من بروكسل إلى برلين وفيينا... التضامن مع حلب مستمر

18 ديسمبر 2016
فعاليات التضامن مستمرّة منذ أسبوع (العربي الجديد)
+ الخط -

منذ أسبوع وفعاليات التضامن التي تشهدها عدد من المدن الأوروبية مع المجازر التي تُقترف في سورية لا تتوقف. فمثلما شهدت مدن السويد والدنمارك وبرلين وفيينا، وغيرها، تحركات شعبية منددة بما يجري على يد سلاح الاحتلال الروسي في حلب، استمرت فعاليات التظاهر بالمشاعل والشموع، ووقفات الغضب المطالبة بـ"تحركات دولية عاجلة لوقف المذبحة"، وفقًا لما يحمله هؤلاء من يافطات احتجاجية.

في العاصمة النمساوية فيينا خرجت يوم السبت مسيرة شموع، وصفتها الصحافية السورية، هيفاء السيد طه، والتي تقيم هناك، بأنها "مشهد مهيب". ورفع المتظاهرون من جنسيات عربية مختلفة يافطات تندد في أغلبها بما سمته "دعم روسيا لإرهاب نظام بشار الأسد، والذي يدعم إرهاب (داعش)".

وفي برلين، خرج الآلاف من السوريين والألمان في ساحة الجمهورية عند البرلمان الألماني، منددين من خلال الشعارات واليافطات وإشعال الشموع بما سموه "الاحتلال الروسي والإيراني" بدعم نظام الأسد.

وكانت عاصمة الاتحاد الأوروبي، بروكسل، قد شهدت انطلاق فعاليات التضامن مع حلب، تنديدًا باستهداف المدنيين، يوم أمس السبت، مقابل السفارة السورية. وهتف المتظاهرون ضد النظام السوري، مطالبين بإنقاذ حلب وسكانها. ووضع السوريون المقيمون في بروكسل إكليل ورد أسود أمام مبنى السفارة السورية، وندّد المشاركون بالمواقف الدولية المتراخية مع ما يجري من مجازر في عموم سورية، وحلب خصوصاً.

واستكملت فعاليات الاحتجاج والتضامن مع الضحايا اليوم الأحد في بروكسل، من خلال تجمع المئات في ميدان سومان مقابل مبنى الاتحاد الأوروبي وسط بروكسل، بمشاركة عربية وبلجيكية وأجنبية، وتركية على وجه الخصوص، وسط هتافات تطالب بتدخل عاجل لإنقاذ من بقي من أهل حلب. ورفع المتظاهرون في بروكسل لافتات منددة بالتدخل الروسي والإيراني.






ويتجه عدد من النشطاء في عدد من العواصم الأوروبية، بدءًا من يوم غد الإثنين، للتظاهر أمام السفارات الروسية، حيث يذكر نشطاء سوريون وأوروبيون بأنه "بات لزامًا أن يعرف العالم بأن سورية أصبحت محتلة رسميًّا من قبل روسيا".

ويشعر عدد من السوريين العاديين، والذين وصل بعضهم كلاجئين إلى أوروبا العام الماضي، بكثير من "الغضب على تجاهل العالم لمأساة شعبنا. وحين يغامر البعض هربًا من جحيم الموت يركزون على ما يسمونها أزمة لاجئين، دون أن يحرّكوا ساكنًا لوقف السبب المتمثل بالتهجير أمام أعينهم"، وفقًا لما يقول أحد المبادرين الشبان لهذه التحركات في حديثه لـ"العربي الجديد".

من ناحيته، يقول الشاب العربي محمد الأحوازي، لـ"العربي الجديد"، إن ثمة "تراخيًا عربيًا كبيرًا، قبل التراخي الغربي في المواقف، يؤدي إلى موت إخوتنا السوريين، وبتفاخر إيراني، دون ردود بمستوى الحدث على الصعيد العربي."

ومن بروكسل، تقول سوسن سعدي، لـ"العربي الجديد"، "أخرنا التحرك هنا، إذ تقع مسؤولية كبيرة على الاتحاد الأوروبي في تبعيته للموقف الأميركي، والذي هادن الاحتلال الروسي لبلدنا وأدى إلى هذه النتائج الكارثية".

وبرأي سوسن فإن "السوريين والعرب الشرفاء في كل مكان تقع عليهم مسؤولية التحرك في كل مكان، فالمخطط القادم هو إدلب، بعد أن يهجروا أهل حلب الشرقية". ويتعهد شبان وشابات يهتفون ضد النظام السوري وبوتين وحزب الله بما أطلقوا عليه "مفاجآت كبيرة في مقبل الأيام. سنبقي تحركاتنا في الشارع ولكننا سنرى مقاومة للمحتل قريبا".

ويسعى النشطاء، في عدد من دول الشمال الأوروبي، إلى "الإبقاء على زخم التحركات أثناء فترة الأعياد، لتذكير هؤلاء السياسيين بمسؤوليتهم في خذلان الشعب السوري في المنظمات الدولية وأهمها الأمم المتحدة"، وفقًا لوصف جبر المحمود تحركات يجري تنسيقها بين عدد من العواصم. وناشد "كل السوريين والعرب والأحرار الاستجابة السريعة لنداءات تحرك ينطلق يوم غد الإثنين ضد السفارات الروسية".