من مال الله.. من مال التلفزيون

24 ديسمبر 2014
مشهد من برنامج "ليلة حلم" (العربي الجديد)
+ الخط -
لم تكن المرة الأولى التي تجنّد فيها محطات التلفزة اللبنانية نفسها لتقديم "مساعدات" للمحتاجين على الشاشات أو عبر الاذاعات اللبنانية، القضية باتت سباقاّ لمن يستطيع التأثير أكثر بالناس، ومن يحمل الوجع إلى الشاشة. مادة تستحق المشاهدة، أشبه بفيلم اجتماعي نعيد مشاهده، إنّما أبطاله هذه المرّة، حقيقيون!

تلفزيون "ال بي سي LBCI" اللبناني، كان سبّاقاً منذ سنوا، لمثل هذه القصص التي ترّكزت على مساعدة المحتاجين أو جلب الغائب أو تحقيق أمنية، في سيناريو أُعدّ بحرفية عالية من أجل إتمام القصة.

استطاع مالك مكتبي صاحب برنامج "أحمر بالخط العريض" حجز مكانه قبل أسبوع من عيد الميلاد، إذ جمع شمل عائلة لبنانية تفكّكت أثناء الحرب بسبب ارتباط الأم المسيحية بأب مسلم وهروبها بطفلين طوعاً إلى سويسرا. مالك وفريق البرنامج استطاعا بعد غياب أبناء العائلة عن والديهما، إعادة الابن إلى لبنان ولقاءه بأهله في سيناريو مشهدي مؤثر يروي قصة 20 عاماً من ضياع العائلة وتفرّقها.

تكمل ال بي سي في برنامجها الخاص ليلة الميلاد، ومن المرجح بحسب معلومات لـ العربي الجديد" أن تلتقي العائلة ويتعرف الابن البكر على أخوته وعائلته اللبنانية بعدما تزوّج والده مرة ثانية.

أمّا محطة "أم تي في mtv"، فتعرض أيضاً "ليلة حلم". حكاية طفلة لبنانية عاشت مع مرض الـ "لوكيميا"، واستطاعت التغلب عليه. إلا أنّ الألم لم يتوقف هنا، فتعرّض والدها العامل في ورش البناء لحادث، أدّى إلى شلل رباعي.

تحاول المحطة التخفيف من آثار صدمات العائلة عبر الاتصال بمجموعة من الفنانين الذين أطلقوا قبل عامين مشروع "وان ليبانون" الإنساني. جميعهم يتكتلون من أجل الطفلة المصابة والأب المحتاج في سيناريو اجتماعي يمتد إلى أكثر من ساعتين على الهواء. وبحسب منتج البرنامج إيلي أحوش الذي أوضح لـ "لعربي الجديد" أنّ العمل استغرق تصويره شهرين بالكامل. وقد تقاسمت شركة "ام تي في" مصاريفها المكلفة مع شركات دعائية خاصة، لكن الهدف الأساسي من وراء ذلك يؤكد أحوش، هو ادخال الفرح إلى قلب الطفلة التي تألمت كثيراً هي وعائلتها. وكذلك يشارك في الاستديو إلى جانب المقدمة ناديا بساط والمقدم شربل راجي عدد من نجوم الغناء ومنهم جوزف عطيه الذي طلبت الفتاة رؤيته شخصياً لأنّها من معجباته، وهذا ما سيضفي على السهرة أجواء فرحة إضافة إلى العبرة من وراء ذلك، التي ستعلم الناس الميسورين، معنى العطاء وإدخال البهجة إلى الناس المحرومين.

هل تكفي هذه الصورة التي سيراها اللبنانيون وربما العالم من خلال الشاشتين الأكثر تنافساً ليتعلّموا كيفية العطاء، أم تحاول المحطات الاستثمار بطريقة تتماشى وروح المناسبة التي تدعو إلى العطاء والتفاؤل والمساعدة؟ سؤال قد لا نجد له إجابة شافية في الوقت الذي يعاني العالم العربي بسبب الحروب الدائرة مئات لا بل ألاف القصص المشابهة لحكايتين تلفزيونيتين خُصّصتا للميلاد!
المساهمون