ناجي العلي أيضاً قتل في لندن... هل تذكرون؟

13 يناير 2015
من الصور المتداولة (فيسبوك)
+ الخط -

هل يتذكر العالم رسام الكاريكاتير الفلسطيني، ناجي العلي؟ بل هل يتذكر العرب أنفسهم هذا الكاتب المبدع؟ العلي هو صاحب الشخصية الكاريكاتيرية الشهيرة "حنظلة" الصبي بالعاشرة من عمره، يمثل المواطن الفلسطيني الغاضب من خنوع الأنظمة العربية.
ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969 في جريدة "السياسة" الكويتية، التي كان يعمل فيها العلي. وأدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يديه خلف ظهره، وأصبح حنظلة توقيع ناجي العلي على رسوماته.

الحديث عن ناجي العلي لم يكن لذكرى ميلاده أو ذكرى رحيله، بل هو أحداث اليوم التي تتشابه إلى حد كبير مع ما حدث معه منذ أكثر من 25 عاماً. فقبل أيام قليلة وقع اعتداء مسلح على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية في باريس، أدى إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم صحافيون ورسامو كاريكاتير. وهو ما أدى إلى استنكار عالمي للجريمة ومسيرة حاشدة في باريس.
 
العلي أيضاً اغتيل وهو في لندن على يد مجهول، أطلق عليه النار فأصابه في عينه اليمنى، وظل في غيبوبة حتى وفاته في أغسطس/ آب عام 1987. ولم تعرف على وجهة الدقة الجهة التي خططت لاغتياله، حيث وجهت أصابع الاتهام للموساد، بسبب معارضته المستمرة للاحتلال الإسرائيلي لبلاده. فيما اتهم آخرون منظمة التحرير الفلسطينية وأنظمة عربية أخرى بالوقوف وراء مقتله بسبب نقده للمنظمة.

المقارنة بين الحادثين لم تفت مستخدمي التواصل الاجتماعي، الذين سارعوا إلى التذكير بحادث اغتيال العلي، وقاموا برسم "بوستر" "كلنا ناجي العلي"، على غرار شعار "كلنا شارل إيبدو"، الذي رفعه الكثيرون حول العالم تضامناً مع ضحايا حادث باريس، مساوين بين الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا حرية التعبير.

وفي هذا الصدد، يقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، فؤاد أبو حجلة، لـ"العربي الجديد": "يجب التفريق بين رد الفعل الرسمي الدولي، الذي صمت على مقتل ناجي العلي، في حين أقام الدنيا على مقتل الصحافيين الفرنسيين، وبين ردود أفعال المثقفين العرب الذين يدينون الاعتداء على حرية التعبير أيا كانت جنسية المعتدى عليه".

ويؤكد أبو حجلة أن المقارنة بين الحادثين تكشف مدى تجاهل الجرائم، التي يكون ضحيتها عربياً وفلسطينياً خاصة. "ناجي لم يكن إنجليزياً حين قتل في لندن، ولذلك لم يكترث أحد لموته، كما أن بريطانيا هي حليف إسرائيل الدائم، ولن تجرم فعلا يطال أعداء الكيان الصهيوني"، ويقول أيضا: "خسارة ناجي العلي تشعرنا بالمرارة، فكم نحن بحاجة إليه في أيامنا هذه، لأن دوره سيكون كبيراً في إظهار زيف الواقع الذي نعيشه".

المساهمون