ينتظر مئات النازحين الفارين من معارك الأنبار الأخيرة فتح معبر بزيبز للمرور إلى بغداد، لكنهم أصبحوا في العراء بعد رفض الحكومة العراقية فتح المعبر الوحيد الذي يربط الأنبار بالعاصمة بغداد.
وكشفت تقارير ميدانية أن "مئات النازحين فروا من معارك الرمادي ومدن الأنبار، وعمليات القصف الجوي والبري، توجهوا نحو معبر بزيبز، لكنهم فوجئوا برفض السلطات الحكومية عبورهم إلى بغداد".
وقال الناشط علي العسافي إن "الأسر النازحة قطعت مسافة طويلة جداً لتصل إلى معبر بزيبز، بحثاً عن أماكن أكثر أمناً، لكن القوات العراقية أغلقت المعبر ورفضت مرورهم نحو العاصمة".
اقرأ أيضاً: العراق:النازحون في مخيم "بزيبز" يأكلون الأعشاب والحشائش لشح الغذاء
وأوضح العسافي، لـ"العربي الجديد"، "الآن توجد مئات الأسر في العراء في هذا البرد الشديد بانتظار تدخل عاجل لإنقاذهم، خاصةً أن من يصل إلى هذا المكان لا يمكنه العودة، فالمعارك من خلفهم ومعبر بزيبز المغلق من أمامهم".
من جهتها، كشفت مصادر أمنية عراقية أن أوامر عليا صدرت من الحكومة العراقية بإغلاق المعبر إلى فترة زمنية غير معلومة، الأمر الذي دفع المنظمات الإنسانية والناشطين إلى رفع نداء استغاثة للمنظمات الدولية للتدخل والضغط على الحكومة العراقية لفتح المعبر قبل وقوع كارثة إنسانية، في ظل موجة البرد الشديدة التي تعصف بالبلاد.
وقال رئيس منظمة "رحمة" علي الأنباري "أجرينا اتصالات مع المنظمات الإنسانية الدولية في ظل عدم تجاوب الحكومة المركزية ومجلس محافظة الأنبار معنا لإنهاء معاناة النازحين".
من جانب آخر، يعاني مخيم النازحين قرب بزيبز، والذي أنشئ قبل نحو عام، من نقص حاد في الغذاء والدواء والمستلزمات المعيشية للنازحين. وشكت إدارة المخيمات قلة الإسناد والدعم الحكومي المقدم للنازحين.
اقرأ أيضاً: العراق: العثور على جثث أسرة نازحة قضت برداً وجوعاً
وقال ياسين الفلاحي، أحد نازحي مخيم بزيبز، إن "ما تم توزيعه قبل أشهر من بطانيات وفرش وأغطية لا يتناسب مع عدد النازحين، فالعائلة المكونة من 15 فرداً يوزع لها 3 منادل من الإسفنج للنوم، وثلاثة أغطية فقط ". ويتابع "أما وقود التدفئة فغير موجود في هذا البرد الشديد، ونعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء، فلا توجد مساعدات ولا دعم حكومي".
وكانت الحكومة العراقية فرضت على النازحين من الأنبار شرط وجود كفيل من العاصمة للسماح لهم بالمرور نحو بغداد، مطلع 2015، ما أثار ضجة واسعة في الأوساط الشعبية حينها. ثم جاء مقترح رئيس الوزراء حيدر العبادي، في إبريل/نيسان 2015، ليقضي على آمال النازحين من الأنبار، عندما اقترح نقل النازحين إلى سجن أبو غريب، ما أثار انتقادات سياسيين وشيوخ عشائر.
وذكرت تقارير أممية أن 115 ألف مواطن من الأنبار نزحوا من مناطقهم في أبريل/نيسان 2015 نحو العاصمة بغداد. ومع شرط حصول النازح على كفيل للسماح بدخوله إلى العاصمة، فإن الحكومة العراقية تسمح للزوار الإيرانيين بدخول الأراضي العراقية من دون قيد أو شرط.
وقال الشيخ حامد الدليمي، أحد شيوخ عشائر الأنبار، "الحكومة العراقية سمحت بدخول نحو مليون و500 ألف زائر إيراني متجهين إلى كرباء خلال أربعينية الحسين رضي الله عنه، لكنها تمنع بعض مئات من الأسر النازحة من الأنبار من دخول العاصمة بغداد، وهذا لم يحصل في تاريخ العراق مطلقاً". وطالب الدليمي الأمم المتحدة بإنشاء منطقة عازلة بحماية دولية لحماية النازحين.
اقرأ أيضاً: العراق: وفاة أربعة أطفال نازحين بسبب موجة البرد