فرّقت الحرب في سورية عائلات كثيرة. منى الفوت، هي إحدى هؤلاء. ظُلِمت مرات عدة، حين ولدت في أرض غير أرضها فلسطين، وحين نزحت إلى لبنان هرباً من الموت في سورية، وعندما سكنت أحد الأحياء الفقيرة في لبنان. تقول: "أنا فلسطينية من بلدة ترشيحا قضاء عكا في فلسطين المحتلة. ولدتُ لاجئة في سورية عام 1977. سكن أهلي في مخيم اليرموك، فيما سكنت وزوجي في منطقة تسمى صهية في ريف دمشق". تضيف: "بينما كان زوجي متوجهاً إلى عمله لنقل الخضار في أحد أيام الحرب، خُطِف من دون أن أعرف عنه شيئاً. وبعد سبعة عشر يوماً على اختفائه صرت أبحث عنه. سألتُ المعنيين، فوضعوني وابن زوجي في سيارة سوداء اللون، وسرنا في طريق يسمى المستقبل، ونقلنا بعدها إلى فندق. وعند الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وضعنا داخل سيارة عسكرية كبيرة سوداء اللون، ثم باشروا التحقيق معي واتهموني بأنني إرهابية".
تتابع أنها لم تكن تعرف شيئاً عن الأسئلة التي كانت توجه إليها. تضيف: "حققوا أيضاً مع ابن زوجي الذي كان يبلغ حينها 11 عاماً". وتشرح أن "زوجها كان يبيع الخضار من دون أن يكون له انتماء لأي حزب. أوقف على حاجز وما زال مفقوداً حتى اليوم ولا أعرف عنه شيئاً".
وحين سألَت المعنيين عنه مرة أخرى أخبروها أنها في حال سألت عنه مرة أخرى "سيقتلونني وأولادي. فيما أخبرني أحدهم بأنه قتل وألقيت جثته في النهر". عندها، تركت المنزل وتوجهت وأولادها إلى منزل أهلها في مخيم اليرموك. إلا أن والدتها أرادت مغادرة المخيم والتوجه إلى لبنان، فعادت إلى منزلها. تضيف أن عناصر النظام عادوا من جديد وأوقفوني ومنعوني من دخول بيتي، وهددوا باعتقالي، ما اضطرني للعودة مجدداً إلى المخيم. لكن الحياة هناك كانت مستحيلة. كان القصف قوياً، وبدأت سياسة تجويع الناس.
تتابع أنه بعد مرور بعض الوقت، فتحت بوابة المخيم، وطلب ممن يرغب في الخروج منه الذهاب إلى المكان الذي يريده. خرجت وأولادها ومكثوا في منطقة الزهرة لمدة ثلاثة أيام في الشارع، بعدما رفض الذين لجأت إليهم استقبالها وأطفالها. بعدها، أرسلت إليها شقيقتها الموجودة في لبنان المال حتى تتمكن من السفر. بداية، أقامت في بيروت، حيث تعرضت واثنين من أطفالها (طفلة في السادسة من العمر وصبي في التاسعة) للتحرش. فغادرت المنطقة خوفاً على نفسها وأولادها.
كان يفترض أن تسكن في بيت جدها. إلا أنها حين قدمت إلى لبنان أصيب بوعكة صحية ونقل إلى المستشفى وتوفي، وعرفت أنه متزوج من أخرى، ما اضطرها إلى استئجار بيت في مخيم برج البراجنة. في البداية، كان الوضع صعباً جداً، وخصوصاً أنها لم تحمل معها شيئاً. بحثت عن عمل، وكان حظها جيداً لأنها وجدت عملاً في معمل للخياطة. تقول: "كنت أصطحب ابني وابنتي معي إلى المعمل. إلا أن صاحب المعمل هددني بأنه لن يستقبلني مرة أخرى في حال جاءا معي. لكن لم يكن بإمكانها تركهما في المنزل بسبب صغر سنهما، فاضطرت إلى ترك العمل.
بعد ذلك، لم تعثر على عمل. وصارت تعيش من خلال المساعدات التي تحصل عليها من الجمعيات فقط. وفي أحيان أخرى، تجمع الأواني البلاستيكية والألمنيوم وغيرها وتبيعها. لكنها توقفت عن هذا العمل لأن الجيران صاروا يتضايقون من رائحة هذه الأغراض التي كانت تضعها في البيت. مجدداً، اضطرت إلى ترك العمل، علماً أن بدل إيجار منزلها كان نحو مائة وثلاثين دولاراً، وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين تساهم في مائة وعشرين ألف ليرة لبنانية من المبلغ، لكنها عادت لتعلق هذا الدعم.
