31 مارس 2015
موشحات سياسية في العشق
فرات الشامي (سورية)
حين فكّرت أن أكتب كان بين السطور ألف حاجز وتحذيرٍ، وألف ألف عائقٍ يمنع الحروف أن تنساب بسهولةٍ إلى صدرها المسكون بي. تلك الحالة العشقية التي ربطتني بها بما يسمى "الرباط المقدس"، لكني يومها لم أفكر أن أغفو بين ذراعيها ويدي على زناد البندقية.
حتماً لم يكن ذاك حلماً، فالبندقية وقلمي ودواتي ووريقاتي، كانت ترافق شفاهها،عينيها، حروفا متعبة... وبعض الحروف أخلقها لأجفف بها نزيف الدم، وما تبلل من خديها بسبب الدموع. بعض الحروف والخواطر أكثر خطورةً من حد المقصلة، فالهيام بأميرةٍ أو باثنتين يكاد يكون ضرباً من الجنون، في زمنٍ اتسم بتبلد الأحاسيس.
كنت مشطوراً إلى قسمين، الأول حائرٌ في سمرتها، هائمٌ في شلالات شعرها المنثور على كتفيها، والآخر من حروفي كان لم يزل حالماً أن يستريح بإغفاءةٍ فوق "نهدي" مدينةٍ كالطفل أو كالعاشق النهم.
كان التفكير بصياغة هذه الكلمات، بالنسبة لي، في هذه المرحلة من مراحل الثورة، ليس مجرد بوحٍ أو حتى "تدوين حالة" انتابت جميع العاشقين، بل هي حقيقةٌ حلمت بها كثيراً، وشاء القدر أن تتكرس واقعاً، يجمع بين "حبي امرأتين" في "الحكاية" نفسها، التي قد تنتهي مضرجةً بدمي على ثوبهما الأبيض.
في تلك اللحظة، وفقط في تلك اللحظة، أكون بين أحضان أنثى أغازلها، لأنتقل مرتاحاً إلى صدرٍ يضم ما بقي من "رفاتي" أرتاح بداخله.
بين مهنتي إعلامياً، وطموحاتي السياسية الجافة اليوم، ثمة فاصلٌ كأنه أجمل ما أعيش، فالحب بالنسبة لي ليس مهنةً أو ورقة، أعبُرُ من خلالها إلى شفاه الناس، أو أفكارهم، فللحب عندي أبعادٌ أكبر من أن أنثرها إلا كالياسمين في أحضان العاشقين. لا أكترث ولم أكترث، يوماً، أن أمارس طقوس الكلام على ورق الحقيقة لفضح المنافقين، لم ولن أكترث يوماً إن صرخ الجلاد في وجهي، فالأحلام بالنسبة لي باتت حقائق، ولا يهم كثرةُ الجلادين.
معادلةٌ شاعرية بصياغةٍ كأنما هي لحنٌ ينساب عبر التاريخ وبين السطور يؤرخ لميلاد مدينةٍ وحبيبة، ساهمتُ بريشتي برسم ملامح وجهيهما قطعاً، وليس ربما. سأكون واقفاً أراقب صدرها من بعيد، أراقب وجهها وشعرها المبلل بالعطاء من قمةٍ عالية شامخة، كما الحروف التي تصاغ بالدماء لأجلها.
مجرد ثرثرة. ربما... لكنني "أراهن" أنها نعي أنعى به نفسي مسبقاً، لكنه، في الوقت نفسه، نافذة أستبق بها انتصار الحب.
لا فرق بين الحب والمعركة. كلاهما ساحة اشتباك. لا فرق بين الحب والإعلام. كلاهما ساحةُ إعلان انتصار.لا فرق بين الحب والحقيقة. كلاهما "واقع"، والواقع يصنعه الرجال. لا فرق عندي بين الأنوثة والمدينة. كلاهما دمشق، كلاهما رزانةٌ تعبر بي نحو الخلود.
مجرد ثرثرة، من يقرأ كلامي وينتهي حين يريد أن يقف دون أن يلامس المزيج بين العشق الفراتي لعاصمة الياسمين والزنبق.خرافةٌ؟
لا يا سادتي/ ليس حبي لهما خرافة/ أنا الفارس الذي صنع الحقيقة/ من سطر الحكاية/ لا... لست أنا... أنا ما أنا...؟/ أنا ما أنا إن لم أكن دمشق/ أنا المهزوم إن لم انتصر لحبي لها/ أنا المستعبد إن لم أُقبّل بعد حينٍ ثغرها.
سقط القلم، ولم تكتمل القصيدة، فالشطر الآخر منها ينتظر أن يصحو بداخلي ليس الكاتب أو الفارس، بل أن يصحو "السياسي" الذي لا يعرف "الكذب" وسيلةً للوصول إلى قلب "حبيبته"، بل يمارس الفعل "الدبلوماسي" لأنه وصل إلى حد القناعة بأن وقت دوره قد حان.
