نازحون يتعرضون للاستغلال في الشمال السوري

07 يونيو 2019
نازحون يعانون للحصول على المياه والمأوى (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -
أكثر من نصف مليون نازح هُجّروا قسراً من منازلهم، هرباً من القصف المتواصل للمدن والبلدات الواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، على مدى الأشهر الثمانية الأخيرة. لكنهم مع وصولهم إلى المناطق الحدودية في ريف إدلب الشمالي الغربي القريبة من تركيا على اعتبارها الأكثر أمناً، تعرضوا ويتعرضون للاستغلال بدل الرأفة بأحوالهم.

وقال سعيد حسين النازح من ريف حماة الشمالي، لـ"العربي الجديد": "تنقلت بعد خروجي من بلدتي بين عدة مدن وبلدات في ريف إدلب الجنوبي وصولاً لمنطقة أطمة أنا وعائلتي، وهذه المنطقة تغصّ بالنازحين، وكغيري من عائلات كثيرة لم أجد مكاناً آوي إليه سوى الأراضي المزروعة بالزيتون، رغم أن التأقلم صعب جداً هنا، فالحصول على الماء معاناة والحصول على الخبز والطعام كذلك الأمر، لكن لا مكان آخر أذهب إليه".

وأضاف حسين: "منذ أيام أتى صاحب الأرض التي نقيم فيها، وطلب من كل عائلة تقيم في أرضه 15 ألف ليرة سورية، وإن على من لا يريد الدفع أن يغادر لمكان آخر، في هذه اللحظات يشعر الإنسان بضعفه وقلة حيلته".

وتابع: "حين غادرنا البلدة غادرناها بملابسنا فقط تركنا كل شيء خلفنا، ورغم هذا يأتي شخص نجلس بظل شجرة لديه ليطالبنا بالإيجار، فعلاً هذا الأمر معيب، فهو لم يقدر ظروفنا، ومع ذلك نرجو ألا يحلّ به ما حلّ بنا".

وحدثنا أحمد المحمد، النازح من بلدة الهبيط عن واقع بعض المناطق في إدلب وكيف عاملت النازحين، قائلاً: "عندما هُجر أهالي ريف حمص الشمالي استقبلنا عدداً من العوائل لدينا في بلدة الهبيط، أفرغنا منازل لهم، وكنا نوفر كل شيء، فهذا نعتبره واجباً إنسانياً علينا، عدا عن كونه واجباً أخلاقياً، وفعلت مناطق كثيرة ما فعلناه، فمدينة معرة النعمان استقبلت مهجرين ونازحين وفتح أهلها منازلهم بالمجّان، لكن الآن وخاصة بمناطق حارم والدانا وأطمة، هناك أناس عبارة عن تجّار حروب يستغلون النازحين وهمهم بالدرجة الأولى المال لا أكثر".

ويذكر المحمد لـ"العربي الجديد"، أن ابن أخيه حاول منذ مدة إيجاد منزل في الدانا لكن كان أقل سعر حصل عليه هو 150 دولاراً أميركياً. وقال: "المنزل الذي وجده عبارة عن مكان غير قابل للسكن وغير مجهز بأي خدمات، وكان ردّ صاحبه عند مناقشته على الشكل التالي: هذا ما لديّ إذا لم يعجبكم فاذهبوا من هنا".

أما بلال سليمان، من ريف حمص الشمالي فأوضح لـ"العربي الجديد"، أنه استأجر منزلاً في منطقة الدانا بمبلغ 40 ألف ليرة سورية، لكونه يعمل في المنطقة ذاتها، وتعيش معه والدته والمنزل عبارة عن غرفة وملحق.

وقال الشاب العشريني: "كل ما أنتجه من العمل كان يذهب لإيجار البيت والخدمات، وحتى إنني اضطر للاستدانة وتأمين حاجاتي، ولكن منذ مدة ارتحت من هذه المعاناة بعد حصولي أنا وزوجتي وأمي على كرفانة في بلدة دير حسان بريف إدلب، ارتحت من الاستغلال الذي كنت فيه".
المساهمون