مواهب على طريق النجومية في ملاعب الكرة الأوروبية

15 فبراير 2015
+ الخط -

كرة القدم هي لعبة الغد، والشبان الصغار هم أيقونة تطور الفرق الكبيرة، لذلك يهتم المختصون كثيراً بالأسماء الصاعدة، وتوجد مراكز إعلامية جديدة كل مهمتها مراقبة الناشئين وقياس مدى تطورهم ونضجهم داخل وخارج الملعب.

ويدفعنا ذلك إلى وضع قائمة دورية كل فترة تخص أبرز المواهب الرائعة في مختلف الدوريات الأوروبية، والبداية هذه المرة مع ثلاثة أسماء تتألق بشدة في مراكز الهجوم والوسط والدفاع هذا الموسم، جناح وصانع لعب وظهير في لعبة تسعى إلى الإمتاع.

ديباي
يعتبر ممفيس ديباي إحدى أهم المواهب الكروية في هولندا خلال الآونة الأخيرة، إنه اللاعب الصغير الذي يُقارن الآن بالنجوم الكبار أمثال آرين روبين وكريستيانو رونالدو، وذلك بسبب مستواه المذهل مع فريقه أيندهوفن، ومشاركته الدولية السريعة رفقة الطواحين البرتقالية، ليصبح الرقم 7 أيقونة كروية رفيعة المقام في الدوري الهولندي هذا الموسم، خصوصاً مع تصدر فريقه جدول الترتيب بفارق كبير عن أقرب منافسيه.

سجل ديباي هذا الموسم في الدوري 15 هدفاً وصنع ثلاثة أهداف، مع كم هائل من الفرص والتمريرات الخطيرة، ليقدم نفسه كمنقذ حقيقي لفريق بي از في، ويلعب ممفيس في مركز الجناح خلال طريقة لعب المدرب فيليب كوكو الخاصة بـ 4-3-3، ويحصل على رقعة كبيرة على الرواق الأيسر، مع دعم كلي من لاعب الوسط آدم ماهر والظهير ويليمز.

ديباي جناح حقيقي، سريع ومهاري وقادر على الاحتفاظ بالكرة، يجيد بشدة المراوغات وهزيمة أعتى المدافعين، ولا يكتف باللعب على الخط الجانبي فقط، بل يدخل كثيراً إلى العمق داخل منطقة الجزاء، لذلك يعتبر بمثابة اللاعب المرّكب الذي يجمع بين وظيفة الجناح والمهاجم في نفس المباراة.

يمثل جوس هيدنيك القدوة بالنسبة لفيليب كوكو، وكما طوّر المدرب الخبير مستوى وقدرات روبين خلال بداياته الكروية، فإن فيليب يفعل نفس الشيء مع ديباي، ويحاول الاستفادة القصوى من كل إيجابياته وتطويرها لخدمة الفريق. وبسبب مهارته وسرعته غير الطبيعية، فإن الشاب أيضاً يسير على خطى النجم كريستيانو رونالدو أثناء أيامه الأولى في لشبونة.

مميزات الجناح كثيرة للغاية، يعرف كيف وأين يمرر، يجيد التسديد من بعيد، والقطع من الطرف إلى مركز المرمى، مع ولع بتسجيل الأهداف وصناعتها، لكنه يعاني من عيب واحد فقط، يكمن في أنانيته المبالغ فيها وكثرة احتفاظه بالكرة، وهذا الأمر من الممكن أن يضره في المباريات الحاسمة، لكنه في المجمل لاعب من طينة الكبار، ويسير في اتجاه النجومية الكروية.

كالهانجولو
"هاكان كالهانجولو من أفضل مسددي الضربات الحرة في أوروبا، رغم سنه الصغير إلا أنه يسدد بثقة كبيرة مع مهارة يُحسد عليها، وذلك بسبب رؤيته المميزة وقدراته التقنية الخاصة. هو لاعب لا يمتاز بالسرعة الفائقة لكنه يتحرك باستمرار وبذكاء، لذلك يعتبر مثالاً حقيقياً للاعب الوسط المهاجم في الكرة الحديثة"، يتحدث الصحافي الألماني مايكل مونجر عن الموهبة الشابة كالهانجولو ويصفه بأهم الأسماء الشابة في الدوري الألماني.

