تستعد الأمم المتحدة اليوم السبت لنقل مساعدات لبلدات دمرها الصراع في جنوب السودان لكنها تنتظر لترى إن كان اتفاق وقف إطلاق النار بين الرئيس سلفا كير وزعيم المتمردين رياك مشار سيصمد قبل أن تبدأ في إرسالها.
وقال توبي لانزر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان في بيان "انتهاء العنف سيتيح للناس متنفسا ومساحة للتحرك بقدر أكبر من الأمان والزراعة والاعتناء بأنفسهم بقدر أكبر في الشهور المقبلة".
وأضاف أن الأمم المتحدة تستعد في العاصمة جوبا "لتحميل مراكب ضخمة بمساعدات لإنقاذ الحياة ونقلها لمناطق حيوية مثل بانتيو وملكال". وشهدت بانتيو عاصمة ولاية الوحدة وملكال عاصمة ولاية أعالي النيل وهما ولايتان منتجتان للنفط بعضا من أشد المعارك ضراوة.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إنه لم ترد تقارير فورية عن أي معارك اليوم السبت رغم أن ورود أي أنباء عن وقوع اشتباكات قد يستغرق وقتا في المناطق النائية.
وقال المتحدث باسم المتمردين، لول رواي كوانج، صباح اليوم إنه لم ترد إليه أي أنباء عن وقوع اشتباكات. وأضاف "نحن متفائلون لكننا لا نستطيع أن نضمن الجانب الحكومي".
وقال مسؤول في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الامدادات سترسل عندما يتضح أن الجانبين يلتزمان باتفاق وقف إطلاق النار الذي من المفترض أن يطبق خلال 24 ساعة من توقيعه يوم الجمعة
في السياق ذاته، حذرت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) السبت من تفشي المجاعة في جنوب السودان بسبب النزاع القائم بين الحكومة والمتمردين، ودعت الطرفين إلى تسهيل مرور المساعدات الانسانية عبر الطرقات والأنهار.
وقالت المنظمة في بيان صدر في روما حيث مقرها، بعد تقييم للوضع أجري في أبريل/ نيسان ومايو/ أيار: "بعض المناطق في البلاد تبدو معرضة كثيرا لتفشي المجاعة فيها خلال الأشهر القادمة".
ومع توقع بدء تطبيق اتفاق لوقف إطلاق النار السبت، قالت الفاو إن الجوع سببه "النزوح والأسواق المدمرة وتقطع سبل الأرزاق".
وقالت سو لاوتسيه رئيسة مكتب الفاو في جنوب السودان "هناك فرصة صغيرة لا تزال قائمة لمنع تفاقم هذه الأزمة المريعة وتحولها إلى كارثة".
من جهته، قال برنامج الأغذية العالمي، ومقره روما أيضا، إنه سيقوم بتوسيع مساعداته لتصل إلى 3,2 مليون شخص هذا العام، مؤكدا أن الوضع "ينذر بالخطر" خصوصا في مناطق عزلها النزاع بما فيها مناطق عدة من ولاية الوحدة "حيث يواجه ما يصل إلى ثلاثة أرباع السكان حاليا جوعا قاسيا".
وأضاف البرنامج أن ولايتي جونقلي والنيل الأعلى تعانيان أيضا بشكل كبير. وقال مايك ساكيت مدير برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: "ما زال بالإمكان تجنب كارثة مجاعة لكن يتعين السماح لوكالات الإغاثة الانسانية بالوصول إلى عشرات آلاف المحتاجين قبل فوات الأوان".
وقال البيان إن "الوكالة تعاني حاليا من نقص في التمويل بقيمة 261 مليون دولار (190 مليون يورو)".