مهرجان لتسويق 40 ألف طن عنب في الخليل

20 سبتمبر 2016
إنتاج العنب ارتفع بنحو 10% في الخليل (العربي الجديد)
+ الخط -


في بلدة حلحول الفلسطينية شمالي الخليل، يتنافس عشرات المزارعين في عرض منتجاتهم من أجود أنواع العنب الطازج والمجفف والمطبوخ (الدبس)، على مساحة ألفي متر مربع، وذلك ضمن فعاليات "مهرجان العنب الفلسطيني 2016" الذي بدأ فعالياته أول من أمس الإثنين، ويستمر حتى الخميس.

وتمتاز الخليل الواقعة جنوب الضفة الغربية بمساحات واسعة من الأرضي، وأمطار وفيرة، وطقس بارد نسبيا، وتربة مناسبة، ما يجعلها موائمة لزراعة شجرة الدوالي، وتنتج قرابة 40 ألف طن من العنب سنويا، تقدر قيمتها السوقية بما بين 20 إلى 30 مليون دولار.
وقال وزير الزراعة الفلسطينية، سفيان سلطان، في حديث للصحافيين على هامش المهرجان، إن إنتاج العنب ارتفع بنحو 10% في الخليل، ما يعكس جدوى الاستثمار في هذا المحصول بالنسبة للمزارعين.

وتشير إحصائيات وزارة الزراعة الفلسطينية، إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بشجرة العنب في هذه المحافظة الفلسطينية تبلغ 25 ألف دونم. (الدونم يعادل ألف متر مربع).
ويقول مهنيون إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعيق التوسع في إنتاج العنب الخليلي، إذ تحاصر المستوطنات والطرق الالتفافية التابعة لها كروم العنب.

وتحول العقبات الكثيرة دون التوسع في تصديره للخارج للحفاظ على قيمته السوقية خلال موسم الإنتاج، ومن هنا خرجت فكرة إقامة مهرجان سنوي يجذب المتسوقين إلى مكان قريب من حقول الإنتاج.



ويقام مهرجان العنب هذا العام للمرة السادسة، بعد أن نجح في مواسمه السابقة في جذب آلاف الزوار والمتسوقين من أنحاء الضفة الغربية، والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بالإضافة إلى عدد قليل من السياح الأجانب.

ويتخوف المنظمون للمهرجان من أن تحول الاعتداءات الإسرائيلية وجرائم الإعدامات الميدانية بحق الفلسطينيين، دون تدفق المتسوقين إلى أرض المهرجان في حلحول.
واستشهد في الأيام الأخيرة، 6 شبان فلسطينيين في الخليل برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي ينشر عددا من الحواجز العسكرية في محيط المحافظة، ما يعيق حرية الحركة منها وإليها.

ويبدو يوسف أبو ريان، وهو واحد من عشرات المزارعين المشاركين في المهرجان، فخورا بإنتاجه، قائلا: "العنب الخليلي فيه ميزات غير موجودة في أي عنب منتج في مكان آخر".
ويرى أبو ريان في حديثه مع "العربي الجديد"، أن المتسوق في هذا المهرجان يجد إمكانية للتواصل مع المزارع، ويستطيع أن يشتري منه مباشرة دون الحاجة لوساطة التجار الذين يرفعون الأسعار من أجل زيادة أرباحهم.

ويباع الكيلو الواحد من العنب بنحو 5 شواكل إسرائيلية (1.35 دولار) في المتوسط، في حين يصل السعر في مراكز التسوق إلى دولارين.
ويوضح المزارع جواد سعيد، أن المستهلك يفضل العنب الخليلي، نظرا لمذاقه المميز، وشكله الجذاب، واعتماد شجرته على الأمطار الموسمية، وخلوه من المواد الكيماوية التي تساهم في تبكير موعد الإنتاج.
ويقول: "بإمكان الزائر للمهرجان أن يتذوق ويتسوق ويشاهد".

وتنتج محافظة الخليل 17 صنفا من العنب، يتم عرض كميات منها أمام المتسوقين في مكان واحد، ما يشكل عامل جذب كبيرا للمتسوقين بعشرات الآلاف من كل المحافظات الفلسطينية.
ويعتبر فتحي أبو عياش، رئيس مجلس العنب الفلسطيني، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن "هذه الفكرة تختصر حلقات التسويق من المزارع إلى المستهلك".

لكن سلطان لفت إلى وجود تحديات متمثلة بأطماع الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الزراعية، والمحاولات المتكررة لإغراق السوق الفلسطينية بكميات من العنب المنتج في المستوطنات بأسعار أقل لضرب المنتج المحلي.
وقال محافظ الخليل كامل حميد، في حديث للصحافيين، إن تظاهرة اقتصادية وتسويقية كهذه من شأنها أن تعزز صمود المزارعين في أراضيهم والاستمرار في الإنتاج الزراعي، وتبعث في الوقت نفسه برسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي مفادها أن الحصار المفروض على الخليل لن يؤدي إلى محاصرة المسيرة التنموية.

وبالإضافة للعنب، تستغل عشرات النسوة زوايا المهرجان لعرض مئات من أصناف المنتجات اليدوية والأدوات التراثية والأكلات الشعبية أمام الزوار، وهو ما يشكل عامل تحفيز إضافيا للقدوم والتسوق، واستحضار الماضي أمام كثيرين.
ويحرص المزارعون أثناء عرض منتجاتهم من العنب، على تجسيد مجسمات وطنية، ولوحات تراثية فلسطينية، للتأكيد على أن للعنب المنتج في محافظة الخليل الفلسطينية، قيمة تتعدى الجوانب الاقتصادية والتجارية، وصولا إلى تكريس معاني التمسك بالأرض.


المساهمون