هاكان لاعب هجومي مع خصائص دفاعية، هو لاعب الوسط المتقدم الذي يتمركز خلف المهاجم الصريح، لكنه في نفس الوقت يعود كثيراً إلى منطقة الارتكاز من أجل مساندة لاعبي المحور، وبالتالي يناسب النجم الشاب أفكار المدرب روجر شميدت، مدربه في باير ليفركوزن، بسبب عشق المدير الفني لاستراتيجية الهجوم الخاطف السريع، واللعب كوحدة واحدة في حالات الدفاع والهجوم.

من الصعب جداً تحديد طريقة لعب ليفركوزن، مسميات الخطط تشبه أرقام التليفون، مجرد كلمات على الورق، لكن في الملعب السر في التحرك والتمركز، وشميدت يلعب دائماً بأكثر من طريقة، تبدأ بـ 4-2-3-1 وتتحول إلى 4-3-3، وتكون 4-4-2 في بعض الأحيان، وكالهانجولو مفتاح أساسي في هذه التحولات، نتيجة قدرته على اللعب في مختلف مراكز الملعب، خصوصاً أثناء التحولات ولعبتها.

سجل هاكان هذا الموسم خمسة أهداف في البوندسليجا وصنع هدفين، لكنه يقدم مردوداً دفاعياً كبيراً للغاية، على مستوى التدخلات المشروعة وقطع الكرات من المنتصف، لأن هذه الأمور تعتبر بمثابة الماء والهواء لفكرة المرتدات عن طريق الضغط أو الـ "كونتر برسينج"، وليفركوزن من أقوى الفرق في هذا المجال، إذ اللعب بضغط مستمر والوصول إلى مرمى المنافس بأقل عدد ممكن من التمريرات.

جايا
استخدم نونو اسبريتو سانتو مدرب فالنسيا، عدة تكتيكات مركبة هذا الموسم بالدوري الإسباني ولعب بمزيج بين 3-3-3-1، 3-4-1-2، 3-1-4-2 أمام ريال مدريد معتمداً على ثلاثي دفاعي صريح، وعمل زيادة عددية في المنتصف من أجل الضغط على وسط "الميرينجي" والحصول على التمريرة الثانية، بينما يستخدم خطط 4-3-3 و 4-1-4-1 في المباريات التي تطلب حيازة وسيطرة على الكرة، وخوسي لويس جايا يعتبر عنصراً أساسياً وهاماً في كل توليفات المدرب البرتغالي.

"جايا أبهر الجميع نتيجة نضجه وثقته بنفسه، إنه يتطور كالصاروخ وسيكون أفضل ظهير أيسر بالعالم خلال السنوات القليلة المقبلة". يؤكد الكاتب الإسباني دافيد كارتيدجي من خلال تصريحاته أن جايا يستحق كل كلمات المديح والثناء، بعد تألقه اللافت رفقة الخفافيش هذا العام. فالنسيا الفريق الذي اشتهر بتصعيد أفضل الأظهرة على الجبهة اليسرى، جوردي ألبا مع برشلونة، برنات في ميونخ، وأخيراً جايا داخل قلعة الميستايا.

يمتاز صاعد فالنسيا بالسرعة والمهارة، ويستمتع بالمراوغات على الخط الجاني، ويجيد اللعب في مركزي الظهير والجناح على اليسار، لذلك نجح بشدة أثناء تحول الخطة إلى 3-5-2 بسبب وجود مدافع ثالث يغطي خلفه، ويعطيه حرية وأريحية كاملة في الصعود إلى الأمام، ليقدم مستوى مبهراً ويحصل على الأفضلية في أكثر من تقييم خاص بلاعبي فريقه خلال بطولة الليجا.

رقمياً، سجل جايا هدفاً وصنع أربعة أهداف في المسابقة المحلية، مع صناعة عشر فرص خطيرة أمام المرمى، وتدل إحصاءاته على نجاعة هجومية كبيرة مع مراعاة كاملة لأدواره الدفاعية، سواء في منتصف الملعب أو خلال الثلث الدفاعي الأول، في نسخة رائعة تمثل مركز الظهير الحديث في عالم المستديرة. 

المساهمون