موظفو الكويت غائبون في العشر الأواخر
الكويت
خالد الخالدي
خالد الخالدي
في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يتغيب موظفو وعمال المصالح الحكومية والخاصة في الكويت عن العمل بدعوى شدة الحر والتعب من آثار صلاة القيام، بالإضافة إلى قرب عطلة العيد ما يؤدي إلى تعطل مصالح المواطنين والشركات والمؤسسات.
يقول ديوان الخدمة المدنية الكويتي، إنّ غياب الموظفين في العشر الأواخر من شهر رمضان يكلف الكويت أكثر من 100 مليون دولار أميركي خسائر في بند الرواتب، مرجحاً أن تبلغ أعداد الموظفين المتغيبين عن أعمالهم، مع نهاية شهر رمضان، أكثر من 200 ألف موظف في كلّ وزارات ومؤسسات الدولة.
يتسبب غياب الموظفين بتعطل العديد من مصالح المواطنين والوافدين خصوصاً أنّ موسم العيد يشهد عودة كثير من العائلات العربية إلى وطنها الأصلي، وذلك لقضاء عطلة العيد فيه فيتسبب غياب موظفي الجوازات وأمن المطارات في إبطاء سيرورة العمل وتأخر وتعقيد الإجراءات.
يقول أحمد ع. وهو طالب كويتي مبتعث في الأردن لـ"العربي الجديد": "أضعت جواز سفري حين جئت للإجازة الصيفية في الكويت، فذهبت إلى الإدارة العامة للجوازات للخضوع لتحقيق حول إضاعتي الجواز ومن بعدها أخذ تقرير من المحقق واستخراج نسخة بدل فاقد. لكن، بسبب غياب الموظف المسؤول عن ملفي ونيله إجازة طارئة، منذ منتصف شهر رمضان، سأضطر للتأخر عدة أيام عن دراستي في الأردن". يضيف: "هناك بعض الأبواب في الإدارة مغلقة ومكتوب عليها بالخط العريض: المراجعة بعد عطلة عيد الفطر. وعندما سألت المسؤول قال، إنّ الموظف أخذ إجازة من رصيد إجازاته وهذا من حقه".
بدوره، يقول محمد سليم لـ"العربي الجديد": "أعمل مخلّص معاملات لصالح شركة كهربائية، فتقتضي وظيفتي أن أقدم أوراق موظفي الشركة لوزارة العمل، وهناك معاملات استقدام لعمال وفنيين تحتاج إليهم الشركة، لكنّ هذه المعاملات تتعطل بسبب غياب الموظفات المسؤولات عنها وتسيبهن في شهر رمضان، خصوصاً في العشر الأواخر، ما يوقعني في الحرج أمام مسؤولي الشركة الذين يوجهون اللوم إليّ". يضيف: "أعمل في هذه المهنة منذ ثلاث سنوات، وفي كلّ رمضان تكون الأمور على هذه الحال، فالمكاتب خاوية ولا أحد من الموظفين فيها سوى عمال الاستقبال الذين لا سلطة لهم".
اقــرأ أيضاً
يقول ديوان الخدمة المدنية الكويتي، إنّ غياب الموظفين في العشر الأواخر من شهر رمضان يكلف الكويت أكثر من 100 مليون دولار أميركي خسائر في بند الرواتب، مرجحاً أن تبلغ أعداد الموظفين المتغيبين عن أعمالهم، مع نهاية شهر رمضان، أكثر من 200 ألف موظف في كلّ وزارات ومؤسسات الدولة.
يتسبب غياب الموظفين بتعطل العديد من مصالح المواطنين والوافدين خصوصاً أنّ موسم العيد يشهد عودة كثير من العائلات العربية إلى وطنها الأصلي، وذلك لقضاء عطلة العيد فيه فيتسبب غياب موظفي الجوازات وأمن المطارات في إبطاء سيرورة العمل وتأخر وتعقيد الإجراءات.
يقول أحمد ع. وهو طالب كويتي مبتعث في الأردن لـ"العربي الجديد": "أضعت جواز سفري حين جئت للإجازة الصيفية في الكويت، فذهبت إلى الإدارة العامة للجوازات للخضوع لتحقيق حول إضاعتي الجواز ومن بعدها أخذ تقرير من المحقق واستخراج نسخة بدل فاقد. لكن، بسبب غياب الموظف المسؤول عن ملفي ونيله إجازة طارئة، منذ منتصف شهر رمضان، سأضطر للتأخر عدة أيام عن دراستي في الأردن". يضيف: "هناك بعض الأبواب في الإدارة مغلقة ومكتوب عليها بالخط العريض: المراجعة بعد عطلة عيد الفطر. وعندما سألت المسؤول قال، إنّ الموظف أخذ إجازة من رصيد إجازاته وهذا من حقه".
بدوره، يقول محمد سليم لـ"العربي الجديد": "أعمل مخلّص معاملات لصالح شركة كهربائية، فتقتضي وظيفتي أن أقدم أوراق موظفي الشركة لوزارة العمل، وهناك معاملات استقدام لعمال وفنيين تحتاج إليهم الشركة، لكنّ هذه المعاملات تتعطل بسبب غياب الموظفات المسؤولات عنها وتسيبهن في شهر رمضان، خصوصاً في العشر الأواخر، ما يوقعني في الحرج أمام مسؤولي الشركة الذين يوجهون اللوم إليّ". يضيف: "أعمل في هذه المهنة منذ ثلاث سنوات، وفي كلّ رمضان تكون الأمور على هذه الحال، فالمكاتب خاوية ولا أحد من الموظفين فيها سوى عمال الاستقبال الذين لا سلطة لهم".
