موالون للنظام السوري يشمتون بدرعا ونازحيها

05 يوليو 2018
(محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -
فيما تواصل الأمم المتحدة تحذيرها من تفاقم محنة أكثر من ربع مليون مدني هجّرهم قصف النظام السوري وروسيا من درعا نحو العراء عند الشريط الحدودي مع الأردن، وفيما جمعت بعض الفعاليات المدنية في الأردن مساعداتٍ إغاثية للمُهجرين، أبدت بالمقابل صفحات موالية للنظام السوري على الانترنت شماتةً في ما آلت إليه أوضاع المُهجرين السوريين.

ولا تنقل الصفحات الكبرى المؤيدة للنظام في مواقع التواصل الاجتماعي أي صورٍ أو أخبارٍ تتعلق بكارثة أكثر من ربع مليون مدني هُجروا بفعل القصف في درعا، بينما يكتفي معظمها فقط، بنقل أخبار المعارك، واستمرار القصف والغارات، والتي تُظهر التعليقات الواردة على المنشورات حالة فرحٍ وتشفٍ بالقصف الصاروخي والمدفعي والجوي الذي ينفذه النظام والطيران الروسي في درعا. كما أن بعض مُستخدمي وسائل التواصل ممن هم موالون للنظام، أبدوا شماتةً بموجات النزوح الجماعية، من درعا.

ودعت إحدى قريبات رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتُدعى رداح الأسد، وتعمل مدرّسة جامعية في كلية التربية بجامعة تشرين، إلى أن تقوم أجهزة النظام الأمنية بقتل كل الذين سيخضعون لما يسميه النظام بـ"التسوية والمصالحة"، قائلة: "أما بالنسبة للمسلحين اللي رح يرجعوا لحضن الوطن، وأنتو مو قبلانينن، مو مشكلة قوصوهن بالغلط، أو حادث مفتعل (قضاء وقدر)، أو حتى قلب عليهم شحن"، موجهةً حديثها لأجهزة مخابرات النظام: "ما بدي علمكم شغلكم".

وانهالت على منشور المدرسة "التربوية" الموالية للنظام، التعليقات المؤيدة لما تدعو إليه، قبل أن ينتشر المنشور على شبكة الانترنت بين المستخدمين السوريين، وتضطر رداح الأسد لحذفه أو إخفائه لاحقاً.

ونشر أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي منشوراً، أبدى فيه استغرابه قيام "مدرسة جامعية بالتحريض على قتل أبناء حوران، معتبراً أن "لا يبدو غريبا هذا المنطق الذي يحكم عقلية الشبيحة، هذه الفئة التي غلفت عقولها وباتت تعيش على الوهم، وتغفل أن من ينتصر هو سلاح الدول التي احتلت سورية، محملة بأسلحة الحقد والانتقام، بعد أن جمعت لسورية (ضد) الثورة كل شذاذ الآفاق، والقتلة من أصقاع الأرض"، معتبراً أن دعوة رداح الأسد للقتل والاغتيالات "اعتراف ضمني بأن هذا العمل هو عرف اعتيادي استخدمه النظام في السابق، ولا يزال يستخدمه، كالانتحار بست طلقات في الرأس، أو ما شابه من العمليات التي قام بها أمن النظام في تصفية غازي كنعان وعبد القادر قدورة وغيرهما ممن يود نظام "الأسد" التخلص منهم".



وفي مستهل ترويجها، لحملة القصف التي قتلت وجرحت مئات المدنيين في درعا، وهجرت عشرات الآلاف، أبدت صفحة موالية تدعى "بانياس الساحل" سعادتها، بـ"دك" مناطق عديدة في درعا، بالمدفعية والصواريخ، قائلة إنّ "أوامر صدرت بعدم خروج أي شخص من هذه المناطق".

وكان مراسل قناة "العالم" الإيرانية في سورية، حسين مرتضى، قد نشر مقطع فيديو، أبدى فيه سعادته لنزوح عشرات آلاف المدنيين من درعا، معتبراً أن الذين هُجروا هم مسلحون هربوا من المعارك.

المساهمون