26 ابريل 2016
موسم الهجرة إلى السودان
لؤي عبد الرحمن (السودان)
مؤكد أنّ عشراتٍ، إن لم نقل مئات الآلاف من السودانيين العاملين في السعودية يحزمون حقائبهم وحقائب أسرهم استعداداً للعودة إلى بلدهم. ولا بدّ أنّ طلائعهم قد وصلت في الأيام الفائتة، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية الضاغطة في الخليج، وبسبب الإجراءات المالية التي فرضتها السلطات السعودية أخيرا على العاملين الأجانب لديها، وعلى أسرهم وذويهم.
لا ينكر أحد الفضل الكبير الذي قدّمته الجاليات السودانية في الخارج لوطنها، ومنذ عشرات السنوات، ولعل الجالية السودانية الكبيرة في السعودية صاحبة الفضل الأعلى في دعم الوطن، ومساندته بالتحويلات، وبتحمّل أعباء ملايين الأسر السودانية في الداخل سنوات طويلة، وفي أصعب الأوقات وأكثرها شدّة، والتي مرّ بها السودان منذ سبعينات القرن الماضي، فلا يخلو بيت أو منزل في السودان من مغتربٍ أو مغتربة في السعودية، قدم لأسرته وأهله ووطنه الكثير.
وقد حان الوقت لترد الحكومة شيئاً من هذا الجميل للأجيال التي هاجرت، منذ منتصف السبعينات والثمانينات. هذه الأجيال التي ضحت وصبرت وربّت وعلّمت، وتمدّدت أسرها في سنوات الاغتراب الطويلة بالأبناء والبنات، بحاجةٍ لوقفة حقيقية ومساعدة سريعة من الحكومة، في ظل ظرف العودة الطارئ الذي ألمّ بهم، وأجبرهم وأسرهم على العودة إلى السودان الآن.
ولا تحتاج الحكومة لتبحث وتنقب وتعقد المؤتمرات، لتبحث عن ماهية هذا الدعم الذي يحتاجونه، فالمؤكد أنّ الأولوية توفير السكن لكل الأسر العائدة، ولدى أسر كثيرة قطع أراضي، وبحاجة للتمويل للبناء أو إكمال البناء، وبما أنّ التمويل العقاري موقوفٌ ففي وسع الحكومة استثناء هذه الأسر العائدة من السعودية، وفتح باب التمويل العقاري لها حتى تتمكّن من الاستقرار أولا.
كما بإمكان الحكومة، عبر جهازها البيروقراطي العتيق (جهاز المغتربين) إعداد خطة طارئة، تتيح لهذه الأسر إمكانية إعفاءات أكبر، مثلا إدخال سيارات لموديلات أقدم قليلا تعينهم في مستقبل إيامهم في السودان، وتخفيض القيمة الجمركية العالية، والتي تفوق طاقتهم فترة مؤقته لهؤلاء العائدين، إن لم يكن إلغاءها تماما، وتوفير مقاعد دراسية في المراحل التعليمية المختلفة لأبناء هؤلاء العائدين وبناتهم. كما يمكن إعداد برنامج عاجل لاستيعاب أرباب هذه الأسر في وظائف تعاني نقصاً في السودان مثل التعليم والصحة وتستفيد من خبراتهم الطويلة والغنية .
عدم تقديم مساعدة حقيقية لهذه الأعداد الكبيرة من العائدين ستكون له عواقب اجتماعية واقتصادية مكلفة، يمكن تجنّبها من الآن في خطة عمل واضحة ومعلنة، وذلك بتقديم دعم حقيقي وملموس، وإلا فعلى نفسها ستجني براقش.
لا ينكر أحد الفضل الكبير الذي قدّمته الجاليات السودانية في الخارج لوطنها، ومنذ عشرات السنوات، ولعل الجالية السودانية الكبيرة في السعودية صاحبة الفضل الأعلى في دعم الوطن، ومساندته بالتحويلات، وبتحمّل أعباء ملايين الأسر السودانية في الداخل سنوات طويلة، وفي أصعب الأوقات وأكثرها شدّة، والتي مرّ بها السودان منذ سبعينات القرن الماضي، فلا يخلو بيت أو منزل في السودان من مغتربٍ أو مغتربة في السعودية، قدم لأسرته وأهله ووطنه الكثير.
وقد حان الوقت لترد الحكومة شيئاً من هذا الجميل للأجيال التي هاجرت، منذ منتصف السبعينات والثمانينات. هذه الأجيال التي ضحت وصبرت وربّت وعلّمت، وتمدّدت أسرها في سنوات الاغتراب الطويلة بالأبناء والبنات، بحاجةٍ لوقفة حقيقية ومساعدة سريعة من الحكومة، في ظل ظرف العودة الطارئ الذي ألمّ بهم، وأجبرهم وأسرهم على العودة إلى السودان الآن.
ولا تحتاج الحكومة لتبحث وتنقب وتعقد المؤتمرات، لتبحث عن ماهية هذا الدعم الذي يحتاجونه، فالمؤكد أنّ الأولوية توفير السكن لكل الأسر العائدة، ولدى أسر كثيرة قطع أراضي، وبحاجة للتمويل للبناء أو إكمال البناء، وبما أنّ التمويل العقاري موقوفٌ ففي وسع الحكومة استثناء هذه الأسر العائدة من السعودية، وفتح باب التمويل العقاري لها حتى تتمكّن من الاستقرار أولا.
كما بإمكان الحكومة، عبر جهازها البيروقراطي العتيق (جهاز المغتربين) إعداد خطة طارئة، تتيح لهذه الأسر إمكانية إعفاءات أكبر، مثلا إدخال سيارات لموديلات أقدم قليلا تعينهم في مستقبل إيامهم في السودان، وتخفيض القيمة الجمركية العالية، والتي تفوق طاقتهم فترة مؤقته لهؤلاء العائدين، إن لم يكن إلغاءها تماما، وتوفير مقاعد دراسية في المراحل التعليمية المختلفة لأبناء هؤلاء العائدين وبناتهم. كما يمكن إعداد برنامج عاجل لاستيعاب أرباب هذه الأسر في وظائف تعاني نقصاً في السودان مثل التعليم والصحة وتستفيد من خبراتهم الطويلة والغنية .
عدم تقديم مساعدة حقيقية لهذه الأعداد الكبيرة من العائدين ستكون له عواقب اجتماعية واقتصادية مكلفة، يمكن تجنّبها من الآن في خطة عمل واضحة ومعلنة، وذلك بتقديم دعم حقيقي وملموس، وإلا فعلى نفسها ستجني براقش.
مقالات أخرى
18 ابريل 2016
22 مارس 2016
29 فبراير 2016