في المقابل، يقول أحمد مؤنس، وهو مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، لـ"لعربي الجديد": "نعم هناك مئات الموظفين الذين يتغيبون عن العمل في العشر الأواخر من شهر رمضان بحجة سهرهم لصلاة القيام والسحور، لكن لا نملك حلاً فأغلب الغيابات قانونية وصحيحة إذ يجلب الموظفون معهم أعذارهم الطبية أو يستهلكون رصيد إجازاتهم، وهو أمر قانوني".
يضيف: "ديوان الخدمة وهو الجهة المسؤولة عن إجازات الموظفين يقع بين خيارين صعبين في العشر الأواخر، الخيار الأول هو استمرار العمل وهو ما لا يعود بفائدة على أحد كون الإنتاجية في العشر الأواخر تكاد تصل إلى الصفر، والخيار الثاني هو منح الموظفين إجازة كما حدث في السعودية وهو أمر غير ممكن كون التقويم الكويتي لا يحتمل إجازة أخرى في ظل ازدحام الإجازات الممنوحة من الحكومة للمواطنين".
يلجأ الموظفون الكويتيون إلى الأعذار الطبية من المستشفيات لتبرير غيابهم في العشر الأواخر، بينما يلجأ بعضهم الآخر إلى تسجيل الدخول إلى العمل ثم مغادرته من دون مداومة، وهو ما تحاول الحكومة مواجهته بصرامة فقد أحالت أمرهم إلى القضاء الذي أصدر أحكاماً بالسجن على عشرات المواطنين وصل إحداها إلى السجن 7 سنوات بتهمة تزوير "ورقة طبية" لتبرير الغياب وهو ما يعد تزويراً في المحاضر الرسمية.
يقول الباحث الاجتماعي في جامعة الكويت خليل خالد لـ"العربي الجديد": "الأمر مرتبط بالثقافة التي تعتبر العمل سجناً وتكليفاً متعباً ولا بد من الغياب عنه أطول فترة ممكنة". يضيف: "على الرغم من أنّ الموظف الكويتي يعدّ من أكثر موظفي العالم حصولاً على عطل رسمية ابتداء من رأس السنة الميلادية ورأس السنة الهجرية وعاشوراء وعيدي الأضحى والفطر وذكرى مولد النبي وذكرى الإسراء والمعراج إلاّ أنّ الموظفين الحكوميين يطمعون في المزيد. وتذرع بعضهم أنّ درجة الحرارة شديدة أمر غير مقبول، فالإهمال في الحضور إلى الوظيفة في العشر الأواخر موجود منذ سنوات طويلة عندما كان شهر رمضان يصادف فصل الشتاء".
من جهتهم، اقترح نواب في البرلمان تشديد العقوبات على الموظفين المتغيبين في فترات ما قبل العطلات الرسمية وما بعدها خصوصاً في فترة العشر الأواخر، لكن لم تتخذ أيّ خطوة بعد.
اقــرأ أيضاً
يضيف: "ديوان الخدمة وهو الجهة المسؤولة عن إجازات الموظفين يقع بين خيارين صعبين في العشر الأواخر، الخيار الأول هو استمرار العمل وهو ما لا يعود بفائدة على أحد كون الإنتاجية في العشر الأواخر تكاد تصل إلى الصفر، والخيار الثاني هو منح الموظفين إجازة كما حدث في السعودية وهو أمر غير ممكن كون التقويم الكويتي لا يحتمل إجازة أخرى في ظل ازدحام الإجازات الممنوحة من الحكومة للمواطنين".
يلجأ الموظفون الكويتيون إلى الأعذار الطبية من المستشفيات لتبرير غيابهم في العشر الأواخر، بينما يلجأ بعضهم الآخر إلى تسجيل الدخول إلى العمل ثم مغادرته من دون مداومة، وهو ما تحاول الحكومة مواجهته بصرامة فقد أحالت أمرهم إلى القضاء الذي أصدر أحكاماً بالسجن على عشرات المواطنين وصل إحداها إلى السجن 7 سنوات بتهمة تزوير "ورقة طبية" لتبرير الغياب وهو ما يعد تزويراً في المحاضر الرسمية.
يقول الباحث الاجتماعي في جامعة الكويت خليل خالد لـ"العربي الجديد": "الأمر مرتبط بالثقافة التي تعتبر العمل سجناً وتكليفاً متعباً ولا بد من الغياب عنه أطول فترة ممكنة". يضيف: "على الرغم من أنّ الموظف الكويتي يعدّ من أكثر موظفي العالم حصولاً على عطل رسمية ابتداء من رأس السنة الميلادية ورأس السنة الهجرية وعاشوراء وعيدي الأضحى والفطر وذكرى مولد النبي وذكرى الإسراء والمعراج إلاّ أنّ الموظفين الحكوميين يطمعون في المزيد. وتذرع بعضهم أنّ درجة الحرارة شديدة أمر غير مقبول، فالإهمال في الحضور إلى الوظيفة في العشر الأواخر موجود منذ سنوات طويلة عندما كان شهر رمضان يصادف فصل الشتاء".
من جهتهم، اقترح نواب في البرلمان تشديد العقوبات على الموظفين المتغيبين في فترات ما قبل العطلات الرسمية وما بعدها خصوصاً في فترة العشر الأواخر، لكن لم تتخذ أيّ خطوة بعد.