يطلق مصطلح "الدولجية" على الأشخاص الذين يناصرون الأنظمة الحاكمة في بلدانهم، بغضّ النظر عن قدرتها على الحكم أو إخراج البلاد من عثراتها. إنهم الجموع التي تظهر فجأة في حماية قوات النظام، لتهتف باسم الحاكم، خاصة في أوقات الأزمات، التي تكاد تعصف بحكمه أو تخصم من رصيده.
لم يكن المصطلح شائعاً في عقود سابقة، لكنه بات متداولاً بقوة عقب الربيع العربي، حيث ظهر تنظيم تلك الفئة، التي كانت معروفة طوال قرون، والتي استخدمها مئات الحكام على مر الزمان.
يتميز "الدولجي" بأنه شخص محدود الثقافة، محدود الوعي، وربما محدود الذكاء، معظمهم ينتمون إلى الطبقة الدنيا، وبعضهم من أبناء الطبقة الوسطى، لكن قدرتهم على التجمع والهتاف والمماحكة والجدال وربما الشماتة، غير محدودة.
تلازم غياب الوعي مع الفقر يجعلان من توجيه هذه الفئة مهمة يسيرة على من يملك المال والتخطيط، وتلجأ الأنظمة الفاشلة أو الفاسدة أو القمعية إلى هؤلاء دوما لإسباغ جماهيرية كاذبة على سياساتها، حيث تعتبر الأنظمة تلك الجماهيرية المصنوعة والموجهة والمدفوع ثمنها مسبقا، نوعاً من الشرعية في مواجهة معارضيها.
ينطلق "الدولجي" من قاعدة أن بقاء النظام أفضل من زواله، وأن الفقر مع الاستقرار، حتى لو كان مزعوما، أفضل من الفوضى المحتملة، وتغذي أنظمة الحكم القمعية تلك القاعدة بترويج شعارات مدروسة تحذر هؤلاء من مصير شعوب مجاورة، "بيكفي إننا عايشين بأمان"، و"أحسن من سورية والعراق"، "نظام الممانعة الوحيد"، إلى غيرها من شعارات جوفاء تخالف الواقع.
يدافع "الدولجي" عن النظام بكل ما يملك، ليس إيماناً بأنه النظام الأفضل، لكن ربما لأن النظام يدفع له مقابل دعمه، وبالتالي فالأمر مربح أو مصدر للرزق، وربما لأنه يخشى أن يزول هذا النظام ويأتي نظام آخر يختار "دولجية" آخرين، فتضيع عليه امتيازات كان يحصدها من عمله في ظل هذا النظام.
لكن "الدولجي" الأخطر، ليس هذا الفقير غير الواعي الذي يتمسك بنظام يوفر له مصدر رزق، وإنما هو آخر ثري أو مرفّه، فبقدر خطورة محدودي الوعي على مستقبل الأمم، يظل خطر المثقفين والنخبويين والأثرياء "الدولجية" أكبر وأكثر تأثيراً.
يدافع هؤلاء عن النظام الحاكم لأسباب شخصية أيضاً، بل إنها تبدو مماثلة بشكل ما لتلك التي يعتمدها الفقراء، هم أيضا يعتمد مصدر رزقهم الوفير على فساد هذا النظام، وغيابه يحرمهم من امتيازات واسعة ربما لن يوفرها لهم النظام الجديد المحتمل.
منطق "الدولجية"، إن صح أن نعتبره منطقا، فيه بعض وجاهة معتمدة على الصالح الشخصي، لكنه مناقض تماما للصالح العام.
اقرأ أيضاً: لماذا يكرهون 25 يناير؟
لم يكن المصطلح شائعاً في عقود سابقة، لكنه بات متداولاً بقوة عقب الربيع العربي، حيث ظهر تنظيم تلك الفئة، التي كانت معروفة طوال قرون، والتي استخدمها مئات الحكام على مر الزمان.
يتميز "الدولجي" بأنه شخص محدود الثقافة، محدود الوعي، وربما محدود الذكاء، معظمهم ينتمون إلى الطبقة الدنيا، وبعضهم من أبناء الطبقة الوسطى، لكن قدرتهم على التجمع والهتاف والمماحكة والجدال وربما الشماتة، غير محدودة.
تلازم غياب الوعي مع الفقر يجعلان من توجيه هذه الفئة مهمة يسيرة على من يملك المال والتخطيط، وتلجأ الأنظمة الفاشلة أو الفاسدة أو القمعية إلى هؤلاء دوما لإسباغ جماهيرية كاذبة على سياساتها، حيث تعتبر الأنظمة تلك الجماهيرية المصنوعة والموجهة والمدفوع ثمنها مسبقا، نوعاً من الشرعية في مواجهة معارضيها.
ينطلق "الدولجي" من قاعدة أن بقاء النظام أفضل من زواله، وأن الفقر مع الاستقرار، حتى لو كان مزعوما، أفضل من الفوضى المحتملة، وتغذي أنظمة الحكم القمعية تلك القاعدة بترويج شعارات مدروسة تحذر هؤلاء من مصير شعوب مجاورة، "بيكفي إننا عايشين بأمان"، و"أحسن من سورية والعراق"، "نظام الممانعة الوحيد"، إلى غيرها من شعارات جوفاء تخالف الواقع.
يدافع "الدولجي" عن النظام بكل ما يملك، ليس إيماناً بأنه النظام الأفضل، لكن ربما لأن النظام يدفع له مقابل دعمه، وبالتالي فالأمر مربح أو مصدر للرزق، وربما لأنه يخشى أن يزول هذا النظام ويأتي نظام آخر يختار "دولجية" آخرين، فتضيع عليه امتيازات كان يحصدها من عمله في ظل هذا النظام.
لكن "الدولجي" الأخطر، ليس هذا الفقير غير الواعي الذي يتمسك بنظام يوفر له مصدر رزق، وإنما هو آخر ثري أو مرفّه، فبقدر خطورة محدودي الوعي على مستقبل الأمم، يظل خطر المثقفين والنخبويين والأثرياء "الدولجية" أكبر وأكثر تأثيراً.
يدافع هؤلاء عن النظام الحاكم لأسباب شخصية أيضاً، بل إنها تبدو مماثلة بشكل ما لتلك التي يعتمدها الفقراء، هم أيضا يعتمد مصدر رزقهم الوفير على فساد هذا النظام، وغيابه يحرمهم من امتيازات واسعة ربما لن يوفرها لهم النظام الجديد المحتمل.
منطق "الدولجية"، إن صح أن نعتبره منطقا، فيه بعض وجاهة معتمدة على الصالح الشخصي، لكنه مناقض تماما للصالح العام.
اقرأ أيضاً: لماذا يكرهون 25 يناير؟