أزمة اليمن مع فيروس كورونا الجديد مضاعفة عدة مرات عن غيرها من الدول، فعدا عن الأمن غير المتوفر، تغيب المياه النظيفة في كثير من الأحيان ما يسمح بنقل عدوى الفيروس، كما انتقلت أمراض أخرى سابقاً
نادراً ما تحظى قرية أو مدينة في اليمن باكتفاء ذاتي من المياه، وبذلك لا تعتبر عادة غسل اليدين أو النظافة الشخصية يومية في عدد من المناطق لا سيما الوسطى والشمالية الجبلية بسبب الشحّ الشديد في المياه التي إن توفرت، فأولوية استهلاكها تذهب للشرب والطبخ. يترافق ذلك في الوقت الراهن مع انتشار فيروس كورونا الجديد، ومداهمته مناطق عدة بشراسته التي باتت معروفة عالمياً، من دون قدرة على مواجهته بأبسط وسائل النظافة، وهي غسل الأيدي بالماء والصابون.
ومع تركز الكثافة السكانية والفقر في هذه المناطق، تزداد مخاطر انتشار الفيروس وتتنامى مخاوف اليمنيين من عدم قدرتهم على مواجهة هذه الجائحة من دون توفر المياه. في هذا الإطار، تؤكد هناء عباس أنّ أسرتها تواجه تحدياً كبيراً متعلقاً بتوفير المياه مع وجود حالات مشتبه بإصابتها بفيروس كورونا الجديد، في حي الرباط، الذي تسكن فيه مع أسرتها، في العاصمة اليمنية صنعاء. تقول عباس إنّ أسرتها تشتري المياه مرة كلّ أسبوعين، أو تجلبها من أحد المساجد المجاورة لمنزلها.
تضيف: "بالكاد نحصل على ما يكفينا من الماء شهرياً لتدبر أمورنا اليومية، أما إذا انتشر الوباء فهذا يعني أنّنا في حاجة إلى زيادة كمية المياه التي نستخدمها للاغتسال بشكل دائم، لا سيما غسل الأيدي باستمرار الذي يتطلب كثيراً من المياه". وبالإضافة إلى عدم امتلاك الأسرة المال الكافي لشراء المعقمات التي قفزت أسعارها بشكل خيالي، فإنّ أفرادها لا يتمكنون من غسل أيديهم بالماء والصابون لعشرين ثانية لكلّ منهم، كما تقول توصية منظمة الصحة العالمية، بسبب صعوبة تأمين المياه الكافية لذلك، فأيّ عملية شراء أو جلب للمياه وتخزينها في المنزل صعبة جداً. تقول عباس: "لا نملك خزاناً كبيراً. لأنّنا عادة ما نبقي المياه في حاويات بلاستيكية وسطول (أوعية بلاستيكية أو معدنية) في الحمام أو المطبخ حتى ننتهي من استخدامها ونملأها من جديد. لكن كيف سنملأها في أيام الحظر إذا ما جرى فرضه بشكل متواصل". تشير إلى أنّ الدول التي تنفذ حظر التجول، توفر المياه للسكان في المنازل "وهذا غير متوفر عندنا في اليمن منذ سنوات".
وفي عدن، تسببت سيول الأمطار في تدمير شبكة المياه والصرف الصحي في عدد من المديريات، ما تسبب في حرمان كثير من السكان من المياه. من هؤلاء عبد الرحمن الصبيحي، الذي يصف وضع مدينته بـ"الكارثي". يضيف الصبيحي أنّ المياه مقطوعة عن منزله منذ كارثة السيول الأخيرة: "نحن في شهر رمضان ونعاني من ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع المياه وانتشار الحشرات والقوارض، ولا نجد المياه الكافية حتى لغسل أيدينا أو أجسادنا لتجنب الأمراض لا سيما فيروس كورونا الجديد، الذي وجد بيئة مناسبة للانقضاض على السكان".
