لم يكن النزوح خيار جميع أهالي المناطق التي دخلها الجيش الوطني السوري ضمن العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في منطقة شرق الفرات، شمال سورية، فالكثير من الأهالي فضلوا البقاء، وآخرون غادروا نحو مناطق الرقة والحسكة والقامشلي.
وقال أحد الناشطين في المجال الإنساني في الحسكة لـ"العربي الجديد"، إن الأمم المتحدة تعمل حاليا على إحصاء أعداد النازحين، وكثيرون منهم حاليا يعانون في المناطق التي نزحوا إليها، ومضطرون إلى النزوح منها مجددا، وأضاف المصدر الذي طلب إخفاء هويته: "النازحون استوعبوا الصدمة، وبعضهم عادوا إلى منازلهم، وموجة النزوح الأكبر حدثت فقط في منطقة تل أبيض".
وأوضح أن ما يتم بثه حول توفر حياة آمنة في المناطق التي سيطر عليها الجيش الوطني بحاجة إلى إثبات، فالأهالي يتخوفون من الذهاب إلى تلك المناطق، وخصوصا أن انتهاكات ارتكبت بحقهم.
وقال الصحافي المقيم في القامشلي سلام حسن، إن "عدة منظمات إنسانية تدخلت في الوقت الحالي لتلبية حاجات النازحين، ومنها جمعية قناديل الأمل، وجمعية هيفي، ومنظمة إشنا الشبابية، وشار للتنمية وغيرها، وهم يتولون تقديم مياه الشرب وسلال غذائية والرعاية الصحية".
وأضاف حسن: "أطلقت جهات محلية نداءات للمنظمات الإنسانية الدولية للمشاركة في دعم النازحين المقيمين في عدة مدارس بريف تل تمر، فالعدد كبير، ولا توجد جهة تقدم للنازحين مساعدات، والجهات المحلية عملت على تقييم الاحتياجات وإحصاء الأعداد، ووزعت حليب الأطفال".
ولفت أبو محمد، وهو من تل أبيض، إلى أن هناك تجاوزات عديدة بحق الأهالي في المنطقة، وأن مقاتلين من الجيش الوطني ارتكبوا تجاوزات، مطالبا بمحاسبتهم. وقال لـ"العربي الجديد": "الأهالي يرفضون التجاوزات، ونرجو أن تستقر المنطقة في أسرع وقت ممكن، لنعود ونواصل حياتنا، ففي النهاية ليس لنا إلا أرضنا وبيوتنا".
وقال الناشط نوار حجار، من الحسكة، إن بعض الأهالي يعودون حاليا إلى بلداتهم في ريف الحسكة والرقة، وخاصة تل أبيض، وأضاف: "وقعت بالفعل تجاوزات ضد عوائل مقاتلي (قسد) من قبل فصيل في الجيش الوطني، وكثيرون منهم يرفضون العودة إلى مناطقهم، لكن الأمور تم تداركها بالاعتماد على البعد العشائري، كون أهالي المنطقة أبناء عشائر".
وأضاف حجار لـ"العربي الجديد": "النازحون توجهوا إلى مناطق أقاربهم من العشيرة ذاتها، وكان من استقبلهم مسؤولا عن حاجاتهم ومتطلباتهم".
وكان الهلال الأحمر الكردي قد كشف في تقرير له أن "عدد النازحين من مناطق شمال شرق سورية بلغ 191 ألفا من جراء العملية العسكرية التركية"، في حين قالت منظمة السلامة الدولية إن "عدد النازحين قد يصل إلى نحو 300 ألف".