موالون للأسد يشتكون من تردي الوضع المعيشي عبر "فيسبوك"

14 يناير 2019
تتذيّل سورية قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم(فرانس برس)
+ الخط -
تصاعدت موجة استياء عارمة في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، حيث طفت على السطح أخيراً تبعات نحو 8 سنوات من حرب بدأها النظام ضد السوريين المطالبين بالتغيير في بلادهم، وأدت إلى تهجير أكثر من نصف سكان سورية وتدمير مدن كاملة، وتعريض البلاد للاحتلال والتقسيم.



ومن الواضح أن تبعات كل ما حدث في سورية منذ عام 2011، بدأت تطفو على السطح وخاصة في مناطق النظام الذي فقد السيطرة على منطقة شرقي الفرات التي تحتضن معظم ثروات البلاد. ومن ثم بدأ اقتصاد النظام خطواته نحو الانهيار الكامل، حيث كان اقتصاد سورية يعتمد إلى حد بعيد على محافظات الرقة والحسكة ودير الزور التي باتت خارج سيطرة النظام. 



كما أنّ النظام يولي بقاء رئيسه بشار الأسد في السلطة كل اهتمامه، متناسياً حال ملايين السوريين الذين بدأ العوز والفقر ينهشانهم، في الوقت الذي تتضاعف فيه ثروات رجال أعمال وضباط وأمراء حرب ساندوا النظام بالفتك بالسوريين.



ولم تتوقف الاحتجاجات عند حدود الفنانين والإعلاميين والشخصيات العامة، بل وصلت إلى عموم السوريين في مناطق النظام، حيث تناقل ناشطون مقطع فيديو يظهر ما قيل إنّه مجند مصاب في قوات النظام يبدو أنّ الأخير أهمله ولم يوله اهتماماً كما فعل مع آلاف المصابين، وهو ما دفع المصاب الى المطالبة بإسقاط النظام. 



ولكن اللافت أنّ مقطع الفيديو صوّر في مدينة طرطوس الساحلية التي تعد منبع شبيحة وعساكر النظام، وتأتي في مقدمة المحافظات السورية لجهة فقد أبنائها، حيث قتل عشرات الآلاف من شبانها المنتمين إلى الطائفة العلوية خلال سنوات الحرب السورية. 

وانضم الفنان السوري الموالي للنظام أيمن زيدان، إلى قائمة المستائين من تردي الأوضاع المعيشية التي يعيشها السوريون في مناطق النظام وخاصة في العاصمة دمشق، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا غاز ولا أمان. إذ يؤكد سوريون أن دمشق تتعرض لحملات متلاحقة لتغيير هويتها ودفع من بقي من أهلها إلى الهجرة. وزعم زيدان في منشور له عبر صفحته الشخصية في "فيسبوك"، أنه "انتصرنا"، مضيفاً: "لكن لا معنى للنصر إن لم تعد لنا أوطاننا التي نعرفها، تباً للصقيع والعتمة".


ولكن زيدان الذي يعد من أبرز موالي النظام من الفنانين، لم يشر في منشوره إلى الجهة التي انتصر عليها، وربما يقصد مئات آلاف السوريين المشردين داخل سورية وخارجها.



وكعادة معظم الموالين للنظام، اختصر زيدان سورية كلها بشخص رأس النظام بشار الأسد، وطالبه بتعيين من وصفهم بـ"مسؤولين قادرين" على إخراج دمشق من أزمتها الاقتصادية، بدلاً من المسؤولين الذين يكتفون بالفرجة على أزمات الشعب.

كما أشار لتفاقم حجم الكارثة التي يعاني منها الناس في المنطقة، مطالباً بحلول مستعجلة: "لا أدري إلى أين نسير، لماذا لم يعد الوطن كما كان في الحكايا، أعيدوا لنا دمشق كما نعرفها".





وكانت الفنانة شكران مرتجى قد بدأت موجة الاستياء منذ أيام، حيث خاطبت بشار الأسد بالقول: "الشعب تعبان، مافي غاز، مافي مازوت، مافي بنزين، مافي كهربا، آجارات لبيوت وصلت لمئات الألوف، مافي حليب أطفال، وصل حق العلبة 11 ألف سوري".



وذهبت المذيعة في التلفزيون السوري ماجدة زنبقة إلى القول إنّ ملايين السوريين الذين هجرهم النظام خارج بلادهم هم أسعد حالاً من الذين لم يغادروها، مطالبة المهجرين بإخراج من بقي من أهلهم في سورية. ووصفت زنبقة حال الإعلام السوري بأنه "أسوأ إعلام في العالم أو ثاني أسوأ إعلام"، متسائلةً عن سبب وجود وزارة كهرباء في البلاد طالما لا يصل التيار الكهربائي إلى المواطنين.


وفتحت منشورات الفنانين السوريين ضد الوضع المعيشي في البلاد الباب أمام عدد كبير من موالي النظام للتعبير عن استيائهم المتصاعد من الحال الاقتصادي المزري الذي آلت إليه البلاد بعد سبع سنوات من الحرب التي تكاد تزيل سورية عن الخارطة. وتلقفت وسائل إعلام معارضة احتجاجات موالين لتلقي الضوء أكثر على ما يجري في مناطق النظام من محاولات إذلال السوريين من خلال هذه الأزمات المعيشية.



وطالب ناشطون وشخصيات معارضة الشارع الموالي بتصعيد الاحتجاج، والعمل على البدء بحراك يؤدي إلى إسقاط النظام لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البلاد. واعتبر ناشطون معارضون مواقف الموالين المتخاذلة تجاه إجرام نظام الأسد بحق السوريين سبباً رئيسياً للحال الذي آلت إليه البلاد، حيث يتعرض السوريون (موالون ومعارضون) للإذلال داخل سورية وخارجها نتيجة هذا الإجرام.



وتتذيّل سورية قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم، في ظل مؤشرات على أن الاقتصاد السوري مقبل على حالة كساد شبه كامل، وهو ما يدفع السوريين الموالين الذين صمتوا على جرائم النظام طيلة سنوات إلى الاحتجاج بزخم أعلى.

المساهمون