وفي السياق نفسه، يقول عبد الباري الكوكباني، إنّ شحّ المياه في كثير من المناطق اليمنية يساهم في إضعاف قدرة اليمنيين على مواجهة عدوى كورونا. يضيف أنّ المياه النظيفة لا تتوفر بشكل كافٍ حتى في المدن، إذ لا يقتصر هذا الوضع على الأرياف: "يعتقد البعض أنّ المياه المقدمة من الحكومة تغطي المدن الكبيرة، وهذا غير صحيح، فمئات الآلاف من الأسر في صنعاء تشتري المياه التي تباع في الوايتات (صهاريج المياه المتنقلة) وغيرها الآلاف تجلب المياه من أماكن بعيدة داخل أوعية بلاستيكة كما يحدث في الأرياف". يشير إلى أنّ هذا الأمر يعني أنّ أغلب سكان صنعاء يجدون صعوبة في مواجهة كورونا لعدم توفر المياه التي تساعد في النظافة. ويواصل: "تعتمد عملية الوقاية من انتقال فيروس كورونا الجديد على النظافة الشخصية، لكنّ الأسر التي لا تتمكن من توفير المياه إلاّ في ما يسد حاجتها، مطالبة الآن بزيادة المياه التي تستهلكها عادة، وهذا أمر صعب". وبسبب بُعد مصادر المياه ومشقة الوصول إليها في الجبال، تلجأ بعض الأسر التي تسكن في المناطق النائية إلى غسل الأيدي قبل وبعد تناول الوجبات في إناء مشترك بحسب الكوكباني: "أما الاستحمام فمرة أسبوعياً، وفي معظم الحالات يتم خلاله استهلاك أقل كمية ممكنة من المياه وقد لا يستخدم الصابون في كثير من الحالات".
اقــرأ أيضاً
وفي هذه المناطق، بالإضافة إلى بعض المناطق البدوية شرقاً، تنتشر ظاهرة غياب المراحيض، إما بسبب شح المياه أو عوامل ثقافية تتصل بالخرافات واعتبار المراحيض "بيوتاً للشيطان". وعملت هذه الظاهرة على التقليل من ممارسات غسل الأيدي والنظافة الشخصية بشكل كبير، وبذلك تعتبر هذه المجتمعات استمرار غسل الأيدي خلال اليوم ضرباً من انعدام المنطق، والمبالغة الزائدة، فيواجهون ذلك بالاستهتار والتذمر.
محمد العبد الله، شاب متعلم، من مديرية وضرة بمحافظة حجة (شمال)، يخشى وصول فيروس كورونا الجديد إلى قريته التي تكاد تنعدم فيها الحمامات بسبب شح المياه: "قبل عامين، أصيب عدد من الأشخاص في قريتنا بمرض الكوليرا الذي ينتقل بسبب الصرف الصحي أو مياه الشرب الملوثة بالمرض، بالرغم من التوعية المكثفة من جانب فرق المنظمات". يشير إلى أنّه يتوقع انتشاراً سريعاً لكورونا بسبب "سرعة انتقاله عبر لمس المصاب وطول فترة حضانته لحامله من دون معرفته بذلك". ويضيف عبد الله أنّ أفراد قريته واجهوا الكوليرا "بغسل الأيدي مرات محدودة خلال اليوم، أما استمرار غسلها فهو أمر يصعب عليهم استيعابه وبالتالي تطبيقه. والآن لا يغسلون أيديهم، بمبرر غياب المصابين بكورونا".
إلى ذلك، خيبت المنظمات الأممية والدولية ظنون معظم اليمنيين بعدما فاجأتهم بقرار مموليهم تعليق نحو 80 في المائة من المساعدات الصحية وخدمات المياه والنظافة قبل أيام من إعلان السلطات عن أول إصابة في البلاد، وذلك بسبب رفض الممولين إجراءات السلطات الخاضعة للحوثيين بالتضييق على أعمال المنظمات. مصدر خاص في لجنة الإغاثة الدولية، يؤكد أنّ منظمته أوقفت جميع أنشطة دعم المجتمع بالمياه: "توقفنا عن مدّ مجتمعات الشمال والوسط بالمياه ومواد النظافة البدنية في نهاية إبريل/ نيسان الماضي، وهناك احتمال بالإغلاق النهائي لكلّ البرامج بنهاية يونيو/ حزيران المقبل، وانتقال المنظمة إلى مقر جديد في مدينة عدن الجنوبية، حيث يستمر التمويل للمناطق الخاضعة لسيطرة حكومة عبد ربه منصور هادي، المعترف بها دولياً، وحلفائها".
