18 يوليو 2015
من "يخاف إليزابيث وارن؟" .. السياسة والأدب
يتذكّر كثيرون من قراء العربية النص الذي صار من علامات المسرح العالمي المعاصر "من يخاف فيرجينيا وولف؟" الذي كتبه الأميركي إدوارد ألبي، المولود في واشنطن سنة 1928، وقارب فيه الأزمة الاجتماعية للطبقة المتوسطة، وانهيار "الحلم الأميركي" بحسب جيل ستينيات القرن الماضي، اعتماداً على بعد نفساني سوداوي عميق، اعتمدته الروائية البريطانية، فرجينا وولف، هو جوهر "تيار الوعي" المعروف في رواية القرن العشرين، كما تحول النص فيلماً سينمائياً قام بالدورين الرئيسيين فيه، إليزابيث تايلور وريتشارد بورتون.
ومثلما ظل العنوان "من يخاف فيرجينيا وولف؟" ساحراً في إحالاته الأدبية والمسرحية والشعورية، جاء العنوان نفسه، ولكن بصيغة "من يخاف إليزابيث وارن؟"، والذي جاء مدخلاً للقصة الأساسية لمجلة "تايم" الأميركية، في عددها الصادر في العشرين من يوليو/تموز الماضي، وفيه مقاربة يختلط فيه السياسي بالأدبي، ضمن قصة صحافية متقنة، تجعلنا نعرف حقاً: لماذا يخاف سياسيو واشنطن من الليبرالية "القوية"، مثلما يخافها أساطين المال في "وول ستريت"، حتى وإن دعموا المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، مثل شركات "جي بي مورغان"، "سيتي غروب" و"جولدمان ساكس"، وكيف صارت العضو الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ماسيتشوسيتس تحدياً لمرشح ديمقراطي آخر للرئاسة، هو بيرني ساندرز، على الرغم من قدرته على إظهار نفسه مصلحاً "ثورياً" و"اشتراكياً"، ويستقطب أكثر من عشرة آلاف شخص، أو ما يقرب من ضعف هذا العدد في محطات حملته في رئاسيات أميركا 2016.
إنها "كابوس هيلاري"، في إشارة إلى الخطر الذي يهدد فرص المرشحة الديمقراطية ووزيرة الخارجية السابقة، جرّاء توجيه وارن سهامها نحو الأمكنة الحساسة للفساد التقليدي في واشنطن: سياسيون مدعمون من كبار الشركات، بل هي تهاجم بضراوة "الصفقات التي تصب في صالح أصحاب المليارات وشركات النفط الكبرى والجهات المانحة السياسية الكبرى"، التي تعتبرها "جولة أخرى من اللعبة القديمة المزيفة نفسها"، وفي حين تتضح ملامح دعم شركات "وول ستريت" الكبرى لكلينتون، فإن الأخيرة أصبحت في مرمى مدفعية السيناتور إليزابيث وارن التي تتميز بقدرة خطابية لافتة، هي مزيج من العاطفة والإقناع، ضمن رؤية "مستحيلة"، حتى اليوم، قائمة على ضرورة ضبط نفوذ الشركات الكبرى، وصولاً إلى تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء واستعادة حيوية الطبقة الوسطى.
الصراع الذي شكل حبكة الأدب في "من يخاف فيرجينيا وولف؟" لجهة الحقيقة المريرة التي يخفيها "الحلم الأميركي"، انشغل بأسئلة جوهرية حول الطبقة الوسطى التي تعتبر "المروّج الأول للحلم الأميركي وصاحبته"، وها هو الصراع نفسه تعيده سياسياً هذه المرة، وليس بالضرورة منقطعاً عن إحالاته الفكرية العميقة، السيناتور "الليبرالي"، إليزابيث وارن، التي وجدت نفسها ممثلة لجيل عصفت به الأزمة المالية عام 2008، ثم عملت، في وقت لاحق، وبلا هوادة، في مجال حماية المستهلك، لتعلن بفخر، قبل أيام، أن عمل مجموعتها في هذا المجال أعاد مبالغ تقدر بنحو 10 مليارات دولار، كانت تمكّنت فيها كبار الشركات من استغلال المستهلكين عبر بضائع فاسدة، وفازت في الانتخابات العامة 2012، لتصبح أول امرأة في مجلس الشيوخ عن ولاية ماساشوستس، وتوصف شخصية قيادية في الحزب الديمقراطي، ومن بين أكثر "التقدميين الأميركيين" أهمية وتأثيراً، وحيال حيوية أفكارها وقدرتها التنفيذية البارزة، بدا الرئيس، باراك أوباما، وطاقمه الاقتصادي، وحتى السياسي، فيما خصّ الشؤون الأميركية الداخلية، "جمهورياً" محافظاً وتقليدياً، على الرغم من شعارات التغيير الديمقراطية العريضة التي حملته إلى البيت الأبيض.
