بدأ مهندسو تونس في الوظيفة والمؤسسات العمومية، اليوم الأربعاء، إضرابا عاما يستمر يومين، احتجاجا على أوضاع قطاع الهندسة وتهميش مطالبهم المشروعة الهادفة إلى تحسين ظروفهم المادية والمعنوية، ورفع قيمة منحة الهندسة، وتنقيح النظام الأساسي الخاص بالسلك المشترك لمهندسي الإدارة العمومية.
ورفع المحتجون، اليوم، شعارات: "يا مهندس يا مظلوم خوذ حقك من اليوم"، "المهندسون مجندون للإنجاز" و"المعمار أساس الازدهار"، و"آن الأوان".
وأكد عميد المهندسين بتونس، أسامة الخريجي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الآلاف من المهندسين احتشدوا اليوم في وقفة احتجاجية، وصرخوا بصوت واحد للمناداة بمطالبهم وتحقيقها"، معتبراً أن الحضور المكثف والإقبال اللافت للمهندسين الذين قدموا من مختلف المحافظات التونسية دليل على أن المهندسين يرون أنه لا خيار لهم سوى النضال لنيل مطالبهم.
وأشار الخريجي إلى أن القطاع يضم أكثر من 70 ألف مهندس، وأن ما دفعهم للإضراب العام هو عدم تفاعل الحكومة معهم، وأن عليهم مواصلة النضال لتحقيق مطالبهم المشروعة. ولفت إلى أن الإضراب العام سيتواصل غداً الخميس.
وأكد الخريجي أن المهندسين لن يصمتوا مستقبلا حيال المزيد من تهميش القطاع وتردي أوضاعه، بل سيستمرون في تحركاتهم حتى نيل المطالب، التي تتركز أساساً على تحسين الظروف المادية وإشراكهم في التنمية والمشاريع الكبرى.
وأوضح الخريجي أن هذا الإضراب يهم القطاع العمومي، لكن مهندسي القطاع الخاص انضموا إليهم بدعوة من النقابة لمساندتهم في تحركاتهم الاحتجاجية. وأضاف عميد المهندسين أنه رغم إعلانهم عن الإضراب منذ فترة، إلا ان الحكومة لم تستدعهم للحوار وإنما واصلت تجاهلها لأصواتهم.
واعتبر أنّ تجاهل الحكومة مرده إلى عدم تقديرها أهمية الرهانات التي تقع على كاهل المهندس في تونس، ودوره في تطوير التنمية والمساهمة في ازدهار البلاد.
ويذكر أن عمادة المهندسين التونسيين شددت في بيان لها أخيراً، على أنها استنفدت كل سبل الحوار مع الحكومة، وإن عدم تعاطي الحكومة الجدّي مع ملف الوضع المادي والمعنوي للمهندس وعدم إيفائها بوعودها، دفعا المهندسين إلى الإضراب العام.
ودعا المهندسون التونسيون في القطاعين العام والخاص وفي مختلف ولايات الجمهورية إلى الالتفاف حول عمادتهم والتضامن في ما بينهم لإنجاح المحطات النضالية المختلفة بما يحقق الأهداف المشروعة ويعيد للمهنة مكانتها الريادية.