وعلى النقيض من ذلك، وجد البنك الدولي عبر أكبر المؤسسات المحلية المنفذة أنّ بدء انتشار الوباء وشح المياه في شمال ووسط البلاد (تحتضن 75 في المائة من إجمالي سكان اليمن) يمثل فرصة جيدة لزيادة دعم اليمنيين ببناء خزانات تجميع مياه الأمطار النظيفة وبناء مراحيض صرف صحي آمنة ترافقها حملات توعية اجتماعية وصحية طويلة الأمد حول أهمية غسل الأيدي ونظافة الجسم بالشكل المطلوب. وكانت وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية قد أعلنت، في مارس/ آذار الماضي، عن تخصيص البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية (تابعة للبنك الدولي)، مبلغ 26.7 مليون دولار أميركي، لمساعدة اليمن في مواجهة فيروس كورونا الجديد والآثار المترتبة عليه.
من ناحيتها، تقول الناشطة الصحية المجتمعية، أم لميس الخولاني، إنّها خلال عملها في التثقيف الصحي في المجتمعات الريفية، وصلت إلى قناعة باستحالة إقناعهم باعتياد غسل اليدين والجسم واستخدام الصابون بشكل مستمر في بعض المناطق: "كي لا يضيع جهدي في التوعية التي لن أحقق من ورائها نتيجة، أخصص معظم وقت التوعية في إيجاد بدائل لتلك الممارسات قابلها كثير من الرجال والنساء برضا وتفهم أكبر، مثل البقاء في البيوت قدر الإمكان، وعدم الاختلاط بالآخرين". تلفت إلى أنّ الاضطرار للخروج من المنازل لجلب الماء من مناطق بعيدة لتدبير الدخل والغذاء، جعلها تؤكد على "ضرورة قضاء تلك الحوائج بشكل منفرد من دون الاختلاط بالآخرين قدر الإمكان مع وضع كمامات قماشية جيدة وهي متدنية الكلفة، وتجنب المصافحة واللمس".
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) فإنّ أكثر من 18 مليون نسمة من بينهم 9.2 ملايين طفل في اليمن لا يستطيعون الوصول مباشرة إلى "المياه الآمنة والصرف الصحي والنظافة الصحية".
ومع تركز الكثافة السكانية والفقر في هذه المناطق، تزداد مخاطر انتشار الفيروس وتتنامى مخاوف اليمنيين من عدم قدرتهم على مواجهة هذه الجائحة من دون توفر المياه. في هذا الإطار، تؤكد هناء عباس أنّ أسرتها تواجه تحدياً كبيراً متعلقاً بتوفير المياه مع وجود حالات مشتبه بإصابتها بفيروس كورونا الجديد، في حي الرباط، الذي تسكن فيه مع أسرتها، في العاصمة اليمنية صنعاء. تقول عباس إنّ أسرتها تشتري المياه مرة كلّ أسبوعين، أو تجلبها من أحد المساجد المجاورة لمنزلها.
تضيف: "بالكاد نحصل على ما يكفينا من الماء شهرياً لتدبر أمورنا اليومية، أما إذا انتشر الوباء فهذا يعني أنّنا في حاجة إلى زيادة كمية المياه التي نستخدمها للاغتسال بشكل دائم، لا سيما غسل الأيدي باستمرار الذي يتطلب كثيراً من المياه". وبالإضافة إلى عدم امتلاك الأسرة المال الكافي لشراء المعقمات التي قفزت أسعارها بشكل خيالي، فإنّ أفرادها لا يتمكنون من غسل أيديهم بالماء والصابون لعشرين ثانية لكلّ منهم، كما تقول توصية منظمة الصحة العالمية، بسبب صعوبة تأمين المياه الكافية لذلك، فأيّ عملية شراء أو جلب للمياه وتخزينها في المنزل صعبة جداً. تقول عباس: "لا نملك خزاناً كبيراً. لأنّنا عادة ما نبقي المياه في حاويات بلاستيكية وسطول (أوعية بلاستيكية أو معدنية) في الحمام أو المطبخ حتى ننتهي من استخدامها ونملأها من جديد. لكن كيف سنملأها في أيام الحظر إذا ما جرى فرضه بشكل متواصل". تشير إلى أنّ الدول التي تنفذ حظر التجول، توفر المياه للسكان في المنازل "وهذا غير متوفر عندنا في اليمن منذ سنوات".
