك على الرغم من إجرائهم مصالحات وأخذهم ضمانات بعدم الاعتقال من الشرطة العسكرية الروسية المتواجدة في ريف درعا.
وأضاف أن النظام بدأ اليوم الخميس بتسليم بلاغات الاحتياط والتجنيد الإجباري لكل مطلوب في منزله بشكل مباشر عن طريق البلديات، وفي حال عدم تواجد المطلوب في المنزل يسلم البلاغ لذويه وأقاربه، كما قام بنشر أسماء المطلوبين في كافة الدوائر الحكومية موجها تعليمات بإلقاء القبض على المطلوبين في حال محاولتهم إخراج أي ورقة رسمية.
وأصيبت امرأة وطفلة اليوم في قرية خربة قيس بريف درعا الشمالي وذلك جراء إطلاق النار من قبل عناصر النظام خلال اقتحام خيمة في القرية بهدف اعتقال أحد الأشخاص.
وقبل يومين اعتقل النظام عددا من أبناء مدينة الحراك بريف درعا الشرقي أثناء مرورهم على الحاجز التابع للمخابرات الجوية في المدينة، وذلك عقب إصدار النظام للقائمة التي تضم أسماء أربعة آلاف شخص مطلوب للتجنيد الإجباري في محافظة درعا.
وبحسب ما أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" فإن القائمة التي تم نشرها تضم أسماء لشباب غادروا سورية منذ مدة وآخرين قتلوا في وقت سابق خلال المواجهات مع النظام أو القصف على درعا وريفها.
وكان النظام قد أصدر سابقا مرسوما ينص بالعفو عن المتخلفين والفارين من الخدمة الإلزامية وخدمة الاحتياط في قواته، إلا أن المرسوم اشترط على الفارين تسليم أنفسهم لسلطات النظام سواء أكانوا في داخل سورية أم خارجها.
واعتقلت قوات النظام يوم الاثنين الماضي عشرة شباب من أهالي مدينة الحارة الواقعة بريف درعا، وذلك خلال محاولتهم الخروج إلى الشمال السوري فرارا من التجنيد الإجباري، حيث ألقي القبض عليهم في الطريق من قبل مجموعة تابعة لمليشيا "الدفاع الوطني".
ووصل مؤخرا الكثير من الشباب من أبناء درعا إلى الشمال السوري ومن بينهم عناصر سابقون في "الجيش السوري الحر"، وذلك فرارا من الاعتقالات التي بدأت تطاول الشباب بهدف التجنيد الإجباري.
وخلال الأسبوع الماضي اعتقلت قوات النظام خمسة شبان في بلدة محجة بريف درعا بعد توقيفهم على أحد حواجز النظام في الطريق المؤدي إلى درعا، وذلك على الرغم من انضمامهم إلى مليشيا تابعة لـ"شعبة المخابرات العسكرية" وحملهم لبطاقة التسوية.
وسيطر النظام على كامل محافظة درعا في تموز الماضي عقب اتفاق "مصالحة وتسوية" تم بين النظام وفصائل من "الجيش السوري الحر" وفصائل المعارضة الأخرى برعاية روسية وبوساطة من دول عربية من بينها الأردن والإمارات.