موظفون يتطوعون لترميم دوائر الدولة جنوب العراق

25 ديسمبر 2018
لتعمير الدوائر الخدمية والنوادي الفنية (فيسبوك)
+ الخط -
لم تسفر دعوات المؤسسات والدوائر الحكومية في مدن جنوب العراق، إلى جانب مطالبات منظمات المجتمع المدني، الحكومة والوزارات في بغداد، بضرورة ترميم الدوائر الخدمية والتربوية خلال السنوات الماضية، عن أي نتائج إيجابية، الأمر الذي دفع موظفين من محافظات "ذي قار، والنجف والبصرة والمثنى"، مؤخراً إلى الاشتراك في أعمال تطوعية لتعمير الدوائر الخدمية والنوادي الفنية والمسارح، بالإضافة إلى حملات إغاثة مراكز رعاية الأيتام، وترتيب مدارس كثيرة آيلة إلى السقوط.

ولم تتمكن الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق عقب الاحتلال الأميركي عام 2003، من تأهيل البنى التحتية التي استهدفها الأميركيون أثناء اجتياحهم محافظات البلاد، بل كانت سنوات ما بعد الاحتلال هي الأقسى على العراقيين، بسبب الفساد الإداري والمالي الذي اشتركت فيه غالبية الأحزاب السياسية.

ويؤكد مراقبون للشأن المحلي أن "العراقيين باتوا على قناعة بأن الطبقة السياسية الحاكمة لن تهتم لأمر الدوائر الرسمية، وتحديداً الخدمية منها في المحافظات الجنوبية، وهو ما دفع الأهالي والموظفين إلى تأسيس منظمات غير مسجلة رسمياً، تربطها الصداقة والتأثر بالضرر، وتهتم برعاية وتنظيف وصيانة ما يمكن عبر جهود فردية أو جماعية دون دعم مادي، أو شكر حكومي على الأقل".

أشغال الترميم والصيانة (فيسبوك)

والأسبوع الماضي، بادر مجموعة من المعلمين في مدينة الناصرية، جنوب بغداد، بتنفيذ أعمال تطوعية فنية وخدمية بعنوان "حملة تضامن"، وهي السادسة من نوعها لرعاية وتأهيل دار صغيرة للأيتام في الشطرة.

وقال عضو نقابة المعلمين في المدينة، باسم الركابي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المبادرة انطلقت العام الماضي، بعد أن شعرنا بإهمال الحكومة لخطاباتنا ومطالباتنا بتحسين الواقع التربوي والأبنية المدرسية، فقمنا بترميم المدرسة وتوفير احتياجاتها"، مشيراً إلى أن "أحد المعلمين في المدرسة اقترح على الآخرين بأن تستمر المبادرة لتنتقل عبر نفس المجموعة إلى مؤسسات ودوائر أخرى، حيث تمكنا من تنظيف قاعة فنية كانت فارغة ومهجورة في إحدى البنايات التابعة لوزارة الثقافة وتجهيزها، ثم أطلقنا عبرها معرضاً للوحات الفنية، إضافة إلى صيانة الأنابيب من أجل إيصال الماء لمطعم مدرسة ثانية وحديقتها".

جهود فردية بعد إهمال الحكومة (فيسبوك)

وأضاف الركابي، أنّ "آخر حملة تطوعية هي تأهيل "دار صغيرة للأيتام" في منطقة الشطرة، وهذه الأعمال التطوعية لا تؤثر على سير العملية التعليمية في مدارسنا، فغالبيتها تتم بعد انتهاء الدوام الرسمي"، لافتاً إلى أن "المعلمين المتطوعين وبرغم أنهم يقدمون خدمة ومساعدة للحكومة ودوائرها، إلا أنهم يتعرضون لمضايقات أثناء عملية ترميم دوائر معينة، إذ تطلب هذه الدوائر كتباً رسمية ومخاطبات، ولا تهتم لخدماتنا، إلا أننا نستمر بأعمالنا".

من جانبه، أشار عضو المجلس المحلي في محافظة المثنى، عبد الله الكرعاوي، إلى أن "المثنى وبسبب وضعها الاقتصادي السيئ، فقد تم إصدار قرار وتعميمه على مخافر الشرطة والهيئات التابعة لمجلس المحافظة، بتقديم الدعم اللوجستي لأي فريق تطوعي ينوي بناء أو ترميم وحدة حكومية أو مؤسسة تربوية"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة المحلية في المثنى، تنظر للأعمال التطوعية على أنها أعمال كبرى وتحترمها، لأنها أفقر مدينة في العراق، ولا تلقى أي دعم مادي أو اهتمام حكومي من بغداد".

إلى ذلك، بيَّن الناشط والصحافي من البصرة مرار المشهداني، أن "غالبية الأعمال التطوعية التي تستهدف البصرة، هي لإزالة الأوساخ، ويشرف على أعمالها موظفون، يعملون على هذا الأمر، بعد نهاية دوامهم الرسمي، لأن البصرة هي من أكثر محافظات العراق تراجعاً بالنسبة لنظافة الشوارع والأماكن العامة، وفشلت كل الجهود الحكومية برفع النفايات، بسبب الفساد في منظومة البلديات بالمدينة"، مشيراً في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إلى أن "الأعمال التطوعية التي قادها الموظفون في المدينة، كان لها دور كبير في رفع كميات من النفايات في المدينة، ولكنها بحاجة إلى دعم وتدخل حكومي، لأن رفع النفايات من الشوارع ليس من اختصاص المعلمين".

 

 

 

 

دلالات