وخلال الأيام القليلة الماضية سقطت أمطار بغزارة على المدينة، ما أغلق عددا من شوارعها وطرقها الرئيسية. وانتشرت برك المياه أمام منازل ومحال تجارية ومبان حكومية في أحياء العاصمة، كما حاصرت أسواقاً وأحياء أخرى وسط نواكشوط.
شبكة في 2019
نواكشوط، ومنذ تأسيسها في خمسينيات القرن الماضي، تعاني من غياب شبه كامل لشبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار والمستنقعات والبرك الناجمة في معظمها عن أمطار موسم الخريف.
وبتمويل مشترك بين موريتانيا والصين، يبلغ 45 مليون دولار أميركي، يجري العمل على تنفيذ مشروع للصرف الصحي في نواكشوط.
وأعلن وزير المياه والصرف الصحي، يحيى ولد عبد الدايم، في يونيو/ حزيران الماضي، أن نسبة إنجاز هذا المشروع بلغت 25 في المائة، ومن المتوقع اكتمال تنفيذه خلال النصف الأول من عام 2019.
وسيمكّن المشروع، المكوّن من شبكة تزيد مساحتها عن 15 كلم، من تجميع مياه الأمطار من المناطق المنخفضة والمحاور الرئيسية في العاصمة، وصرف 225 ألف متر مكعب يوميا، وفق وسائل إعلام محلية.
ولحين اكتمال المشروع، أعلنت الحكومة أنها جنّدت إمكاناتها لشفط مياه الأمطار من الأحياء، التي تتضرر كل خريف، عبر مضخات في الطرق الرئيسية، وصهاريج تابعة للمكتب الوطني للصرف الصحي والحماية المدنية.
— فاضل الشنقيطي (@vadel018874) ٢٧ أغسطس، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
حلول سريعة
الخبير الموريتاني في مجال البيئة، فاضل ولد محمد فاضل، قال لوكالة "الأناضول"، إن "أزمة الصرف الصحي من الأزمات الجوهرية في العاصمة، بسبب عجز الحكومات المتعاقبة عن إيجاد حل لها".
ولفت فاضل إلى أن "الحكومة شرعت منذ فترة في تنفيذ مشروع للصرف الصحي في البلاد، لكن المدينة بحاجة إلى خطط سريعة لشفط المياه بشكل منتظم إلى حين اكتمال المشروع عام 2019".
وأضاف أن "معاناة المواطنين تتجدد كل خريف مع بداية تساقط الأمطار، والأمر بات بحاجة إلى حلول سريعة".
بعوض وأمراض
المواطن الموريتاني عبد الله، وهو صاحب محل في نواكشوط، انتقد طريقة تعاطي الحكومة مع أزمة الصرف الصحي في العاصمة. وقال إن "أسواقا عديدة في نواكشوط تضررت جراء محاصرة البرك المائية لها". وزاد بأن "المستنقعات المنتشرة تتسبب في انتشار البعوض والأمراض بين سكان المدينة، التي يقطنها نحو مليوني نسمة"، من أصل سكان البلد العربي (غربي أفريقيا) البالغ عددهم قرابة 4 ملايين نسمة.
مدينة مُهددة
ووفق عمدة بلدية نواكشوط، أماتي بنت حمادي، في 28 يوليو/ تموز الماضي، فإن العاصمة مهددة بالعديد من الأخطار البيئية، أبرزها خطر غمر مياه البحر.
وخلال افتتاح ورشة حكومية لانطلاق مشروع "دعم الصمود البيئي والتنمية المستدامة"، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، أوضحت بنت حمادي أن نواكشوط باتت من المدن الهشة والمهددة بأخطار بيئية، بينها الفيضانات وغمر مياه البحر وزحف الرمال.
وتأسست نواكشوط في خمسينيات القرن الماضي، واختيرت مع بداية الاستقلال عن المستعمر الفرنسي، عام 1960، لتكون عاصمةً للبلاد. وتسبب الجفاف الذي ضرب موريتانيا، في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، في هجرة واسعة لآلاف الأسر نحو نواكشوط، بحثاً عن فرص عمل وخدمات حكومية.
(الأناضول)