دانت منظمة "سام" للحقوق والحريات استمرار استهداف الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في اليمن من قبل مختلف الأطراف، وطالبت بضرورة توقف مسلسل استهدافهم، وتوفير بيئة آمنة وخالية من الانتهاكات لضمان ممارسة الصحافيين مهامهم من دون قيود أو تهديدات.
وبيّنت "سام" وهي منظمة حقوقية مقرها جنيف، في بيان صحافي، اليوم الإثنين، أن الشهرين الماضيين شهدا تصاعداً ملحوظاً في استهداف الصحافيين، إما بالاعتقال أو القتل أو المنع من السفر، فضلاً عن اقتحام المؤسسات الإعلامية، لافتة إلى أنّ الصحافيين أصبحوا في دائرة الخطر الشديد، وهو ما يستدعي توفير الحماية العاجلة لهم.
وأوضحت أنّ آخر الانتهاكات التي وثقتها كانت حادثة اعتقال الإعلامي زبين عطية، في شبوة جنوبي اليمن، في 11 فبراير/شباط الجاري، من قبل القوات الخاصة وإيداعه في سجن شرطة "عتق"، من دون أمر اعتقال من النيابة.
وفي مدينة تعز جنوب وسط اليمن، اعتقلت قوات تتبع "أبو العباس"، الناشط الإعلامي والحقوقي "أبو بكر البريكي"، بتاريخ 10 يناير/ كانون الثاني من منزل أحد أقربائه في قرية الكدحة التي فر إليها قبل سنتين على خلفية انتقاداته للانتهاكات والممارسات الإماراتية في عدن.
وذكرت "سام" حادثة أخرى وقعت أيضاً في مدينة تعز، حيث اعتقل الصحافي، "جميل الصامت" بتاريخ 7 نوفمبر/تشرين الثاني، من فراش المرض، من قبل قوات تابعه للجيش بتعز بحسب بلاغ تلقته "سام" على خلفية قضايا تتعلق بالنشر.
وأشارت إلى حادثة مقتل الصحافي زياد الشرعبي، مصور قناة أبوظبي، في مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز والواقعة تحت إدارة القوات الإماراتية، وإصابة الصحافي فيصل الذبحاني، نهاية شهر يناير الماضي واللذين كانا في مهمة صحافية، نتيجة انفجار دراجة نارية وضعت قرب المطعم الذي كانا يتناولان فيه طعام العشاء.
وسجلت المنظمة الحقوقية، بتاريخ 7 فبراير الجاري، قيام الاستخبارات العسكرية في محافظة حضرموت شرق اليمن بمنع الصحافي صبري بن مخاشن، من السفر إلى جمهورية مصر مع عائلته لتلقي العلاج.
واعتقلت شرطة مدينة جيزان جنوب السعودية الفنان اليمني علي الحجوري بتاريخ 11 فبراير الحالي على خلفية قضايا رأي ونشر، بزعم وجود بلاغ تقدم به أحد اليمنيين المقيمين في المملكة العربية السعودية بدعوى الإلحاد وانتقاد الدين والعلماء.
ودعت المنظمة، السعودية، إلى احترام حرية الرأي، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الفنان اليمني علي الحجوري، وكذلك الصحافي مروان علي المريسي (38 عاما) والمعتقل منذ ما يقارب العام.
وقالت "سام" إنها رصدت في عام 2018، 138 انتهاكاً بحق حرية الإعلام في اليمن، شملت 13 انتهاكاً للحق في الحياة، و11 اعتداءً على الحريات العامة، واعتقالات تعسفية وصلت إلى 53 حالة اعتقال، عدا عمليات التعذيب والتي بلغت 11 حادثة، والمحاكمات غير القانونية التي وصلت إلى 13 محاكمة.
كما وثقت ستة انتهاكات بحق حرية التنقل، توزعت بين الحجز في النقاط العسكرية أو المطارات، فضلاً عن 14 انتهاكاً بحق السلامة الجسدية للصحافيين، وشملت الإصابات بأسباب متعددة كالألغام والمتفجرات، والرصاص، والقصف العشوائي، والقنص.
وحول الانتهاكات التي لحقت بالمؤسسات الإعلامية، ذكرت أنّ عددها تجاوز عشرات الانتهاكات، موضحةً أنّ الانتهاكات ارتكبتها مختلف الأطراف المسلحة، حيث ارتكبت القوات الحكومية التابعة للحكومة الشرعية والتحالف العربي "30 انتهاكاً"، و"98 انتهاكاً" ارتكبتها جماعة الحوثي.