نائب لبناني يحمل السلاح ضدّ طليق ابنته: أين التشريعات؟

14 يوليو 2019
نواف الموسوي نائب من حزب الله (تويتر)
+ الخط -
حاول النائب في كتلة "الوفاء للمقاومة" (حزب الله)، نواف الموسوي، اقتحام مخفر في منطقة الدامور اللبنانية، رفقة 20 مسلّحاً، بعدما اعتدى طليق ابنته عليها وأوقفها أثناء قيادتها سيارتها على طريق صيدا الجنوبي. 

وبينما تثير الحادثة جدلاً إثر رواياتٍ متضاربة من عائلة الموسوي والمقداد (عائلة طليق ابنة الموسوي)، أوضحت برقيّة أمنيّة من مخفر الدامور، نشرتها وسائل الإعلام اللبنانية، أنّ الموسوي حضر إلى مخفر الدامور برفقة عشرين مسلّحًا وحاولوا الدخول، إلاّ أنّ عناصر المخفر منعوهم من الدخول وحاولوا تهدئة الموسوي الذي كان منفعلاً بشدّة. وأتى ذلك بعدما وقع شجار بين ابنة نواف الموسوي وطليقها على الطريق الدولية للدامور باتجاه صيدا، على خلفية إشكالات سابقة وحق رؤية ​أطفالهما​، ليتم اصطحابهما من قبل دوريّة إلى مخفر الدامور، بعدما رغبت ابنة الموسوي بالادعاء على طليقها.

وأوضحت البرقية أنّه "لدى المباشرة بإجراء تحقيق عدلي، حضر أربعة أشخاص الى المخفر واعتدوا بالضرب بواسطة مفكّ على طليق ابنة الموسوي وتسببوا له بجروح قطعية في رجله، فأوقف عناصر المخفر اثنين منهم فيما لاذ اثنان آخران بالفرار". أضافت "وبعد إحكام إغلاق الباب الرئيسي، حضر النائب نواف الموسوي إلى المخفر وبرفقته حوالي 20 شابًّا مسلّحًا، لم يسمح لهم عناصر المخفر بالدخول وحاولوا تهدئته لانفعاله الشديد".

وأضافت "خلال إسعاف المُصاب، أطلق مجهولون النار من خارج المخفر باتجاه غرفة رئيس المخفر، فأصيب طليق ابنة الموسوي برصاصة في معصمه نتج عنها نزيف قوي، ليغادر بعدها النائب الموسوي إلى جهة مجهولة".


وتتعرّض النساء اللبنانيّات لعنفٍ يومي، من أشكاله سلب حضانة الأطفال. والقانون مجحف لدى الطائفة الشيعية، إذ ينص على أحقية الوالد لحضانة أطفاله منذ سنّ مبكرة، وهو ما يطالب ناشطون وجمعيات لبنانية بتعديله. لكنّ مجلس النواب اللبناني، والموسوي عضو فيه، لم يقم بخطوات تحمي الأم اللبنانية أو تنصفها.

على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر جدلٌ من الحادثة، لكنّ اللبنانيين انقسموا من جديد. فقد دافع مؤيدو "حزب الله" عن نواف الموسوي، مطلقين حملةً باسم "#متضامن_مع_نواف_الموسوي" بدلاً من إطلاق حملة للدفاع عن ابنته وسائر النساء اللبنانيات. هذا فيما طالب قسم آخر بتعديل القوانين كي تنصف المرأة اللبنانية وتمنع الاعتداءات عليها من زوجها أو طليقها وتمنحها حقّ الحضانة. كما رفض جزء واسع من اللبنانيين استخدام السلاح بهذه الطريقة، ملقين باللائمة على التفلّت الأمني في البلاد.

وكتبت الإعلامية ديما صادق "متضامنة لأقصى الحدود مع ابنة النائب الموسوي وأولادها. ذكورية الزوج أو الطليق مرعبة. سؤال إلى الكتلة النيابية التي ينتسب اليها النائب: ألم يكن أجدى بكم أن تشرعوا قوانين أحوال شخصية تنصف المرأة بدل أن تقفوا، وغيركم، بوجه تعديلها؟ سعيدون بشريعة الغاب البديلة التي ساهمتم بتشريعها؟". 

وغرّدت الإعلامية ديانا مقلد "ابنة نائب حزب الله نواف الموسوي تخوض معركة حضانة في ظل قوانين أحوال شخصية لا تنصفها وفي ظل حزب يقف سداً منيعاً دون تعديلها. الموسوي لجأ الى السلاح والقوة للدفاع عن ابنته. حكاية تحمل مفارقات مذهلة عن الواقع السياسي والقانوني والأمني في لبنان".

وتساءل ماهر أبو شقرا "هل فكر النائب #نواف_الموسوي بآلاف الفتيات، من ضحايا تشريعات النظام الأبوي في الأحوال الشخصية، واللواتي ليس لهن والد نائب في حزب من السلطة؟ حقوق النساء لا يحققها سوى قانون مدني موحد وعادل للأحوال الشخصية".

وقالت إيمان ابراهيم "كنت أتمنى من النائب #نواف_الموسوي أن يعمل وكتلته النيابية على سن قوانين تحمي المرأة كي لا يصل إلى ما وصل إليه، وما وصلت إليه عائلات كثيرة قبله. أتفهم ردة فعله كأب، ولا أتفهم ردة فعله كنائب".










المساهمون