أكثر من أي منطقة أخرى، تمثل منطقة القبائل، التي تسكنها غالبية من الأمازيغ، الهاجس الأكبر بالنسبة للسلطة في ما يتعلق بالعزوف عن التصويت في الانتخابات، بسبب عوامل سياسية وتاريخية وثقافية.
وبلغت نسبة التصويت في ولاية تيزي وزو، عاصمة منطقة القبائل، 1.84 في المئة، وهي أدنى نسبة سجلت مقارنة مع باقي الولايات الـ47 في البلاد، قبل أن ترتفع الى 7.34 في المئة مع منتصف النهار.
وفي ولاية بجاية، المنطقة الثانية ذات الأغلبية الأمازيغية، لم تتجاوز نسبة المشاركة، حتى منتصف النهار، 8.24 في المئة، و9.33 في المئة شهدتها منطقة البويرة، التي تعد ثالث ولاية في منطقة القبائل.
وسجلت هذه النسب الدنيا برغم مشاركة حزبين سياسيين يتمركزان في المنطقة، ويتبنيان الدفاع عن الهوية والمطلب الأمازيغي للسكان المحليين، وهما "جبهة القوى الاشتراكية" و"التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، إضافة إلى تقدم باقي الأحزاب السياسية بمرشحين في هذه المنطقة.
وتعد هذه النسب الأدنى مقارنة مع النسب التي سجلت في باقي الولايات، حيث بلغت 27.80 في المئة بولاية تيسمسيلت، غربي الجزائر، و22.34 في المئة بولاية أدرا، جنوبي الجزائر، ونسبة 16.19 في المئة بولاية عنابة، شرقي البلاد.
وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2002، لم تتجاوز نسبة التصويت في منطقة القبائل 7 في المئة، حيث أقدمت هيئات عرفية محلية على منع التصويت وتخريب مراكز الاقتراع، على خلفية القمع الذي تعرض له السكان في أحداث الربيع الأمازيغي الأسود في يونيو/حزيران 2001.
ويعتقد المحلل السياسي أحسن خلاص، والذي ينتمي إلى تلك المنطقة، أن "هناك عوامل عديدة تصنع التمرد الانتخابي لمنطقة القبائل في الجزائر؛ أهمها أن هناك قطيعة تاريخية تعود إلى بداية الاستقلال".
ويضيف في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه "يسود التفكير في المنطقة بأن نظام الحكم تشكل بالقوة، وأن الدولة منقوصة الشرعية الديمقراطية، إضافة إلى الاصطدامات مع السلطة المركزية في محطات مختلفة منذ الاستقلال، منها ربيع 80، وربيع 2001، وكذا فقدان المواطنين الثقة حتى في الأحزاب التقليدية في المنطقة، نتيجة فشلها في التسيير المحلي".
وبين منطقة القبائل والسلطة مناوشات سياسية تاريخية منذ عام 1963، بعد رفض زعيم تاريخي أمازيغي انقلاب الجيش على الحكومة المؤقتة عشية استقلال البلاد، وقمعها لانتفاضة السكان في إبريل/نيسان 1980، والتي عرفت بأحداث "الربيع الأمازيغي"، وكانت تستهدف المطالبة بالاعتراف باللغة والهوية الأمازيغيتين.
وظل التوتر السياسي قائمًا بين المنطقة والسلطة، ويتجدد بين الفترة والفترة، حيث شهدت المنطقة عام 1994 ما يعرف بـ"إضراب المحفظة" للمطالبة بتدريس اللغة الأمازيغية في المدارس، وتلته أحداث "الربيع الأسود" في يونيو/حزيران 2001، بعد مقتل شاب على يد قوات الدرك.
وفي الغالب، لا تحوز أحزاب السلطة على تمثيل في المنطقة، كما تعد هذه المناطق الأقل تصويتًا لمرشحي السلطة في الانتخابات الرئاسية؛ إذ لم يحصل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، خلال أربع انتخابات رئاسية ترشح فيها، على أكثر من 23 في المئة من أصوات الناخبين في الولايات الثلاث: تيزي وزو وبجاية والبويرة، والتي تمثل منطقة القبائل.