وفي عدن، تسببت سيول الأمطار في تدمير شبكة المياه والصرف الصحي في عدد من المديريات، ما تسبب في حرمان كثير من السكان من المياه. من هؤلاء عبد الرحمن الصبيحي، الذي يصف وضع مدينته بـ"الكارثي". يضيف الصبيحي أنّ المياه مقطوعة عن منزله منذ كارثة السيول الأخيرة: "نحن في شهر رمضان ونعاني من ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع المياه وانتشار الحشرات والقوارض، ولا نجد المياه الكافية حتى لغسل أيدينا أو أجسادنا لتجنب الأمراض لا سيما فيروس كورونا الجديد، الذي وجد بيئة مناسبة للانقضاض على السكان".
وفي السياق نفسه، يقول عبد الباري الكوكباني، إنّ شحّ المياه في كثير من المناطق اليمنية يساهم في إضعاف قدرة اليمنيين على مواجهة عدوى كورونا. يضيف أنّ المياه النظيفة لا تتوفر بشكل كافٍ حتى في المدن، إذ لا يقتصر هذا الوضع على الأرياف: "يعتقد البعض أنّ المياه المقدمة من الحكومة تغطي المدن الكبيرة، وهذا غير صحيح، فمئات الآلاف من الأسر في صنعاء تشتري المياه التي تباع في الوايتات (صهاريج المياه المتنقلة) وغيرها الآلاف تجلب المياه من أماكن بعيدة داخل أوعية بلاستيكة كما يحدث في الأرياف". يشير إلى أنّ هذا الأمر يعني أنّ أغلب سكان صنعاء يجدون صعوبة في مواجهة كورونا لعدم توفر المياه التي تساعد في النظافة. ويواصل: "تعتمد عملية الوقاية من انتقال فيروس كورونا الجديد على النظافة الشخصية، لكنّ الأسر التي لا تتمكن من توفير المياه إلاّ في ما يسد حاجتها، مطالبة الآن بزيادة المياه التي تستهلكها عادة، وهذا أمر صعب". وبسبب بُعد مصادر المياه ومشقة الوصول إليها في الجبال، تلجأ بعض الأسر التي تسكن في المناطق النائية إلى غسل الأيدي قبل وبعد تناول الوجبات في إناء مشترك بحسب الكوكباني: "أما الاستحمام فمرة أسبوعياً، وفي معظم الحالات يتم خلاله استهلاك أقل كمية ممكنة من المياه وقد لا يستخدم الصابون في كثير من الحالات".
وفي هذه المناطق، بالإضافة إلى بعض المناطق البدوية شرقاً، تنتشر ظاهرة غياب المراحيض، إما بسبب شح المياه أو عوامل ثقافية تتصل بالخرافات واعتبار المراحيض "بيوتاً للشيطان". وعملت هذه الظاهرة على التقليل من ممارسات غسل الأيدي والنظافة الشخصية بشكل كبير، وبذلك تعتبر هذه المجتمعات استمرار غسل الأيدي خلال اليوم ضرباً من انعدام المنطق، والمبالغة الزائدة، فيواجهون ذلك بالاستهتار والتذمر.
