ناجيات ضحايا "الخبر الساخن"

23 يونيو 2015
(منظمة اللاجئين)
+ الخط -
مع مرور يوم اللاجئ العالمي، يعود إلى الواجهة النقاش حول دور الإعلام في التوعية حول معاملة اللاجئين، وكيفيّة طرح قضايا الناجين من العنف المبني على النوع الاجتماعي، ومهمّته في إيصال قضاياهم إلى الحكومات وتجنيبهم العنف والتشريد.

وظلّت التقارير التي تعرض قصص اللاجئين السوريين محلّ تساؤلات، فإضافةً إلى العنصريّة التي يتعرض إليها اللاجئون السوريون، تساهم بعض المؤسسات الإعلامية العربية في تفاقم المشكلة، إذ ينزع بعض الصحافيين داخل هذه المؤسسات إلى مطاردة قصص الفضائح بشكل هستيري.

وينتج بعض الصحافيين في الميدان تقارير مصوّرة ومكتوبة، لا تتوافق مع المعايير الأخلاقية في نقل القصص الخبرية الخاصة بالناجيات السوريات من العنف المبني على النوع الاجتماعي داخل المخيمات. ومن أبرز الأخطاء التي تكرّرت بين الإعلاميين في قصصهم هي عدم حماية الناجية من خلال الكشف عن هويتها، أو الدلالة على مكان إقامتها.

وكان وثائقي "كشف المستور...الزواج في زمن الحرب"، من إنتاج قناة "سكاي نيوز" أحد هذه الأمثلة. فالوثائقي كسر معايير صحافيّة أخلاقيّة، بدءاً من التصوير عبر كاميرا خفية، من دون الحصول على موافقة مسبقة من الأشخاص الذين يتم تصويرهم، وعدم مراعاة عواقب ظهور هؤلاء الأشخاص أمام الكاميرا من ناجيات ومعنفين.

إقرأ أيضاً: الخبر السوري: رحلة الاختفاء من العناوين الأولى

تقرير إخباري آخر لقناة "سكاي نيوز" أيضاً، عن الفتاة ديروك. يعرض التقرير حالات اغتصاب السوريات القاصرات في المخيمات على الحدود، كما يُظهر وجه الفتاة وعائلتها ومكان سكنها.

لبنانياً، وفي تقرير لقناة "الجديد"، يكشف عن زواج القاصرات تحت غطاء إحدى الجمعيات الأهلية في عكار، عرضت القناة صور الأطفال ومكان منازلهم وبعض الأشخاص المقربين من الناجيات. وبالإضافة إلى ذلك، هناك الأسئلة الشخصية التي تتطلب وصف أي اعتداء جنسي، أو مخاطبة الأطفال ونقل صورتهم دون مراعاة حياتهم الاجتماعية، وطرح أسئلة تفصيلية عن عنف كانوا قد تعرضوا له، أو عما شهدوه من عنف تعرضت له أمهاتهم.

كل هذه الأخطاء تعرض الناجين من العنف المبني على النوع الاجتماعي للخطر والنبذ من مجتمعهم، وبذلك بدل أن يخدمهم الإعلام، جعلهم ضحية خبر ساخن فقط لخدمة الفضائية.

إقرأ أيضاً: إعلاميون يحاربون التحرش باللاجئات السوريات والعنف ضدهن
المساهمون