موجات نزوح من مدن غرب الأنبار هرباً من "داعش"

08 اغسطس 2017
مخيمات عراقية مكتظة بالنازحين من الأنبار (نيو فولك نيلسون/Getty)
+ الخط -




كشفت مصادر محلية في مجلس محافظة الأنبار (الحكومة المحلية) اليوم الثلاثاء، عن نزوح أعداد كبيرة من أهالي مدن غرب الأنبار التي ما زال يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي، تزامناً مع الحديث عن قرب عملية عسكرية للقوات العراقية لاستعادة السيطرة على تلك المدن.

وأكدت المصادر أن "240 أسرة نزحت مع ساعات الصباح الأولى نحو مناطق شرق الأنبار، وأنها وصلت إلى المدينة السياحية في الحبانية بعد ساعات طويلة من التنقل، وكانت الأسر في حالة سيئة".

وتعد هذه الموجة امتدادا لموجات النزوح المتواصلة من تلك المدن، والتي بدأت بعد انتهاء معركة الموصل، خشية تحول القوات العراقية نحو هذه المناطق لاستعادتها منعاً لتكرار مجازر بشرية كما حدث في الموصل، بحسب ناشطين محليين.

وقال رئيس منظمة الرافدين لحقوق الإنسان، سامي العاني، "اليوم الثلاثاء شهد موجة نزوح كبيرة من مدن (عنه) و(راوه) و(القائم) غرب الأنبار، وهي مكملة لموجات نزوح عرفتها المنطقة خلال الأيام الماضية".

وأوضح العاني لـ"العربي الجديد": "توجهنا مع كوادرنا من الناشطين والمتطوعين والإعلاميين إلى مخيمات الخالدية والحبانية لاستقبال النازحين والوقوف على احتياجاتهم الإنسانية، ووجدناهم بحاجة ماسة لكل شيء، بدءاً من الغذاء ومياه الشرب، إلى المخيمات والرعاية الطبية".

وتابع: "تم افتتاح مخيم التحرير لنازحي المدن الغربية في مدينة الحبانية السياحية جنوب الفلوجة، لاستقبال الأسر النازحة، في حين ما زالت موجات النزوح مستمرة".

وتفر الأسر من تلك المدن خشية تكرار ما جرى في مدينة الموصل خلال العمليات العسكرية لتحريرها، والتي وصفها ناشطون محليون بأنها "مجازر بشرية راح ضحيتها آلاف من المدنيين في الجانب الأيمن من الموصل، بسبب القصف المكثف واستخدام القوات العراقية لسياسة الأرض المحروقة".

وذكرت مصادر أمنية أن هرب تلك الأسر من المناطق الغربية صعب وخطر، وتضطر الأسر إلى دفع مبالغ مالية لمهربين متخصصين لإخراجهم إلى مناطق آمنة، وبينت المصادر أن "أغلب الأسر النازحة توجهت نحو مدينة الرطبة، إذ تقوم القوات العراقية بتدقيق أسماء النازحين قبل نقلهم إلى مخيمات شرق الرمادي في الخالدية والحبانية".

وكان قائمقام الرمادي، مركز محافظة الأنبار، أعلن قبل أسبوعين وصول 350 أسرة من مناطق غرب الأنبار إلى المدينة ضمن موجة نزوح كبيرة تشهدها تلك المناطق.

ويقول النازحون الواصلون إلى مخيمات الخالدية والحبانية شرقي الرمادي، إنهم فروا من مناطقهم التي ما زال تنظيم "داعش" يسيطر عليها خشية تكرار ما جرى لأهالي الموصل الذين منعهم التنظيم من مغادرة المدينة لينتهي بهم الأمر إلى الموت تحت أنقاض منازلهم.

وما زالت القوات العراقية منشغلة بمعركة تلعفر غربي الموصل لاستعادة السيطرة عليها من تنظيم داعش"، بعد استعادة السيطرة على كامل مدينة الموصل قبل أسابيع قليلة، ويتوقع مراقبون أن تجري عمليات عسكرية في مناطق غرب الأنبار بعد انتهاء معركة تلعفر.

وسيطر تنظيم "داعش" على مناطق غرب الأنبار التي تتميز بطبيعتها الصحراوية الشاسعة، مطلع عام 2014، ومنع أهلها من المغادرة مع اشتداد سيطرته عليها بعد منتصف 2015، كما فرض عقوبات قاسية على من يخالف تعليماته، بحسب الأهالي.

وتعرضت المناطق الغربية إلى قصف عنيف بالطائرات خلال الفترات الماضية، راح ضحيته عشرات المدنيين وسط تعتيم إعلامي حكومي، ويعيش الأهالي في ظروف إنسانية مريرة وسط شح الغذاء والدواء، وانقطاع أغلب وسائل الاتصال، فضلاً عن خطورة رحلة النزوح التي تتضمن المسير في صحراء قاحلة لمئات الكيلومترات.