مهرجان الصيف في كيبيك

05 يوليو 2016
وصل عدد زوار المهرجان إلى المليون عام 2007 (Getty)
+ الخط -
بالنظر لحجمه الهائل؛ فإن مهرجان الصيف بمقاطعة كيبيك الكندية، يُعدّ الأضخم من نوعه بين مهرجانات أميركا الشمالية، حيث يتضمن حوالى 300 استعراض، تتوزع على عشرة مسارح خلال 11 يوماً. المسرح الرئيسي للمهرجان هو مسرح "بيل" الكبير، الذي يقع في سهول أبرام التاريخية، ويتسع لأكثر من 100 ألف متفرج، مع أجهزة صوت عملاقة تصل إلى 200 ألف وات، تجعل مساحة أكبر من ملعب كرة قدم تنبُض وتنتفض.

يُقام المهرجان سنويّاً، في السابع من يوليو/ تموز، وقد عقدت دورته الأولى سنة 1968، تحت رعاية رجال أعمال وفنانين من مدينة "كيبيك" من أجل إظهار الإمكانات الفنية والاقتصادية والسياحية للمقاطعة. ومؤخّراً، صار عدد الحضور يتجاوز المليون ونصف المليون. خلال السبعينيات والثمانينيات كان المهرجان يكتفي باستضافة عروضٍ لموسيقيين من الدول الفرانكفونية وبعض نماذج الموسيقى العالمية. ثم نما المهرجان خلال العقد الماضي بعد قرار تنويع العروض، ومتابعة أهم المستجدات الفنية في عالم الموسيقى، فتنوعت الموسيقى القادمة للمهرجان بصورة كبيرة، واحتضنت كيبيك الموسيقى الكلاسيكية والفرانكفونية وغيرها من الموسيقى العالمية، إضافة إلى الموسيقى الإلكترونيّة التي انتشرت مُؤخّراً. بلغ المهرجان حاجز المليون متفرج لأول مرة عام 2007، وبيعت تراخيص وأماكن تجارية في المهرجان لأول مرة عام 2010، حيث تتحول أيام الزائرين إلى سلسلة متواصلة من المتعة والحماسة والرقص والغناء والموسيقى عبر مجموعة من المسارح التي تلبّي حاجات كافة الأذواق.

وفي السنوات الثلاث الماضية؛ تضمنت العناوين الرئيسية للمهرجان مجموعة من أشهر الفنانين والراقصين والعازفين والفرق الموسيقية، بصورة لا يمكن أن تتكرر في مناسبات فنية أخرى. من أهم مميزات تلك الفاعليات حالة الانضباط التي تسيطر على المسارح، فلا تسمح إدارة المهرجان الخبيرة بأي شكل من أشكال الفوضى، مما يعطي سمعة جيدة للحدث الذي تتم إدارته بسلاسة لا يعرقلها هذا الكم الضخم من الحاضرين.
وقد أدخل منظمو المهرجان لأول مرة نظام الترددات الراديوية لتحديد الهوية، والأساور التي تحتوي على بطاقات صغيرة، يتم الكشف عليها عندما توضع على قارئ إليكتروني لضمان سهولة الدخول والخروج إلى الأماكن المختلفة. ومن المفاجآت، أن أسعار المهرجان في متناول الجميع، بل إنَّها تُعدُّ معقولة جدً، في مقابل ما تقدمه من مزايا.


يتجلّى جمال المهرجان في ذلك التنوع، الذي يحتويه من عروض على مسارح مغطاة، وأخرى على مسارح مكشوفة في الهواء الطلق. ولكن من يريد أن يستمع إلى عرض ضخم في مسرح بيل، أو يستمتع بموسيقى هادئة على مسرح صغير فإنّ عليه أن يأتي مُبكّراً حتى يتمكَّن من الحصول على مكان؛ فالأمر المؤكّد، أن المسارح تمتلىء بسرعة. مشهد آخر يلفت الانتباه في المدينة الكبيرة، وهو عروض عازفي الشوارع، إذْ يشعر المشاهد أنهم على اتصال وثيق بالحدث الكبير وهويته الفنية، حيث يطوفون في شوارع المدينة يعزفون الموسيقى، ويقدمون العروض كأنهم يحتفلون بالمهرجان ويدعون إليه.
المساهمون