موظفو أكبر مؤسسة صحافية يمنيّة يبدأون إضراباً مفتوحاً

23 يونيو 2015
من اعتصام سابق أمام المؤسسة (فيسبوك)
+ الخط -
بدأ أكثر من 400 صحافي وعامل في أكبر صحيفة حكومية يمنية أمس الإثنين بتنفيذ اعتصام مفتوح والتوقف عن العمل حتى صرف كافة مستحقاتهم. وقد وصل موظفو "مؤسسة الثورة للصحافة والنشر" إلى طريق مسدود مع قيادة المؤسسة التي يسيطر عليها الحوثيون منذ منتصف فبراير/ شباط الماضي حيث لا تزال القيادة الجديدة ترفض صرف المستحقات القانونية للموظفين منذ سيطرة الجماعة على العاصمة صنعاء منذ حوالي تسعة أشهر. 

وقد أصدر الموظفون بياناً حمَّلوا خلاله  قيادة المؤسسة كامل المسؤولية عن اضطرارهم لتنفيذ هذا الاعتصام، نتيجة إهمالها وتقصيرها في الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه المؤسسة وصحافييها.

ودعا صحافيو مؤسسة الثورة للصحافة وموظفوها، نقابة الصحافيين اليمنيين، والمنظمات المدنية وكافة زملائهم في المؤسسات الإعلامية المختلفة للتضامن معهم نظرا لما يواجهونه من إهمال متعمد من قبل قيادة المؤسسة، كما دعوا كافة زملائهم في المؤسسة إلى عدم الرضوخ للضغوط وما وصفوه بـ"الابتزاز" الذي يمارس ضدهم بهدف إرغامهم على العمل حتى يتسلموا كافة مستحقاتهم السابقة.
 
وقال مصدر في المؤسسة لـ"العربي الجديد"، إنّ فيصل مدهش الذي عيَّنه الحوثيون مؤخراً نائباً لرئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للشؤن المالية والإدارية ومندوب اللجنة العسكرية للحوثيين حضر إلى مقر المؤسسة ليل أمس برفقة عشرة مسلحين حوثيين بغرض إرهاب الصحافيين المعتصمين. 

اقرأ أيضاً: نائب موالٍ للحوثيين يعرض موقعه للبيع

وبحسب المصدر فإن مليشيات الحوثي قامت قبل أسبوعين بحبس أحد موظفي المطابع ويدعى طاهر النزيلي واتهموه بأنه "داعشي"، كعادتهم في اتهام خصومهم، بعد أن طالب بمستحقاته. كما هدد فيصل مدهش الصحافي قاسم الشاوش بأن "يخفيه من على وجه الأرض".
ويتوقع مراقبون أن يطول أمد الأزمة بين المؤسسة وموظفيها بسبب انسداد أفق الحوار بين المؤسسة وممثلي الموظفين وبسبب الأزمة الخانقة التي تعيشها وزارة المالية التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقد قاد الحوثيون انقلابًا على قيادة المؤسسة وعينوا موالين لهم في الإدارة بدلاً عن الإدارة الشرعية التي ينتمي معظمها إلى قيادة نقابة الصحافيين اليمنيين.

وتعيش الصحيفة وضعًا مزريًا بعد زيادة مديونيتها وانخفاض الإعلانات بعد مقاطعة واسعة من الشركات وكبار الكتاب الدائمين فيها عقب تغيير سياستها وأجندتها نحو التخوين وقوة الاستقطاب السياسي المنحاز.

وقد انخفضت أعداد النسخ المطبوعة بشكل كبير منذ أربعة أشهر ووصلت إلى 1000 نسخة فقط مع محتوى فقير وعدد أوراق هو الأقل في عمر الصحيفة الذي يبلغ 53 عاما.

وتدير المؤسسة ثلاث صحف يومية وأسبوعية بينما تطبع لعدد من الصحف المحلية، الأمر الذي يهدد صدور أعدادها.