تحقّق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، في هجمات وقعت، في الآونة الأخيرة، بالغوطة الشرقية المحاصرة بريف العاصمة السورية دمشق، لتحديد ما إن كانت أسلحة محظورة قد استخدمت، وفق ما صرحت مصادر دبلوماسية لـ"رويترز".
وقالت المصادر، اليوم الثلاثاء، إنّ المنظمة التي يقع مقرها في لاهاي، فتحت تحقيقاً، يوم الأحد، في تقارير تحدثت عن تكرار استخدام قنابل الكلور، هذا الشهر، في المنطقة القريبة من العاصمة دمشق.
وأكدت "مديرية الصحة في ريف دمشق" التابعة للمعارضة السورية، في بيان، مقتل طفل وإصابة ثمانية عشر مدنياً، أول أمس الأحد، بحالات "تخرش" شديدة في الجهاز التنفسي وإغماء ودوار وغشاوة في العيون، نتيجة تعرّض بلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية، لقصف بمواد سامة، يُرجّح أنّها غاز الكلور.
وأضاف البيان أنّ "رائحة الكلور كانت عالقة بملابس المصابين، وأكد المسعفون والأهالي، عبر شهاداتهم عن الحادثة، انتشار رائحة الكلور في المنطقة التي تعرّضت للقصف".
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقرّه بريطانيا، مقتل طفل نتيجة الاختناق في الغوطة الشرقية لكن مديره رامي عبد الرحمن، قال لوكالة "رويترز" عبر الهاتف، إنّه لا يستطيع تأكيد استخدام الغاز السام.
وقال رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري، الأحد، على حسابه في "تويتر"، إنّ "استخدام غاز الكلور السام من قبل النظام السوري في بلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية، تصعيد خطير وتحد لمبادئ القانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية".
— د.نصر الحريري (@Nasr_Hariri) February 25, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post— د.نصر الحريري (@Nasr_Hariri) February 25, 2018
|
وكان خبراء جرائم الحرب في الأمم المتحدة، قد أكدوا، في 6 فبراير/شباط الحالي، أنّهم يحققون في عدة تقارير بشأن استخدام قنابل تحوي غاز الكلور المحظور ضد المدنيين في بلدتي سراقب في إدلب شمالي سورية، ودوما في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق.
وعبّرت اللجنة المستقلة للتحقیق بشأن سورية، التي تعمل بتفويض من الأمم المتحدة، عن "انشغالها العميق بشأن تنامي العنف، على مدى يومين، في محافظة إدلب والغوطة الشرقية".
وتحدّث الدفاع المدني السوري في ريف دمشق، في 4 فبراير/شباط، عن إصابة العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال ومتطوع من الدفاع المدني، بحالات اختناق، نتيجة استهداف قوات النظام السوري لأطراف مدينة دوما، بصواريخ أرض-أرض "جولان"، محمّلة بغاز الكلور السام.
وكان النظام السوري قد استهدف أطراف دوما، بقصف مماثل، في 22 يناير/كانون الثاني الماضي، ما أدى إلى إصابة 13 مدنياً بحالات اختناق.
وأرتكب النظام السوري مجزرة مروعة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في 21 أغسطس/آب 2013، جراء القصف بغاز السارين السام، على مدن وبلدات محاصرة منذ أكثر من أربعة أعوام.
(العربي الجديد)