وقالت ناشطات في الحركة النسوية السودانية والمجتمع المدني إنهن دخلن في اعتصام وإضراب مفتوح عن الطعام اعتباراً من اليوم ولثلاثة أيام كجزء من برنامج الخلاص من النظام الحاكم في البلاد، وعمد المشاركون في الاعتصام إلى التجمع بمقر "حزب الأمة" المعارض لتنفيذ الإضراب والاعتصام.
وكان ناشطون قد أطلقوا دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي للعصيان اليوم، واستجابت لها شريحة واسعة من السودانيين الذين تغيبوا عن العمل اليوم، لاسيما في القطاع الخاص. كما عمدت بعض المحال التجارية والصيدليات والمطاعم إلى إغلاق أبوابها، بينما منحت مدارس خاصة ورياض أطفال إجازة لموظفيها، إما تضامناً مع العصيان المعلن أو خوفاً من تأثيرات الخطوة.
ويهدف الناشطون من العصيان إلى شل الحكومة والضغط عليها، للتراجع عن حزمة القرارات الاقتصادية التي أقرتها أخيراً، برفع الدعم عن الدواء وتحرير أسعاره، فضلاً عن زيادة أسعار المحروقات، وصولاً لإسقاط النظام.
وعمد ناشطون خلال الفترة الماضية إلى نشر دعوات للعصيان المدني على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"واتساب" كبديل عملي للتظاهرات، تجنباً للعنف الذي واجهت به الحكومة تظاهرات سبتمبر قبل ثلاثة أعوام، والتي خرجت احتجاجاً على زيادة المحروقات وقتل وجرح فيها نحو 500 شخص.
إلى ذلك، قال الأمين السياسي لـ"حزب المؤتمر الوطني"، حامد ممتاز، في تصريح صحفي اليوم إن الشعب السوداني فوت دعوة العصيان بوعيه وإدراكه لمراحل البلاد، ووعيه للأحداث السياسية، قاطعاً بأن الشعب يتعالى عن أي تفكير يهدف لزعزعة البلاد واستقرارها.
وأكد أنهم كحزب حاكم لا يأبهون لدعوات العصيان المدني، التي قال إنها غالباً ما تأتي من أشخاص خارج البلاد.
وأضاف ممتاز أن "المعارضة فاشلة في أن تدير عملاً يمكن أن يغير الواقع السياسي في البلاد وفاقد الشي لا يعطيه"، وشدد على حرص الحكومة على تقديم أفضل الإجراءات لضمان استقرار الأوضاع السياسية.
وتابع "سنتستمر في سياسة الاستقرار الأمني والاقتصادي ولن نلتفت إلى أي دعوة من هذا النوع والذي تقوم به حفنة من الأحزاب التي ضعفت في أن تقدم نفسها للجمهور". وأكد أن العصيان لم يؤثر إطلاقاً على اشتغال الدولة أو القطاع الخاص، مدعياً أن الشارع لم يستجب له باعتباره دعوات خارج الواقع الذي يعيشة العمال والموظفون.