عملي في "المجال الإعلامي" ونشاطي في الثورة السورية إضافةً إلى المحيط الذي هيأ لي هذه الأجواء، ترك لفؤادي العنان ولحلمي التحليق عالياً، ولعلي أكون أول إعلامي يبشر بالنصر، ليس بصوت رصاصة، بل بدوي كلمة وصرخة عشق يكلل بها تاريخ دمشق.
حتماً لم يكن ذاك حلماً، فالبندقية وقلمي ودواتي ووريقاتي، كانت ترافق شفاهها،عينيها، حروفا متعبة... وبعض الحروف أخلقها لأجفف بها نزيف الدم، وما تبلل من خديها بسبب الدموع. بعض الحروف والخواطر أكثر خطورةً من حد المقصلة، فالهيام بأميرةٍ أو باثنتين يكاد يكون ضرباً من الجنون، في زمنٍ اتسم بتبلد الأحاسيس.
كنت مشطوراً إلى قسمين، الأول حائرٌ في سمرتها، هائمٌ في شلالات شعرها المنثور على كتفيها، والآخر من حروفي كان لم يزل حالماً أن يستريح بإغفاءةٍ فوق "نهدي" مدينةٍ كالطفل أو كالعاشق النهم.
كان التفكير بصياغة هذه الكلمات، بالنسبة لي، في هذه المرحلة من مراحل الثورة، ليس مجرد بوحٍ أو حتى "تدوين حالة" انتابت جميع العاشقين، بل هي حقيقةٌ حلمت بها كثيراً، وشاء القدر أن تتكرس واقعاً، يجمع بين "حبي امرأتين" في "الحكاية" نفسها، التي قد تنتهي مضرجةً بدمي على ثوبهما الأبيض.
في تلك اللحظة، وفقط في تلك اللحظة، أكون بين أحضان أنثى أغازلها، لأنتقل مرتاحاً إلى صدرٍ يضم ما بقي من "رفاتي" أرتاح بداخله.
بين مهنتي إعلامياً، وطموحاتي السياسية الجافة اليوم، ثمة فاصلٌ كأنه أجمل ما أعيش، فالحب بالنسبة لي ليس مهنةً أو ورقة، أعبُرُ من خلالها إلى شفاه الناس، أو أفكارهم، فللحب عندي أبعادٌ أكبر من أن أنثرها إلا كالياسمين في أحضان العاشقين. لا أكترث ولم أكترث، يوماً، أن أمارس طقوس الكلام على ورق الحقيقة لفضح المنافقين، لم ولن أكترث يوماً إن صرخ الجلاد في وجهي، فالأحلام بالنسبة لي باتت حقائق، ولا يهم كثرةُ الجلادين.
معادلةٌ شاعرية بصياغةٍ كأنما هي لحنٌ ينساب عبر التاريخ وبين السطور يؤرخ لميلاد مدينةٍ وحبيبة، ساهمتُ بريشتي برسم ملامح وجهيهما قطعاً، وليس ربما. سأكون واقفاً أراقب صدرها من بعيد، أراقب وجهها وشعرها المبلل بالعطاء من قمةٍ عالية شامخة، كما الحروف التي تصاغ بالدماء لأجلها.
مجرد ثرثرة. ربما... لكنني "أراهن" أنها نعي أنعى به نفسي مسبقاً، لكنه، في الوقت نفسه، نافذة أستبق بها انتصار الحب.
لا فرق بين الحب والمعركة. كلاهما ساحة اشتباك. لا فرق بين الحب والإعلام. كلاهما ساحةُ إعلان انتصار.لا فرق بين الحب والحقيقة. كلاهما "واقع"، والواقع يصنعه الرجال. لا فرق عندي بين الأنوثة والمدينة. كلاهما دمشق، كلاهما رزانةٌ تعبر بي نحو الخلود.
مجرد ثرثرة، من يقرأ كلامي وينتهي حين يريد أن يقف دون أن يلامس المزيج بين العشق الفراتي لعاصمة الياسمين والزنبق.خرافةٌ؟
لا يا سادتي/ ليس حبي لهما خرافة/ أنا الفارس الذي صنع الحقيقة/ من سطر الحكاية/ لا... لست أنا... أنا ما أنا...؟/ أنا ما أنا إن لم أكن دمشق/ أنا المهزوم إن لم انتصر لحبي لها/ أنا المستعبد إن لم أُقبّل بعد حينٍ ثغرها.
سقط القلم، ولم تكتمل القصيدة، فالشطر الآخر منها ينتظر أن يصحو بداخلي ليس الكاتب أو الفارس، بل أن يصحو "السياسي" الذي لا يعرف "الكذب" وسيلةً للوصول إلى قلب "حبيبته"، بل يمارس الفعل "الدبلوماسي" لأنه وصل إلى حد القناعة بأن وقت دوره قد حان.
عملي في "المجال الإعلامي" ونشاطي في الثورة السورية إضافةً إلى المحيط الذي هيأ لي هذه الأجواء، ترك لفؤادي العنان ولحلمي التحليق عالياً، ولعلي أكون أول إعلامي يبشر بالنصر، ليس بصوت رصاصة، بل بدوي كلمة وصرخة عشق يكلل بها تاريخ دمشق.
مقالات أخرى
14 مارس 2015
03 مارس 2015
24 فبراير 2015