يشكو أهالي مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية من مواصلة قوات النظام وداعميه الروس حصارهم الذي يتسبب في فقدان كثير من المواد الأساسية، في محاولة للضغط على الأهالي للخروج باتجاه مناطق سيطرة النظام، بينما يطالبون بفتح طريق إلى مناطق الشمال السوري.
وناشدت "الإدارة المدنية في مخيم الركبان" الأمم المتحدة وشرفاء العالم النظر إلى وضع أهالي المخيم، وقالت المناشدة: "من يحاصرنا هم الروس، ويقف المجتمع الدولي عاجزا. أكثر من 60 في المائة من أهالي المخيم يرغبون في الخروج إلى مناطق الشمال، ولكن لا يوفر الروس والنظام إلا خيار الخروج إلى مناطق النظام. نحن نريد أن يكون هناك خيار آخر، وخيار الأهالي أن يكون هناك طريق إلى الشمال السوري".
وقال الناشط الإعلامي في المخيم عمر الحمصي، لـ"العربي الجديد"، إن "عشرات آلاف الأهالي في مخيم الركبان يعانون من فقدان المواد الأساسية كالسكر وغاز الطهي، إضافة إلى نقص شديد في المحروقات، وغلاء أسعار ما يتوفر منها. أهالي المخيم يترقبون مصيرهم خلال الفترة المقبلة، إذ ليس لديهم بديل عن البقاء تحت الحصار سوى الخروج إلى مناطق النظام".
وبين الحمصي أن أعدادا جديدة من النازحين يستعدون للخروج من المخيم غدا السبت باتجاه مناطق النظام، مقدرا عدد من خرجوا بالفعل بنحو 3500 شخص.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغاريك، في وقت سابق، إن "أوضاع نحو 40 ألفا من النساء والأطفال والرجال النازحين إلى الركبان مزرية للغاية، ونحن نقدم دعما محدودا للأشخاص الذين تم إجلاؤهم من خلال الهلال الأحمر، بما في ذلك الغذاء والمياه ومستلزمات النظافة والخدمات الطبية".
ولفت، خلال مؤتمر صحافي بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك الأربعاء، إلى أن استطلاعا أجرته الأمم المتحدة في فبراير/ شباط الماضي، أظهرت نتائجه أن 95 في المائة عبروا عن رغبتهم في مغادرة المخيم، لكنهم عبروا عن مخاوفهم بشأن الحماية.
من جانبه، قال رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية، فيكتور كوبتشيشين، أمس الخميس، إن "459 لاجئا تمكنوا من مغادرة مخيم الركبان عبر الممر الإنساني إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة السلطات السورية، ليبلغ عدد من غادروا منذ 19 شباط/ فبراير، قرابة 2300 شخصا".
وأقيم مخيم الركبان عام 2014، على الحدود السورية الأردنية، وتوافد عليه الفارون من الأعمال العسكرية في العديد من المناطق السورية، وخاصة ريف دمشق وريف حمص، ليعيشوا في ظل أوضاع إنسانية غاية في السوء، تسببت بفقدان كثير منهم لحياتهم، وخصوصا الأطفال وكبار السن.