ويعد هذا اللقاء الثاني بين ميركل وبوتين خلال 3 أشهر، بعد لقاء أول جمعهما بمنتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود في 18 مايو/ أيار الماضي، وسط توتر في العلاقة بين الغرب وروسيا.
وقالت ميركل في تصريحات للصحافيين ببداية اللقاء بقصر ميسبرغ الذي يبعد 60 كيلومترا عن برلين "أرحب بحرارة بالرئيس بوتين، وسعيدة لاستكمال المناقشات التي بدأناها في سوتشي".
وأضافت: "في إطار المشكلات الخطرة حول العالم، فإن التعاون مع روسيا يعد أمرًا ضروريًا".
وتابعت: "لدينا مسؤولية حيال هذه المشكلات، لذلك يجب أن نعمل معا على إيجاد حلول لها".
ومضت قائلة: "نتحمل مسؤولية مشتركة لإيجاد حل للأزمات في سورية وأوكرانيا"، مضيفة "أنا مستعدة للعمل مع الرئيس بوتين في هذا الإطار".
وعبرت كذلك عن أملها "في أن يحدث حراك في النزاع المتعثر شرقي أوكرانيا بين الانفصاليين الموالين لروسيا، والحكومة الأوكرانية".
واستطردت قائلة: "سأتحدث مع الرئيس بوتين حول نشر قوات حفظ سلام شرقي أوكرانيا؛ لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار".
ودعمت موسكو حركة انفصالية مؤيدة لها شرقي أوكرانيا، ما قاد إلى ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها، عام 2014، بعد استفتاء من جانب واحد.
ورفضت كييف، والولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، الاعتراف بهذا الاستفتاء، وفرضت عقوبات ما زالت مستمرة على موسكو، ما أدى إلى تدهور العلاقات بين الطرفين.
بدوره، أكد الرئيس الروسي، في تصريحات صحافية "أهمية التعاون بين روسيا وألمانيا".
وأشار إلى أن ألمانيا "واحدة من أهم الدول التي تشتري الغاز الروسي"، ثم أضاف: "أعلم موقف المستشارة من خط نورد ستريم 2".
وتابع: "هذا الخط يعد مشروعًا اقتصاديًا بالأساس، هدفه التعامل بكفاءة مع تكلفة نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا".
ومشروع أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" يهدف إلى نقل الغاز الروسي لألمانيا عبر بحر البلطيق، وتعارضه دول غربية على أساس أنه يمثل تعاونًا كبيرا بين موسكو وبرلين في وقت يشهد خلافا بين الغرب وروسيا لعدة أسباب أبرزها الأوضاع في أوكرانيا.
في سياق آخر، دعا بوتين الأوروبيين إلى المشاركة بدعم المساعدات الإنسانية في سورية، وقال إن "من المهم توسيع نطاق المكون الإنساني في الأزمة السورية، وخاصة المساعدات الإنسانية للشعب السوري"، حسب قوله.
وشدد على أنه "سيكون من الضروري المساعدة حتى يتمكن اللاجئون السوريون المقيمون في أوروبا ودول الجوار السوري، من العودة لها"، حسب تعبيره.
وتابع: "تزايد عدد اللاجئين يشكل عبئا هائلا محتملا على أوروبا، لذلك يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لتمكين هؤلاء الناس من العودة إلى ديارهم"، على حد قوله.
وأضاف: "علينا تقديم المساعدة، في المقام الأول، للمناطق السورية التي يمكن للاجئين الموجودين في دول الجوار وأوروبا العودة إليها".
ويأتي لقاء ميركل وبوتين، في وقت تشهد فيه العلاقات بين الغرب وموسكو توترا كبيرا، على خلفية الدور الروسي في الأزمتين الأوكرانية والسورية، واتهامات الغرب لموسكو بالوقوف وراء محاولة اغتيال العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال مارس/ آذار الماضي في بريطانيا.
(الأناضول)