محمد العبد الله، شاب متعلم، من مديرية وضرة بمحافظة حجة (شمال)، يخشى وصول فيروس كورونا الجديد إلى قريته التي تكاد تنعدم فيها الحمامات بسبب شح المياه: "قبل عامين، أصيب عدد من الأشخاص في قريتنا بمرض الكوليرا الذي ينتقل بسبب الصرف الصحي أو مياه الشرب الملوثة بالمرض، بالرغم من التوعية المكثفة من جانب فرق المنظمات". يشير إلى أنّه يتوقع انتشاراً سريعاً لكورونا بسبب "سرعة انتقاله عبر لمس المصاب وطول فترة حضانته لحامله من دون معرفته بذلك". ويضيف عبد الله أنّ أفراد قريته واجهوا الكوليرا "بغسل الأيدي مرات محدودة خلال اليوم، أما استمرار غسلها فهو أمر يصعب عليهم استيعابه وبالتالي تطبيقه. والآن لا يغسلون أيديهم، بمبرر غياب المصابين بكورونا".
إلى ذلك، خيبت المنظمات الأممية والدولية ظنون معظم اليمنيين بعدما فاجأتهم بقرار مموليهم تعليق نحو 80 في المائة من المساعدات الصحية وخدمات المياه والنظافة قبل أيام من إعلان السلطات عن أول إصابة في البلاد، وذلك بسبب رفض الممولين إجراءات السلطات الخاضعة للحوثيين بالتضييق على أعمال المنظمات. مصدر خاص في لجنة الإغاثة الدولية، يؤكد أنّ منظمته أوقفت جميع أنشطة دعم المجتمع بالمياه: "توقفنا عن مدّ مجتمعات الشمال والوسط بالمياه ومواد النظافة البدنية في نهاية إبريل/ نيسان الماضي، وهناك احتمال بالإغلاق النهائي لكلّ البرامج بنهاية يونيو/ حزيران المقبل، وانتقال المنظمة إلى مقر جديد في مدينة عدن الجنوبية، حيث يستمر التمويل للمناطق الخاضعة لسيطرة حكومة عبد ربه منصور هادي، المعترف بها دولياً، وحلفائها".
وعلى النقيض من ذلك، وجد البنك الدولي عبر أكبر المؤسسات المحلية المنفذة أنّ بدء انتشار الوباء وشح المياه في شمال ووسط البلاد (تحتضن 75 في المائة من إجمالي سكان اليمن) يمثل فرصة جيدة لزيادة دعم اليمنيين ببناء خزانات تجميع مياه الأمطار النظيفة وبناء مراحيض صرف صحي آمنة ترافقها حملات توعية اجتماعية وصحية طويلة الأمد حول أهمية غسل الأيدي ونظافة الجسم بالشكل المطلوب. وكانت وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية قد أعلنت، في مارس/ آذار الماضي، عن تخصيص البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية (تابعة للبنك الدولي)، مبلغ 26.7 مليون دولار أميركي، لمساعدة اليمن في مواجهة فيروس كورونا الجديد والآثار المترتبة عليه.
من ناحيتها، تقول الناشطة الصحية المجتمعية، أم لميس الخولاني، إنّها خلال عملها في التثقيف الصحي في المجتمعات الريفية، وصلت إلى قناعة باستحالة إقناعهم باعتياد غسل اليدين والجسم واستخدام الصابون بشكل مستمر في بعض المناطق: "كي لا يضيع جهدي في التوعية التي لن أحقق من ورائها نتيجة، أخصص معظم وقت التوعية في إيجاد بدائل لتلك الممارسات قابلها كثير من الرجال والنساء برضا وتفهم أكبر، مثل البقاء في البيوت قدر الإمكان، وعدم الاختلاط بالآخرين". تلفت إلى أنّ الاضطرار للخروج من المنازل لجلب الماء من مناطق بعيدة لتدبير الدخل والغذاء، جعلها تؤكد على "ضرورة قضاء تلك الحوائج بشكل منفرد من دون الاختلاط بالآخرين قدر الإمكان مع وضع كمامات قماشية جيدة وهي متدنية الكلفة، وتجنب المصافحة واللمس".
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) فإنّ أكثر من 18 مليون نسمة من بينهم 9.2 ملايين طفل في اليمن لا يستطيعون الوصول مباشرة إلى "المياه الآمنة والصرف الصحي والنظافة الصحية".