في الوقت الحالي، تعمل في الخياطة من وقت إلى آخر، وتسعى إلى إصلاح مكنة الخياطة التي تملكها في البيت، حتى تتمكن من العمل بشكل أسرع من دون أن تضطر إلى ترك أولادها. ما زالت تعتمد على المساعدات بشكل أساسي لتتمكن من العيش، وإن كانت غير منتظمة. تراكمت الديون عليها ولكن ليس في يدها حيلة.
اقرأ أيضاً: سميرة تعيل أسرتها وحدها
تتابع أنها لم تكن تعرف شيئاً عن الأسئلة التي كانت توجه إليها. تضيف: "حققوا أيضاً مع ابن زوجي الذي كان يبلغ حينها 11 عاماً". وتشرح أن "زوجها كان يبيع الخضار من دون أن يكون له انتماء لأي حزب. أوقف على حاجز وما زال مفقوداً حتى اليوم ولا أعرف عنه شيئاً".
وحين سألَت المعنيين عنه مرة أخرى أخبروها أنها في حال سألت عنه مرة أخرى "سيقتلونني وأولادي. فيما أخبرني أحدهم بأنه قتل وألقيت جثته في النهر". عندها، تركت المنزل وتوجهت وأولادها إلى منزل أهلها في مخيم اليرموك. إلا أن والدتها أرادت مغادرة المخيم والتوجه إلى لبنان، فعادت إلى منزلها. تضيف أن عناصر النظام عادوا من جديد وأوقفوني ومنعوني من دخول بيتي، وهددوا باعتقالي، ما اضطرني للعودة مجدداً إلى المخيم. لكن الحياة هناك كانت مستحيلة. كان القصف قوياً، وبدأت سياسة تجويع الناس.
تتابع أنه بعد مرور بعض الوقت، فتحت بوابة المخيم، وطلب ممن يرغب في الخروج منه الذهاب إلى المكان الذي يريده. خرجت وأولادها ومكثوا في منطقة الزهرة لمدة ثلاثة أيام في الشارع، بعدما رفض الذين لجأت إليهم استقبالها وأطفالها. بعدها، أرسلت إليها شقيقتها الموجودة في لبنان المال حتى تتمكن من السفر. بداية، أقامت في بيروت، حيث تعرضت واثنين من أطفالها (طفلة في السادسة من العمر وصبي في التاسعة) للتحرش. فغادرت المنطقة خوفاً على نفسها وأولادها.
كان يفترض أن تسكن في بيت جدها. إلا أنها حين قدمت إلى لبنان أصيب بوعكة صحية ونقل إلى المستشفى وتوفي، وعرفت أنه متزوج من أخرى، ما اضطرها إلى استئجار بيت في مخيم برج البراجنة. في البداية، كان الوضع صعباً جداً، وخصوصاً أنها لم تحمل معها شيئاً. بحثت عن عمل، وكان حظها جيداً لأنها وجدت عملاً في معمل للخياطة. تقول: "كنت أصطحب ابني وابنتي معي إلى المعمل. إلا أن صاحب المعمل هددني بأنه لن يستقبلني مرة أخرى في حال جاءا معي. لكن لم يكن بإمكانها تركهما في المنزل بسبب صغر سنهما، فاضطرت إلى ترك العمل.
بعد ذلك، لم تعثر على عمل. وصارت تعيش من خلال المساعدات التي تحصل عليها من الجمعيات فقط. وفي أحيان أخرى، تجمع الأواني البلاستيكية والألمنيوم وغيرها وتبيعها. لكنها توقفت عن هذا العمل لأن الجيران صاروا يتضايقون من رائحة هذه الأغراض التي كانت تضعها في البيت. مجدداً، اضطرت إلى ترك العمل، علماً أن بدل إيجار منزلها كان نحو مائة وثلاثين دولاراً، وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين تساهم في مائة وعشرين ألف ليرة لبنانية من المبلغ، لكنها عادت لتعلق هذا الدعم.
في الوقت الحالي، تعمل في الخياطة من وقت إلى آخر، وتسعى إلى إصلاح مكنة الخياطة التي تملكها في البيت، حتى تتمكن من العمل بشكل أسرع من دون أن تضطر إلى ترك أولادها. ما زالت تعتمد على المساعدات بشكل أساسي لتتمكن من العيش، وإن كانت غير منتظمة. تراكمت الديون عليها ولكن ليس في يدها حيلة.
اقرأ أيضاً: سميرة تعيل أسرتها وحدها