تسير كرة القدم العالمية وفق نسق تصاعدي لا يتوقف في ظل المبالغ الطائلة التي تصرف في التعاقدات خلال فترتي الانتقالات الشتوية أو الصيفية، فكان آخرها انتقال النجم البرازيلي فيليب كوتينيو إلى برشلونة قادما من ليفربول الإنكليزي في صفقة قدرت بـ 160 مليون يورو، جعلته أغلى لاعب في تاريخ النادي الكتالوني العريق.
ولكن يذهب البعض للتفكير بعمق حول ذلك التسارع في أسعار اللاعبين وتحديدا في عصر الأساطير التي لا تزال ذكراها حاضرة حتى يومنا هذا، على غرار الأرجنتيني أرماندو دييغو مارادونا والهولندي يوهان كرويف، وقبلهما الجوهرة البرازيلية بيليه وغيرهم كثير.
وفي سؤال طرحته صحيفة "آس" الإسبانية، كم ستكون القيمة المالية لمارادونا وكرويف لاعبي برشلونة السابقين، وغيرهم من الأساطير، خصوصا أن زمننا هذا شاهد على غلو التعاقدات على صعيد اللعبة، أجابت ذات الصحيفة في مقارنة بسيطة على صعيد فارق العملات في زمنهم وبين الزمن الحاضر.
الصحيفة ذائعة الصيت قارنت الأسعار الماضية للاعبين بالأسعار الحالية مع الاخذ بعين الاعتبار فارق قيمة العملات بين الفترتين ومؤشر أسعار الاستهلاك أو التضخم (الارتفاع المفرط في المستوى العام للأسعار) منذ عام 1973 وحتى اليوم، وهو ما أسفر عن زيادة بنسبة ((1.535,42 % عن القيمة الحالية.
يعني هذا أن مبلغ الـ 100 مليون بيزيتا (عملة إسبانيا القديمة) التي دفعها برشلونة لكرويف وكانت تساوي حينها مليون دولار أو 601 ألف يورو بلغت في زمننا الراهن 9.8 ملايين يورو اليوم أو على سبيل المثال، ما يقارب ما دفعه فريق إشبيلية في صفقته الجديدة تقريبا (البرازيلي غيلهيرم أرانا: 11 مليون يورو) وهو ما لا يليق بحجم ما قدمه الأسطورة الراحل، وتحديدا في هولندا التي كانت شاهدة على فريق أسطوري هيمن في ذلك الوقت على كرة القدم الأوروبية هو أياكس أمستردام بقيادة كرويف.
وكذلك الحال بالنسبة للأسطورة الأرجنتينية مارادونا، حيث دفع برشلونة لجلب مارادونا مبلغ 1.200 مليون بيزيتا ما يساوي في زمننا هذا 30.5 مليون يورو، وهو رقم أيضا لا يليق بما قدمه مارادونا، لكنه يكشف حجم الفارق الشاسع في ضخ الأموال في عالم كرة القدم المجنون.
(العربي الجديد)