موسكو تهدئ اللعب في أوكرانيا وتصعد في مولدوفا

13 مايو 2014
روسيا: تنفيذ الاستفتاء بالحوار مع كييف (ساشا موردفيتس/ Getty)
+ الخط -

تركت روسيا الباب موارباً بعد نتائج الاستفتاء الذي جرى في كل من لوغنسك ودونيتسك، إذ لم تعترف صراحة بنتائج الاستفتاء، لتُبقي تطورات الأحداث مرهونة بإجراءات لاحقة تتحدد وفقاً لمصالحها الاستراتيجية، واكتفت بالتعبير عن "احترامها لإرادة السكان".

وفي لفتة تدخل في إطار الليونة، لمحت موسكو إلى ضرورة تنفيذ نتائج الاستفتاء عبر الحوار مع كييف، وجاء في إعلان لمكتب الرئاسة الصحفي بالكرملين يوم الاثنين إن "موسكو تنظر باحترام إلى تعبير سكان منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن إرادتهم، منطلقين من أن يتم التنفيذ العملي لنتائج الاستفتاءين بطريقة حضارية، دون أي تكرار لحوادث العنف، عبر الحوار بين ممثلي كييف ودونيتسك ولوغانسك".

وبينما جاءت مواقف موسكو من نتائج الاستفتاء لتضفي نوعاً من التهدئة على لهيب الأزمة الأوكرانية المتصاعد، لاحت في الأفق بوادر تصعيد لأزمة أخرى على الحدود الروسية وتحديداً في مولدوفا، فقد تركت زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري روغوزين، إلى هناك مخاوف في العاصمة كيشنيوف.

وحط روغوزين، بطائراته في مطار كيشنيوف الدولي في طريقه إلى بريدنيستروفيه لمشاركة السكان احتفالاتهم بعيد النصر.

وكانت بريدنيستروفيه، قد انفصلت عملياً عن مولدوفا سنة 1992، وأعلنت نفسها جمهورية مستقلة من جانب واحد، بتشجيع من موسكو، عبر منح معظم سكانها جوازات سفر روسية، ودعم متعدد الأوجه، أكثره اقتصادي.

وأكد روغوزين، في تصريح لصحيفة "فزغلاد" في 11 مايو/أيار أن "تواقيع سكان بريدنيستروفيه المطالبة باعتراف روسيا بجمهوريتهم وصلت إلى موسكو".

كما كتب روغوزين، على صفحته الخاصة في الفيسبوك أن "الوفد الروسي عاد إلى موسكو برسالة سكان بريدنيستروفيه إلى القيادة الروسية، وعلى الرغم من أنها تحمل، طابعا رمزياً، أكثر مما هو قانوني، فإنها مهمة بالنسبة لنا".

وكانت أوكرانيا ورومانيا أغلقتا مجالهما الجوي أمام طائرة الوفد الحكومي الروسي، فاضطرت الطائرة للهبوط في العاصمة المولدافية، وعاد الوفد إلى موسكو على متن رحلات جوية عادية.

وجاءت ردود الفعل المولدوفية على تصريحات روغوزين غاضبة، إذ قال زعيم الحزب الليبرالي المولدوفي، فلاد فيلات، إن "تصريحات روغوزين تفتقر إلى الاحترام، وغير مسؤولة في بعض الحالات، ولا يجدر التركيز علىيها"، مضيفاً "انهم لا يريدون الخير لبلدنا".

من جهتها قالت النائب في البرلمان المولدوفي، آنّا غوشو، "أظن هذه الزيارة غير مرحب بها، ولكن علينا التحلي بالصبر والهدوء، وحل مسائلنا اليومية".
وتعاني مولدوفا انقساماً واستقطاباً حاداً، تعيش خلاله بريدنيستروفيه في علاقات وثيقة مع موسكو، وشبه قطيعة مع العاصمة كيشنيوف.

وجرت في بريدنيستروفيه، هذا العام احتفالات شعبية واسعة بمناسبة عيد النصر لتأكيد الانتماء لروسيا، وريثة الاتحاد السوفياتي، وانتصاره على ألمانيا النازية، في حين جاءت احتفالات في كيشنيوف قليلة الأهمية والحجم.

وكتبت إحدى القاطنات وتدعى مارينا في العاصمة كشنيوف، لـ "العربي الجديد" "بنايتنا مقسومة إلى نصفين: روسي وروماني، هناك أخوان شقيقان، أحدهما مواليد 1976، درس في مدرسة روسية، والأصغر1982 في مدرسة مولدوفية، وعائلتا الأخوين تتحدثان بلغتين مختلفتين، الأصغر يحتفل مع أوروبا والأصغر مع روسيا بعيد النصر".

وأضافت "ما يلفت النظر في اليومين الأخيرين أن الناس في كيشنيوف باتوا يتحدثون بالروسية بصوت مرتفع، دون أن يتلفتوا خوفا"، وتساءلت "هل يأتي ذلك لأن الطرف الآخر بات يخشى تصعيداً مدعوماً روسياً ويقلقه تحوّل الأمور على الطريقة الأوكرانية ؟

وتبدو بريدنيستروفيه، جمهورية عالقة في الهواء، لا مصلحة لكيشنيوف في قطع الحبل، وتركها تسقط على أرض الواقع، فهل لموسكو مصلحة في ذلك اليوم؟ لعل التطورات في أوكرانيا وفي المواقف الأوروبية حيال موسكو تجيب عن السؤال.

المساهمون