موجة حر غير مسبوقة تجتاح الشرق الأوسط، قد لا يخفف من قيظها إلا نسائم تبريد سياسي تهب على المنطقة من العاصمة القطرية. فاليوم الشرق الأوسطي الساخن والمُغبر، شهد لقاءً جمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الدوحة إلى نظرائه الخليجيين، طمأنهم خلاله حيال الاتفاق النووي، وأكد التزام واشنطن تجاه مصالح حلفائها.
وتأتي أهمية الاجتماع في كونه يُعقد في ظل أجواء إقليمية ودولية استثنائية، وتحديات غير مسبوقة يواجهها الشرق الأوسط، تستدعي بذل المزيد من الجهود لمواجهة كافة التحديات التي تعترض السلم والأمن العالميين، على حد تعبير وزير الخارجية القطري، خالد العطية. وفي الدوحة أيضاً اجتمع كيري مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير لبحث الأوضاع في سورية واليمن.
وفيما يبدو وكأنه تجاوب متزامن مع أجواء الدوحة، حملت الرياح الآتية من طهران رسالة من وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، رسالة وصفتها وكالات الأنباء الإيرانية بغير المسبوقة، إلى الدول العربية دعا خلالها إلى تشكيل مجمع حوار إقليمي لحل أزمات المنطقة سلمياً، بناء على مبادئ احترام سيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وأكد ظريف في رسالته على أن اليمن يمكن أن يكون نموذجاً جيداً للبدء بالحوار بين إيران ودول المنطقة. كما أكد ظريف على أن مواجهة الإرهاب والتعاون النووي كذلك، يمكن أن يكونا نموذجين هامين للحوار المقترح.
وقبل ذلك، استبق الرئيس الإيراني حسن روحاني، اجتماعات الدوحة بالقول إن الاتفاق النووي مع القوى الكبرى سيخلق مناخاً جديداً لتسوية الأزمات الاقليمية مثل اليمن وسورية، مؤكدا أن الحل في البلدين سيكون سياسياً في النهاية.
الشرق الأوسط الذي اكتوى بنيران الحروب والإرهاب والاقتتال، وزاد الطقس أهله حرارة على حرارة، قد لا يعير اهتماما للنشرات الجوية الساخنة، بقدر متابعتهم لما ستحمله النشرات الإخبارية المسائية، يأملون بأخبار عن نجاح اللقاءات الدبلوماسية التي شهدتها الدوحة، وشارك فيها أقطاب التأثير السياسي على الساحتين الدولية والإقليمية، في تبريد الرؤوس الساخنة، وإطفاء الجبهات المُشتعلة، ونقل المنطقة الى مناخ أكثر اعتدالاً، لا تُكدر مساءات أهله نشرات الأخبار الطافحة بالدم والكراهية.