موسكو تعرض إنقاذ العراق من "داعش" بأقلّ من عام

08 أكتوبر 2014
عرضت موسكو إنقاذ العراق من "داعش" (فلاديمير روديونوف/فرانس برس)
+ الخط -
يتصاعد اعتراض الأطراف العراقية الحليفة لإيران في ما يتعلق بحملة التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، وهو ما يزيد من الضغط على رئيس الحكومة، حيدر العبادي، الذي وصلت به الحال إلى التهديد بالاستقالة. الاعتراض الشديد لأطراف التحالف الوطني على الاستراتيجية الأميركية إزاء "داعش" يتفق بشكل ما مع النظرة الإيرانية طبعاً، والروسية حتى، إذ علمت "العربي الجديد" أن موسكو وجهت رسالة إلى واشنطن في هذا الخصوص، وعرضت على بغداد إنقاذ بلاد الرافدين من خطر التنظيم في "أقل من عام".

وكشف وزير بارز في الحكومة العراقية لـ"العربي الجديد" أن" روسيا دخلت على خط إيران في تحذير العبادي من التحالف الدولي واعتبرته "خديعة جديدة في المنطقة". وقال الوزير إن "الرسالة صريحة وصلت الأسبوع الماضي إلى رئيس الوزراء، تبلغه أن تصريحات القادة الأميركيين حول داعش وتضخيم حجمه وخطورته غير واقعية، والمدة التي حددتها طويلة وطبيعة الغارات الجوية التي تنفذها تشير إلى سعي إطالة وقت مهمة التحالف في العراق مدة أطول من اللازم". وحذرت الرسالة من "موافقة العبادي على إقامة أية قواعد عسكرية أميركية في البصرة أو الانبار جنوب وغرب البلاد، لأن العراق سيكون مسلوب السيادة والإرادة السياسية". كما أعربت الرسالة عن استعداد موسكو "لمساعدة العراق في التخلص من التهديدات الإرهابية في أقل من عام وإعادة الهدوء الى جميع أجزاء البلاد".

على صعيد آخر، حذّرت قيادات سياسية في "التحالف الوطني" الحليف لإيران، مما وصفته بـ"عودة الهيمنة الأميركية على العراق سياسيّاً وعسكريّاً بحجة تخليص العراقيين من تنظيم داعش، مستغلة ضعف شخصية رئيس الوزراء الجديد العبادي". وقال القيادي في "التحالف"، حسين البصري لـ"العربي الجديد"، إن "الولايات المتحدة ودول غربية أخرى وجدت في تنظيم داعش حجة للعودة إلى العراق واحتلاله بشكل ثاني وابتزازه سياسيّاً". وأوضح البصري أن "الحديث عن تطلب معركة الخلاص من تنظيم داعش عامين أو ثلاثة، أمر غير واقعي ولا يمكن التسليم به مطلقاً، وواشنطن في كل يوم تعيد ترتيب أوراقها في بغداد وتفرض إجراءات وسياسات محددة على العبادي وتستخدم داعش كبعبع عند كل اعتراض منه، وتذكره بإمكانية اقتحامها بغداد وتقويضها الحكم الشيعي للبلاد"، على حد تعبيره. وعن هذا الموضوع، شدد البصري على أن "الغرب وأميركا، لو كانوا جادين فعلاً، لتمكنوا من سحق داعش في أسابيع".

كلام مشابه يتبنّاه النائب محمد الساعدي، ومفاده أن "التحالف الدولي سيس قضية داعش على نحو واضح وسقف تدخله يزداد يوميّاً في العراق". ويقول الساعدي لـ"العربي الجديد": "نجد أنفسنا مرغمين على القبول بأي إملاءات أميركية بسبب داعش وخطرها، وحاليّاً وضعنا لا يسمح الاعتماد على أنفسنا أو رفض الخطوات العسكرية الغربية أو التغلغل السياسي الأميركي وفرض إرادتها في العراق في جوانب مختلفة، وهناك انزعاج إيراني كبير انضمت إليه في الأيام الأخيرة روسيا".

وإزاء هذا الانزعاج، يجد العبادي نفسه وحيداً في مهمة الاستمرار في التعاون مع الولايات المتحدة والغرب. ويشير مصدر نافذ في "التحالف الوطني" لـ"العربي الجديد" إلى أن العبادي "هدد بالاستقالة من منصبه في حال استمرار تلك الضغوط عليه وطالب بمنحه فرصة في إنقاذ البلاد". ويتابع المصدر أن "التيار المتشدد في التحالف الوطني يعتبر داعش كأحداث 11 سبتمبر وأسلحة الدمار الشامل العراقية إذ كانتا ذريعة أميركية لاجتياح المنطقة العربية، ويرون أن التحالف يتوسع في العراق والعبادي يسهل لهم ذلك، وهو يهدد مصالح الشيعة الإقليمية وإيران في المنطقة لحساب دول الخليج".

ويتابع المصدر نفسه إن "المصالح الغربية التي ستتحقق في العراق هي إبعاده عن محور إيران ــ روسيا، وفرض نظام سياسي مدني لا ديني وإعادة علاقته مع العرب ودول الخليج والقضاء على المليشيات فضلاً عن مصالح أخرى مثل إطاحة هيمنة شركات النفط الروسية والصينية على حقول النفط العراقية التي أزاحت نظيرتها الأميركية والبريطانية في حكومة نوري المالكي السابقة".

المساهمون