مواهب.. تصفق بيد واحدة!

22 أكتوبر 2015
سامر السعيد: وجدت المنتج الذي آمن بموهبتي (العربي الجديد)
+ الخط -
تفتح الأغنية التي أطلقها نجم برنامج "ذا فويس" في موسمه الثاني العراقي سامر السعيد الباب واسعاً أمام السؤال الكبير: متى ستنتبه برامج اكتشاف المواهب للأصوات التي قدمتها للساحة الفنية عبر شاشتها؟ وما مصير المئات من الأصوات التي ذاقت طعم الشهرة والانتشار عربياً لفترة محدودة، ثم عادت وتوارت خلف الأنظار؟ إما بفعل عدم قدرتها على الصمود أمام مغريات الشهرة والأضواء، وإما بفعل تكاثر برامج "المواهب" كـ"الفطر" بين الشاشات العربية، أو قدوم موسم جديد من ذات البرنامج الذي خرج قبل عام واحد فقط، أسماء طوى معظمها النسيان.

ولا أحد لغاية اليوم يستفيد من تعدد برامج اكتشاف المواهب، سوى القنوات المنتجة لها، والفنانون أعضاء لجان التحكيم، فالقنوات التي تنجح دائماً باستغفال أذن المشاهد بهذه البرامج، وتجذب عينه عبر "دعايات" و"سبونسرات" الشركات الكبرى، دائماً ما تخرج رابحه، ومعها الفنانين النجوم الذين يشكلون عوامل جذب مهمة في ركن أي برنامج، وكلما كان الفنان نجماً كبيراً زادت نسبته من الأجر، حتى إن بعض الفنانين الذي يعانون من كساد سوق الغناء استسهلوا "مهنتهم الجديدة" وصاروا "ينطون" من برنامج لآخر ومن موسم للذي يليه.

وبعيداً عن برنامج "سوبر ستار"، الذي قدم بداية الألفية الجديدة أصواتاً، بعضها صاروا نجوماً الآن، قد يكون الفنان الفلسطيني محمد عسّاف هو الوحيد الذي خدمته برامج اكتشاف المواهب، في إيصال صوته وفنه وقضيته وتجربته الإنسانية إلى العالم، فيما لم يحظ مجايلوه بذات الفرصة لاعتبارات كثيرة، فيما يدل بشكل قاطع على أن مهمة "صناعة النجم" تبدأ منذ اعتراف الجمهور به، بعد نهاية أي برنامج، وهذا ما حدث في تجربة عسّاف، حيث وجدت مجموعة إم بي سي، ومن خلفها ذراعها الفنية شركة بلاتينيوم بالفنان الفلسطيني الدجاجة التي تبيض ذهباً فقدمت له كل الدعم الممكن، وحصدت من ورائه أرباحاً هائله، فيما انطفأ معظم الذين شاركوا في ذات البرامج ولم يستمر منهم سوى قلة، قد يكون أبرزهم العراقيين قصي حاتم (ابن الفنان حاتم العراقي) وسامر السعيد (الذي وجد منتجا آمن بموهبته في بلاد الاغتراب) ومحمد الفارس المعروف أصلا في بلده وكان بحاجه لشهرة عربية)، والمصري أحمد جمال (الذي تبنى منتج سعودي الإنتاج له) والتونسي حسن خرباش (الذي تنتج له شركة لبنانية)، والمغربية دنيا بطمة (التي تزوجت من منتجها والد الفنانة الصغيرة حلا الترك) والأردني يوسف عرفات الذي تنقل بين أكثر من شركة إنتاج، حتى حط به الترحال مع شركة يملكها رجل أعمال أردني مغترب في أميركيا يدعى وائل الحلواني، فيما تتباين تجارب الآخرين بين الصمود لعدة أسابيع وبين الاختفاء الكلي.


يقول سامر السعيد لـ"العربي الجديد" إنه كمطرب عراقي مغترب في كندا، حقق له برنامج "ذا فويس" والذي وصل إلى مراحل متقدمة منه، شهرة عربية، أضافها إلى شهرته الأولى، مضيفاً: آمن بموهبتي المنتج بسام بتّو، ودعمني إنتاجياً، فعزز ذلك حضوري الفني منذ نهاية مشاركتي في "ذا فويس" العام الماضي، واليوم أطلقت أغنيتي الجديدة "أول حب" التي أتعاون بها مع الملحن والشاعر صلاح الكردي، والموزع الموسيقي عمر صباغ، والكليب من إخراج جميل جميل المغازي.

ويعتب السعيد على برامج اكتشاف المواهب، التي ينتهي دورها، بعد انتهاء برامجها، مشيراً إلى وجود أصوات كبيرة ومهمة مرت عبر هذه البرامج، دون أن تجد رعاية كافية ودعما، يقوي وجودها على الساحة الفنية، مضيفاً: الأغنيات الأربع التي قدمتها خلال العام الماضي مثل (حنّ قلبي)، (تتعبله وتداري)، (سحار) و(عشق بغدادي)، ثبتت أقدامي في الساحة الفنية، وقدمتني بشكل مبهر لجمهوري، الذي بات يتابع حفلاتي التي أحييتها مع وائل جسار وصلاح الكردي وعاصي الحلاني.

يتضح مما سبق، أن المواهب الغنائية التي عرفها الجمهور من البرامج التلفزيونية، تصفق بيد واحدة؛ هي يد المنتج المؤمن بالصوت الذي يتنبناه، بعيداً عن شركات الإنتاج التي أصابها الكساد، في وسط ضياع الأصوات التي تقدمها ببرامج المواهب، التي لا يهمها سوى الربح والربح فقط.



اقرأ أيضاً: برامج اكتشاف المواهب.. أو دفنها؟
دلالات
المساهمون