موقع "خلود": فيسبوك عربي للأموات والتعازي!

14 نوفمبر 2014
الصفحة الرئيسية للموقع
+ الخط -
"خلود ليس موقعا للموت بل للحياة"، بهذه الكلمات القليلة لكن المعبّرة، يختصر ناجي تويني فكرة إنشاء موقع إلكتروني جديد اختار له اسم "خلود"، ليكون "منصّة التواصل الاجتماعيّ الأولى" لإحياء ذكرى "أحبّائنا الرّاحلين".

التعريف الرسمي بالموقع يشير الى أن "لكلّ إنسانٍ (راحل) حكاية في مسيرة الحياة تستحقّ أن تُسرَدَ وتُحفظ ويتمّ تبادلها"، وهو المفهوم الذي يؤمن به تويني الذي أوضح "أنا لا أتكلم عن الموت، فإذا تصفّحت الموقع هناك لون أزرق، سماء، عصافير وغيوم .. لم أحبّ أن أضع شيئا عن الموت لأن لا موت بالنسبة لي بل هناك الحياة، وما وراء الحياة".

وقال تويني في حديث لـ"الأناضول" إنّه قرّر إنشاء هذا الموقع المتخصّص لأنّه أراد أوّلا "إعلام الناس بالوفيات ولأخلّد هؤلاء الأشخاص لأنّ الموت هو لحظة"، شارحا أنّه قبل الموت "هناك حياة طويلة وكبيرة وهي غنية بعطاءات هذا الشخص (المتوفى)"، من أعمال فكرية أو إبداعية أو مساهمات مهمة في المجتمع يجب ألا تموت معه وعلى الأحياء بالتالي أن يخلّدوا ذكراه".

يُخلّد الموقع، الذي أُطلق رسميا في الرابع من أغسطس/آب 2014، بالإضافة إلى الناس العاديين، ذكرى مشاهير لبنانيين وعالمين راحلين، مثل الممثل الأميركي روبن ويليامز والأديب اللبناني جبران خليل جبران.

ولا يقتصر الأمر على الأشخاص، فالموقع يتضمّن قسماً بعنوان: "أنشِىء ضريح"، للأشخاص المتوفين. إلا أنّ أحدهم استخدم هذه المساحة لإنشاء ضريح إلكترونيّ لـ"الديموقراطية اللبنانية" معلناً يوم الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2014 تاريخاً للوفاة، وهو اليوم نفسه حين مدّد البرلمان اللبناني ولايته لمرّة ثانية لنحو ثلاث سنوات إضافية من دون انتخابات، الأمر الذي أثار اعتراض شرائح واسعة من اللبنانيين.

وشرح تويني أنّ "خلود" هو موقع "تواصل اجتماعي مثل فيسبوك" الذي "هو لحياة الأشخاص وصورهم وفرحهم". وأضاف: "حتّى لو تم استخدام فيسبوك لإنشاء صفحة من أجل تخليد ذكرى شخص ما فلن يسعى أحد للبحث عنها، بينما حين تخلق موقعاً متخصّصاً للناس الذين فقدناهم، فستجد من يبحث عنهم فيه لزيارة أضرحتهم".

وأشار الى أنّ فكرة تأسيس موقع تواصل اجتماعي مخصّص "للموت والتعازي تستند إلى عاداتنا في العالم العربي والشرق إجمالاً، حيث ما زلنا نتبادل التعازي مع الناس لكي نظهر لهم تأثّرنا بمصابهم الأليم".

وأضاف: "أسّست موقع خلود كذلك لكي أنشر الوفيات بطريقة مميّزة وليس كما تنشر في الصحف الورقية الحالية... خصوصاً أنّ التكنولوجيا صارت تسمح لنا بالنشر بطريقة أوسع وأسرع".

وشدد على أنّ أهل الفقيد يهمهم ما هو أبعد من كلمات التعزية العابرة، شارحاً الخدمات التي يقدّمها الموقع: "هناك سجلّ تعازٍ كي يدوّن الناس شهاداتهم بحقّ هذا الشخص المتوفى تم ربطه بالإعلان عن الوفاة، وأيضاً يمكن بناء ضريح افتراضي لإضاءة شمعة (إلكترونية) تذوب تدريجياً إلى أن تختفي بعد عام، والنظام الموجود في موقع خلود يذكّرهم لكي يضيئوا شمعة جديدة (بعد ذوبانها الافتراضي)".

وأوضح انه يمكن تقديم التعازي إلكترونياً من خلال "وضع وردة أو إكليل" وعندما يذبلان وينتهي عمرهما الافتراضي بعد سنة، يرسل النظام إلى من وضع أيّاً منهما تذكيراً بضرورة تجديدهما إذا أحبّ... وهذه كلّها (خدمات) مجانية".

وهناك افكار مستقبلية لجعل العلاقة "أكثر روحانية مع الضريح الإلكتروني"، مثل إضافة تسجيل لآيات قرآنية إذا كان احدهم راغبا بسماعها أو تلاوة الفاتحة أو قراءة ترتيل. وردّاً على سؤال عما إذا كان "خلود" هو فيسبوك الأموات، قال تويني: "فايسبوك (هو) للحياة وخلود لما وراء الحياة". رافضا القول إنّه "لما وراء الموت".

وكشف أنّ موقعه، الذي اجتذب حتّى الآن "أكثر من 50 ألف زائر" بعد حملة ترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي انطلقت في سبتمبر/أيلول الماضي، هدفه "مليون زائر" ويستهدف المغتربين اللبنانيين في الدول العربية والعالم.

وأوضح أن عدد اللبنانيين المغتربين، الذي يفوق بضعفين على الأقل عدد سكان لبنان، كان سببا إضافيا لانشاء هكذا موقع، ذلك أن اللبنانيين في الخارج "ليس لديهم أيّ وسيلة" للاعلان عن وفاة أحبائهم أو أقرباء لهم، إلا عبر الوسائل التقليدية، أي الهاتف أو الواتساب أو الايميل".

والموقع، الذي يبثّ حالياً بثلاث لغات هي العربية والفرنسية والانجليزية، سينطلق قريبا جدّاً باللغة الإسبانية والبرتغالية للوصول الى أكبر عدد من اللبنانيين في بلاد الاغتراب، خاصة أميركا الجنوبية، حيث يعيش في البرازيل وحدها 9 ملايين شخص من أصل لبناني تقريباً.

والموقع لن يكون مخصّصاً للبنانيين فقط، بل سيتم توسيعه ليشمل المنطقة العربية، وسيكون هناك قناة سعودية وأخرى إماراتية وأكثر، كما قال تويني الذي أشار إلى أنّ "العادات والتقاليد ما زالت نفسها عند اللبنانيين والعرب، بعكس الغرب الذي فقد هذه المواساة والتعازي".

ويقدم موقع خلود خدماته الافتراضية مجانا، إلا أنّه مستعدّ لتلبية طلبات إرسال أكاليل إلى أماكن التعزية أو الدفن مقابل بدل مادي يتمّ تسديده عبر البطاقة الائتمانية.

دلالات
المساهمون