مواصفات "الزوجة المثالية" في الأغنية العربية

27 سبتمبر 2016
حمادة هلال (فيسبوك)
+ الخط -
في عام 2016، ومع اقتراب العقد الثاني من الألفية الثانية على الانتهاء، وبعد عشرات السنين على انطلاق دعوات الاستقلال والتحرر للمرأة وأمنيات المساواة في الحقوق والواجبات مع الرجل، تظهر على الساحة الغنائية أغنيات تحدد المواصفات الأساسية للزوجة المناسبة في 2016، يرددها الشباب بفخر وسعادة، لتبدو المرأة كسلعة يشتريها الرجل وفق مواصفاته.


لا يكتمل حفل زفاف هذه الأيام إلا بتشغيل أغنية واحدة على الأقل من أغنيات العام الحالي التي تحدد بالضبط، ما يجب أن تكون عليه العروس، وسط تصفيق ورقص العريس والمعازيم والعروس نفسها، من دون التوقف للحظات وإدراك المعنى الحقيقي لكل كلمة في الأغنية وتبعاتها.


يعلو صوت المطرب الشاب حمادة هلال وهو يشير في أغنيته التي تحمل عنوان "بنت الأصول" إلى مزايا "زوجة المستقبل" قائلاً: "كل المزايا فيها عارفة أيه إللي ليها وكمان إللي عليها.. هادية وصوتها واطي لو دي متبقاش مراتي يبقى عقلي مش سليم"، ويكمل "بالها طويل صبرها دايما جميل.. لو حتى جيت عليها دايما تتعامل بذوق".

ينافسه في ذلك المطرب الشاب هيثم شاكر بأغنيته "أحلى قرار" حين يقول "إخترت أنا بتأني في طباعها صورة مني، فهماني وشايله عني باستمرار"، ويكمل "اول حد في حياتها، عشاني حاجات سابتها .. وبحس من ناحيتها باستقرار".



وقد تبدو تلك الأغاني التي تبرز "هدوء الطباع، إنخفاض الصوت، التحمل والانصياع للزوج" أمراً طبيعياً، أو بمعنى أدق، تطوراً طبيعياً في مسار اختيار الزوجة المناسبة، بعد أن تفننت بعض المطربات في الأعوام السابقة بغناء كلمات تعبر عن رضوخهن التام للحبيب أو الزوج برضا كامل وسعادة محببة إلى النفس.

وهو ما يظهر في أغنية الفنانة دنيا سمير غانم التي أصدرتها عام 2014 بعنوان "واحدة تانية خالص"، وفيها تشدو "انا بقيت بلبس على كيفه مبقولش لأ على حاجه بيعوزها، وبقيت بشوف كل اللى بيشوفه وتعليماته بالحرف انفذها"، وتكمل "ماهو خلاص سيطر علي حياتى ومفيش ولاد غيره بكلمهم، لأ وكمان بينقي صحباتى طيب هعمل ايه مش عاجبه معظمهم" وتستطرد "انا معاه تلميذه فى سنه اولى بس الغريب انا مبسوطه كده ..وبكون معاه على طول هاديه وخجوله مع انى انا فى حياتى مش كده".


ويبدو أن "دنيا" سارت على خطى المطربة "جنات" التي سبقتها في غناء مثل ذلك اللون في أغنية "أنا دنيته"، حيث قالت "أنا إللي لو يغلط مسامحة في حقها، وأنا إللي لما يغيب ترد غيبته .. أنا عمري ما اتغيرت يوم من ناحيته، وأنا اللي راضية تنصفه لو كان ظالمها".


حالة الرضوخ التي صدّرتها "دنيا" وجنات" وغيرهما في أغانيهما، وحالة التعالي والذكورية التي تغنى بها "حمادة" و"هيثم"، هو ما أعطى ذريعة ومبرراً للمطرب شريف إسماعيل ليطلق أغنيته الحديثة "كتبوا كتابك"، وفيها يؤكد أن "عروسه" أصبحت ضمن ملكيته الخاصة التي يتم نقلها والتحكم فيها بعقد الزواج، حين يقول "وابتسمي عايزك تترسمي كتبوكي على اسمي.. بقى رسمي بقى رسمي".. ولا عزاء لدعوات تحرر النساء.

دلالات
المساهمون