موسكو ولندن تفتحان تحقيقين منفصلين في "قتل" المعارض الروسي غلوشكوف في بريطانيا

16 مارس 2018
مزيد من التوتر بالعلاقات البريطانية الروسية (دانييل ليل-أوليفاس/فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت موسكو ولندن، اليوم الجمعة، في بلاغين، فتحهما تحقيقين منفصلين في "قتل" المعارض الروسي نيكولاي غلوشكوف، الذي كان يقيم في بريطانيا والحليف السابق لرجل الأعمال الروسي الراحل بوريس بيريزوفسكي، الذي عثر عليه ميتاً في ظروف لم تتضح الإثنين في لندن.

وفيما أعلنت لجنة التحقيق، الهيئة الروسية المستقلة المكلفة القضايا الكبرى، بدء إجراءات "تتعلق بمقتل مواطن الاتحاد الروسي نيكولاي غلوشكوف"، مؤكّدة "استعدادها للعمل مع الهيئات المختصة في بريطانيا"، قالت شرطة لندن "اسكتلنديارد" إنه "فتح تحقيق في قضية قتل إثر نتائج عملية التشريح"، موضحة أن شرطة مكافحة الإرهاب مكلفة بالقضية. 

وأضافت الشرطة البريطانية أنها لا تقيم في الوقت الحاضر "رابطاً" بين هذه القضية وعملية تسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال، وفق ما نقلت "فرانس برس".

وأعلن في لندن، الثلاثاء، عن وفاة المعارض الروسي، وهو أحد زملاء بيرغوفسكي، الذي كان بدوره من المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأعلنت محطة "بزنس إف إم" الإذاعية الروسية عن وفاة غلوشكوف (69 عاماً) في شقته في لندن، نقلاً عن محاميه. 

ولم يذكر المحامي سبب وفاة غلوشكوف، الذي عمل سابقاً نائباً لمدير شركة الطيران الروسية "أيروفلوت"، وسبق أن وجهت إليه السلطات الروسية تهماً بالفساد والاحتيال مرتين.

وأتى خبر وفاة غلوشكوف بعد أسبوع من محاولة اغتيال العميل المزدوج سيرغي سكريبال بمادة سامة للأعصاب، تسببت بإصابة 18 شخصاً آخرين، منهم ابنته يوليا. وتسببت هذه الحادثة بأزمة دبلوماسية مستمرة بين بريطانيا وروسيا.

وكان غلوشكوف قد طلب اللجوء إلى بريطانيا عام 2004، بعد أن أفرجت عنه السلطات الروسية بعد خمس السنوات من الاعتقال بتهمة الفساد.

كذلك حكم على غلوشكوف في شهر مارس/ آذار الماضي بالسجن لمدة ثماني سنوات غيابياً ودفع غرامة قدرها مليون روبل روسي، بعد إدانته بالاحتيال على شركة "أيروفلوت" بما قدره 122 مليون دولار خلال عمله فيها مديراً مالياً في تسعينيات القرن الماضي. 

وعلى الرغم من نفي غلوشكوف هذه الادعاءات، كانت الشركة قد قررت ملاحقته قضائياً في المحكمة العليا بلندن. 

ويعد بوريس بيرغوفسكي من أكثر رجال الأعمال الروس نفوذاً في التسعينيات من القرن الماضي، ولعب دوراً أساسياً في وصول بوتين إلى السلطة عام 1999، إلا أن اختلاف الرجلين دفع بيرغوفسكي إلى الفرار من موسكو إلى لندن عام 2000، حيث أصبح من أشد منتقدي الرئيس الروسي.

وعثرت الشرطة على بيرغوفسكي مشنوقاً في شقته في بيركشير في بريطانيا عام 2013، في ما بدا أنه انتحار، ولم تجد الشرطة أي آثار شجار أو عنف. ولكن غلوشكوف حينها شكك في مصداقية رواية انتحار صديقه.




وقال غلوشكوف حينها في مقابلة مع صحيفة "ذا غارديان": "أنا متأكد من أن بوريس مات مقتولاً. لدي معلومات مختلفة عما يتم تداوله في وسائل الإعلام". 

وتأتي وفاة المعارض لبوتين في خضم أزمة لا تزال مشتعلة بين بريطانيا وروسيا، بعد محاولة اغتيال سكريبال، وهو العميل المزدوج السابق الذي عمل لمصلحة المخابرات البريطانية قبل أن يتقاعد في مدينة سالزبيري، حيث جرت محاولة اغتياله. 

وفيما لا تزال الشرطة البريطانية تتابع التحقيقات في القضية، تم الكشف عن المادة السامة المستخدمة التي يتم تصنيعها في روسيا. 

كذلك لا توجد أدلة على علاقة تربط بين محاولة اغتيال سكريبال ووفاة غلوشكوف، ولكن الشكوك مفهومة عند النظر إلى مصير معارضي الرئيس الروسي المقيمين في بريطانيا. فعدا عن غلوشكوف وبيرغوفسكي وسكريبال، توفي المعارض الروسي ألكساندر ليتفينينكو عام 2006 بالسم من قبل عناصر جهار المخابرات الروسية الذين أرسلتهم موسكو إلى لندن. وتدهورت علاقات البلدين حينها إلى أسوأ مراحلها منذ الحرب الباردة. 

كما جرت محاولة اغتيال مصرفي روسي فار من موسكو بعد سلسلة من الفضائح المالية عام 2013، إذ أطلق عليه النار في لندن، ولكنه نجا، وألقي القبض على الجاني في موسكو. 

وتوفي معارض روسي آخر لاجئ في بريطانيا في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام ذاته يدعى ألكساندر بيربيليشني، وقد اشتهر لتسريبه وثائق تدين مسؤولين روساً للسلطات السويسرية. ولم تتمكن الشرطة من تحديد سب وفاته المفاجئة.