اقــرأ أيضاً
وبلغت نسبة التصويت في ولاية تيزي وزو، عاصمة منطقة القبائل، 1.84 في المئة، وهي أدنى نسبة سجلت مقارنة مع باقي الولايات الـ47 في البلاد، قبل أن ترتفع الى 7.34 في المئة مع منتصف النهار.
وفي ولاية بجاية، المنطقة الثانية ذات الأغلبية الأمازيغية، لم تتجاوز نسبة المشاركة، حتى منتصف النهار، 8.24 في المئة، و9.33 في المئة شهدتها منطقة البويرة، التي تعد ثالث ولاية في منطقة القبائل.
وسجلت هذه النسب الدنيا برغم مشاركة حزبين سياسيين يتمركزان في المنطقة، ويتبنيان الدفاع عن الهوية والمطلب الأمازيغي للسكان المحليين، وهما "جبهة القوى الاشتراكية" و"التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، إضافة إلى تقدم باقي الأحزاب السياسية بمرشحين في هذه المنطقة.
وتعد هذه النسب الأدنى مقارنة مع النسب التي سجلت في باقي الولايات، حيث بلغت 27.80 في المئة بولاية تيسمسيلت، غربي الجزائر، و22.34 في المئة بولاية أدرا، جنوبي الجزائر، ونسبة 16.19 في المئة بولاية عنابة، شرقي البلاد.
وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2002، لم تتجاوز نسبة التصويت في منطقة القبائل 7 في المئة، حيث أقدمت هيئات عرفية محلية على منع التصويت وتخريب مراكز الاقتراع، على خلفية القمع الذي تعرض له السكان في أحداث الربيع الأمازيغي الأسود في يونيو/حزيران 2001.
ويعتقد المحلل السياسي أحسن خلاص، والذي ينتمي إلى تلك المنطقة، أن "هناك عوامل عديدة تصنع التمرد الانتخابي لمنطقة القبائل في الجزائر؛ أهمها أن هناك قطيعة تاريخية تعود إلى بداية الاستقلال".
ويضيف في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه "يسود التفكير في المنطقة بأن نظام الحكم تشكل بالقوة، وأن الدولة منقوصة الشرعية الديمقراطية، إضافة إلى الاصطدامات مع السلطة المركزية في محطات مختلفة منذ الاستقلال، منها ربيع 80، وربيع 2001، وكذا فقدان المواطنين الثقة حتى في الأحزاب التقليدية في المنطقة، نتيجة فشلها في التسيير المحلي".
وبين منطقة القبائل والسلطة مناوشات سياسية تاريخية منذ عام 1963، بعد رفض زعيم تاريخي أمازيغي انقلاب الجيش على الحكومة المؤقتة عشية استقلال البلاد، وقمعها لانتفاضة السكان في إبريل/نيسان 1980، والتي عرفت بأحداث "الربيع الأمازيغي"، وكانت تستهدف المطالبة بالاعتراف باللغة والهوية الأمازيغيتين.
وظل التوتر السياسي قائمًا بين المنطقة والسلطة، ويتجدد بين الفترة والفترة، حيث شهدت المنطقة عام 1994 ما يعرف بـ"إضراب المحفظة" للمطالبة بتدريس اللغة الأمازيغية في المدارس، وتلته أحداث "الربيع الأسود" في يونيو/حزيران 2001، بعد مقتل شاب على يد قوات الدرك.
وفي الغالب، لا تحوز أحزاب السلطة على تمثيل في المنطقة، كما تعد هذه المناطق الأقل تصويتًا لمرشحي السلطة في الانتخابات الرئاسية؛ إذ لم يحصل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، خلال أربع انتخابات رئاسية ترشح فيها، على أكثر من 23 في المئة من أصوات الناخبين في الولايات الثلاث: تيزي وزو وبجاية والبويرة، والتي تمثل منطقة القبائل.