ومثلما ظل العنوان "من يخاف فيرجينيا وولف؟" ساحراً في إحالاته الأدبية والمسرحية والشعورية، جاء العنوان نفسه، ولكن بصيغة "من يخاف إليزابيث وارن؟"، والذي جاء مدخلاً للقصة الأساسية لمجلة "تايم" الأميركية، في عددها الصادر في العشرين من يوليو/تموز الماضي، وفيه مقاربة يختلط فيه السياسي بالأدبي، ضمن قصة صحافية متقنة، تجعلنا نعرف حقاً: لماذا يخاف سياسيو واشنطن من الليبرالية "القوية"، مثلما يخافها أساطين المال في "وول ستريت"، حتى وإن دعموا المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، مثل شركات "جي بي مورغان"، "سيتي غروب" و"جولدمان ساكس"، وكيف صارت العضو الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ماسيتشوسيتس تحدياً لمرشح ديمقراطي آخر للرئاسة، هو بيرني ساندرز، على الرغم من قدرته على إظهار نفسه مصلحاً "ثورياً" و"اشتراكياً"، ويستقطب أكثر من عشرة آلاف شخص، أو ما يقرب من ضعف هذا العدد في محطات حملته في رئاسيات أميركا 2016.
إنها "كابوس هيلاري"، في إشارة إلى الخطر الذي يهدد فرص المرشحة الديمقراطية ووزيرة الخارجية السابقة، جرّاء توجيه وارن سهامها نحو الأمكنة الحساسة للفساد التقليدي في واشنطن: سياسيون مدعمون من كبار الشركات، بل هي تهاجم بضراوة "الصفقات التي تصب في صالح أصحاب المليارات وشركات النفط الكبرى والجهات المانحة السياسية الكبرى"، التي تعتبرها "جولة أخرى من اللعبة القديمة المزيفة نفسها"، وفي حين تتضح ملامح دعم شركات "وول ستريت" الكبرى لكلينتون، فإن الأخيرة أصبحت في مرمى مدفعية السيناتور إليزابيث وارن التي تتميز بقدرة خطابية لافتة، هي مزيج من العاطفة والإقناع، ضمن رؤية "مستحيلة"، حتى اليوم، قائمة على ضرورة ضبط نفوذ الشركات الكبرى، وصولاً إلى تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء واستعادة حيوية الطبقة الوسطى.
الصراع الذي شكل حبكة الأدب في "من يخاف فيرجينيا وولف؟" لجهة الحقيقة المريرة التي يخفيها "الحلم الأميركي"، انشغل بأسئلة جوهرية حول الطبقة الوسطى التي تعتبر "المروّج الأول للحلم الأميركي وصاحبته"، وها هو الصراع نفسه تعيده سياسياً هذه المرة، وليس بالضرورة منقطعاً عن إحالاته الفكرية العميقة، السيناتور "الليبرالي"، إليزابيث وارن، التي وجدت نفسها ممثلة لجيل عصفت به الأزمة المالية عام 2008، ثم عملت، في وقت لاحق، وبلا هوادة، في مجال حماية المستهلك، لتعلن بفخر، قبل أيام، أن عمل مجموعتها في هذا المجال أعاد مبالغ تقدر بنحو 10 مليارات دولار، كانت تمكّنت فيها كبار الشركات من استغلال المستهلكين عبر بضائع فاسدة، وفازت في الانتخابات العامة 2012، لتصبح أول امرأة في مجلس الشيوخ عن ولاية ماساشوستس، وتوصف شخصية قيادية في الحزب الديمقراطي، ومن بين أكثر "التقدميين الأميركيين" أهمية وتأثيراً، وحيال حيوية أفكارها وقدرتها التنفيذية البارزة، بدا الرئيس، باراك أوباما، وطاقمه الاقتصادي، وحتى السياسي، فيما خصّ الشؤون الأميركية الداخلية، "جمهورياً" محافظاً وتقليدياً، على الرغم من شعارات التغيير الديمقراطية العريضة التي حملته إلى البيت الأبيض.