احتجاج من نوع خاص أطلقه شبان موريتانيون ضد انتشار النفايات في العاصمة نواكشوط، يعتمد على التقاط صورة "سيلفي" إلى جانب القمامة ثم نشر الصورة على الصفحة الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر".
الشباب القائمون على حملة "سيلفي مباليت" (سيلفي القمامة) يرون أنها تعبير حضاري، مشيرين إلى أن فكرة التقاط "سيلفي" مع القمامة ليست جديدة، بل سبق أن طبقت في دول منها لبنان وغينيا.
انتشرت الحملة، خلال الأيام الماضية، في مختلف مدن البلاد خاصة العاصمة نواكشوط، بهدف الضغط على الجهات المعنية لتنظيم حملات نظافة، وزيادة وعي المواطنين بمخاطر انتشار القمامة، ولفت أنظار السلطات الموريتانية كي تجد حلولاً للنفايات ومكباتها المنتشرة في كل مكان.
وتصدر هاشتاغ Selfie mbaliteعناوين صفحات مواقع التواصل الموريتانية، مع أمل أصحاب المبادرة أن تكون بمثابة حملة توعية بمخاطر وأضرار الأوساخ التي تشوه مظهر العاصمة.
وشكا سكان نواكشوط، خلال الأيام الأخيرة، من حرق النفايات في المنطقة المحاذية للمطار القديم، التي أصبحت ظاهرة منتشرة في العاصمة نواكشوط مع انتشار مكبات القمامة العشوائي وعجز البلديات عن تنظيف العاصمة.
وتعاقدت مجموعة نواكشوط الحضرية (البلدية المركزية) المسؤولة عن تنظيف العاصمة مع شركات محلية لتنظيف العاصمة، بعد إلغاء عقد شركة "بيزيرنو" الفرنسية، لكن المواطنين يتهمون تلك الشركات بالفشل في تنظيف العاصمة.
فاطمة سيدي من النشطاء الذين أطلقوا الحملة تحدثت لـ "العربي الجديد" عن فكرة حملة "سيلفي مباليت" قائلة: "بدأت الفكرة مع تكرار منظر القمامة الذي لا يؤذي وطننا بقدر ما يؤلم قلوبنا. بدأنا أولاً بالكتابة عن الموضوع كونه مسألة خطيرة علينا التعامل معها بجدية أكثر، وطلبنا من الجميع المشاركة. لم نلقَ استجابة بالقدر المتوقع ففكرنا بطريقة أخرى يمكنها أن تحظى باهتمام أكبر، ووجدنا أن "سيلفي مباليت" أسلوب حضاري يوصل فكرتنا أفضل وأسرع، خصوصاً أنها أثبتت نجاحها في أكثر من دولة كانت تعاني من نفس المشكلة".
وأضافت بنت سيدي "أردنا عبر الحملة إيصال صوتنا للحكومة، وتوعية الشباب أيضاً وحثهم على إسماع أصواتهم والكف عن اعتبار القمامة شيئاً لا يعنيهم بل يعني الحكومة لوحدها، فتنظيف العاصمة بالنسبة لنا هو مسؤوليتنا جميعاً، حكومة وشعباً".
وعن مدى تفاعل الجمهور مع الحملة تؤكد بنت سيدي "أن الفكرة لقيت رواجاً كبيراً على مواقع التواصل ومساهمات واسعة، وأظن أن التعاطي مع الحملة كان إيجابياً من الجميع".
وتؤكد الناشطة في الحملة، أن المجموعة الحضرية (البلدية) "قابلت بعض الناشطين الفاعلين في الحملة وأخبرتهم عن نيتها تنظيف المكبات، وما علينا إلا الانتظار لرؤية مدى صدق الحكومة في وعودها أم لا".
أسباب كثيرة لانتشار القمامة في نواكشوط حسب عبدالله ولد الناه، وهو ناشط في مكافحة القمامة، منها ما "يتعلق بمجموعة نواكشوط الحضرية لأنها أسندت مهمة التنظيف إلى شركات غير معروفة ولا تملك خبرة في المجال، في الوقت نفسه يسيطر الغموض على إلغاء العقد مع شركة بيزيرنو العالمية المفاجئ".
ويضيف ولد الناه "هناك تقصير من بعض المواطنين الذين يلقون القمامة في الشوارع عشوائياً، ما جعل مكبات القمامة تنتشر في كل حي، وبعضهم يحرق النفايات فيتأذى المواطنون بسببها، وآخر تلك الحرائق أشعلتها الشركة المسؤولة عن تأهيل أرض المطار القديم".